صحيفة إسبانية: الانتخابات النصفية لماذا هي مهمة للأميركيين؟
تشهد الولايات المتحدة اليوم الثلاثاء انتخابات التجديد النصفي التي ستحسم العديد من المسائل، وتعد في غاية الأهمية لأسباب شتى.
بهذا الإطار، نشرت صحيفة بيريوديكو الإسبانية مقالا تحليليا للكاتب ريكاردو مير دي فرنسيا يقول فيه إن أهمية هذه الانتخابات تكمن في كونها تسهم في تحديد مستقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتعزيز الظروف الملائمة لمساءلته.
ويضيف المقال أن الحملة الدعائية التي يقودها ترامب في هذا السياق تعتبر من بين الأغلى والأكثر تكلفة في تاريخ الانتخابات النصفية بالبلاد، والتي تم الإعلان عن نهايتها مع بداية الصمت الانتخابي.
ويشير إلى أن ملايين الأميركيين يتوجهون اليوم لصناديق الاقتراع من أجل تجديد الكونغرس. كما ستشمل عملية التجديد التي تفرضها أصوات الناخبين مناصب العديد من الحكام ومجالس العديد من البلديات.
أثر ومساع
ويرى الكاتب أن ترامب ليس بمنأى عن تأثير أصوات الناخبين في الانتخابات النصفية، حيث ستحدد نتائج الانتخابات مدى قدرة الرئيس على الحفاظ على غالبية في الكونغرس، وتكون كذلك بمثابة الاختبار لولايته التي مضى منها عامان.
ويضيف أن الديمقراطيين يسعون من خلال هذه الانتخابات إلى إحداث تغييرات في الخارطة السياسية والفوز بأغلبية في الكونغرس والبرلمان، خاصة في ظل تزايد الرفض ضد ترامب حتى في صفوف قواعده الانتخابية التي ساعدته على اعتلاء سدة الحكم.
وخلال هذه الانتخابات النصفية، تسلط الأضواء بشكل أساسي على مجلس الشيوخ. وسيتم تجديد حوالي 435 مقعدا بمجلس النواب، وأكثر من ثلث مجلس الشيوخ أي 35 مقعدا من أصل 100. وفي مجلس الشيوخ، توجد منافسة حادة بين الديمقراطيين والجمهوريين من أجل الفوز بالمقاعد التي تركها أعضاء من مجلس الشيوخ شاغرة بعد استقالتهم بصفة مبكرة.
ويشير الكاتب إلى أنه في الوقت الراهن، يحظى الجمهوريون بالأغلبية في المجلسين، بواقع 51 مقعدا في مجلس الشيوخ، و235 مقعدا بمجلس النواب، مضيفا أن هذه السيطرة ساعدتهم على إصدار قوانين دون الحاجة للحصول على غالبية من الأصوات. مع العلم أن الخلافات الداخلية للحزب قد منعتهم من تمرير العديد من التشريعات.
وفي حال تغيرت الموازين واهتزت هيمنة الجمهوريين، يرى كاتب المقال أن نفوذ ترامب في البلاد سيكون في خطر.
ويضيف أن هذه الانتخابات ذات أهمية كبيرة نظرا لأنها ستحدد الجهات التي ستحكم قبضتها على مجالس الولايات حيث إنه في الأنظمة الفدرالية -كالنظام القائم بالولايات المتحدة- فإن القرارات المعتمدة بمجالس الولايات تعد أكثر أهمية من نظيرتها بالكونغرس بالنسبة للمواطنين.
استطلاعات الرأي
ويضيف المقال أن الديمقراطيين يسعون لتحقيق أغلبية بمجلسي الشيوخ والنواب في هذه الانتخابات النصفية، مما يتيح لهم تغيير الخارطة السياسية للبلاد.
وتفيد تقديرات استطلاعات رأي كشف عنها موقع "فايف ثيرتي أيت.كوم" بأن احتمال فوز الديمقراطيين بأغلبية النواب يعادل 85% في حين لا تتجاوز فرضية عدم حصول الحزب على أغلبية 15%. ويمنح المسح الأخير لشبكة "سي بي أس" الديمقراطيين 225 مقعدا، أي أنهم قد يحققون أغلبية بمجلس النواب. لكن تبقى هذه الأرقام مجرد تقديرات.
في الأثناء، يعد احتمال فوز الديمقراطيين بأغلبية في مجلس الشيوخ ضعيفا للغاية. ويعيقهم عن تحقيق هذا الإنجاز حملة ترامب الانتخابية التي كرست جهودا حثيثة لضمان حفاظه على أغلبية في هذا المجلس.
مستقبل ترامب
ويوضح الكاتب أن نتائج الانتخابات التي تجرى اليوم لها أهمية بالغة، ويمكن أن تكون سببا في وضع نهاية لولاية ترامب بشكل مبكر. وفي حال تمكن الديمقراطيون من كسب المزيد من المقاعد في مجلس النواب، فإنهم سيضعون حدا لهيمنة الجمهوريين ويقلصون من نفوذهم بمجلس الشيوخ.
ويكشف عن الأسباب الأخرى التي تجعل من الانتخابات النصفية ذات أهمية كبيرة، من بينها أن تحقيق الديمقراطيين أغلبية في أحد المجلسين -وخاصة النواب- فإنهم سيتمكنون من تشكيل لجان بحثية للتحقيق في تجاوزات ترامب.
ويضيف أن القادة الديمقراطيين سبق أن صرحوا أنهم ينوون التحقيق في الاتهامات بتدخل روسيا بانتخابات 2016، وغيرها من شبهات الفساد. عموما، يمكن أن يؤدي هذا الوضع -المحتمل- إلى إخضاع ترامب للمساءلة، وبالتالي إقالته من البيت الأبيض.
وبغض النظر عن تحقيق/عدم تحقيق الديمقراطيين أغلبية في مجلس النواب، فإن ترامب سيحافظ على نفوذه وسلطته على القضاء والسياسة الخارجية شريطة أن يحقق حزبه أغلبية بمجلس الشيوخ.
ويختم الكاتب بأن الديمقراطيين لم يتبنوا خطابا يعزز وحدة البلاد خلال حملتهم الانتخابية، بل ركزوا بالأساس على إدانة سياسة ترامب ومناخ الكراهية الذي أرساه، وملف الصحة الذي يهم الكثير من الناخبين.