مليونية تركية نصرة للأقصى والمقدسيين
خليل مبروك-إسطنبول
وأقيمت المظاهرة بمشاركة مجموعة كبيرة من المنظمات والمؤسسات التركية في ميدان "يني كابي" بالجانب الأوروبي لمدينة إسطنبول تحت عنوان "إسرائيل لا تفهم إلا القوة".
ورفع المشاركون في التجمع الحاشد الأعلام الفلسطينية والتركية وصور المسجد الأقصى، ولافتات دعت للحفاظ عليه ومواجهة المشاريع الإسرائيلية لتهويده، وطالبوا بتثبيت السيادة الإسلامية على الحرم القدسي الشريف.
كما رددوا هتافات "الموت لإسرائيل" وطالبوا بتوحيد الأمة الإسلامية والعمل على معاقبة إسرائيل باعتبارها قوة احتلال، ولممارساتها بحق المقدسات الإسلامية في فلسطين.
وشهدت تركيا العديد من الفعاليات الشعبية والفنية الداعمة لـ القدس والمتضامنة مع المسجد الأقصى، لكن "مليونية يني كابي" في إسطنبول هي الأكبر على مستوى العالم دعما للقدس، منذ أن بدأت أزمة المسجد الأقصى المبارك في الـ 14 من الشهر الحالي.
تحضيرات واسعة
وقال رئيس المجلس الأعلى لحزب السعادة أوزهان أصيل تورك إن زحف الجماهير التركية للتجمع يعكس ارتباط هذا الشعب بالقضية الفلسطينية والتزامه بالدفاع عن القدس والمسجد الأقصى.
وكان الحزب قد أعلن أن دعوات وجهت لعدد من الشخصيات العالمية للمشاركة في التجمع المليوني من بينهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، ولاعب نادي ريال مدريد لكرة القدم البرتغالي الشهير كريستيانو رونالدو.
كما نشر نشطاء الحزب شاشات عملاقة في العديد من مناطق تجمع المواطنين ومواقف الحافلات ومحطات القطار بمدينة اسطنبول لتمكين الأهالي من متابعة المليونية في أماكن تجمعاتهم.
وقال رئيس الحزب تامال كارامولا أوغلو في كلمة له إن قطاع غزة والضفة الغربية في قلب التجمع "الذي تراقبه الصهيونية بقلق لأن فيه قلوب ثمانين مليون تركي من أحفاد صلاح الدين الأيوبي وألب أرسلان ونجم الدين أربكان".
وأشار إلى أن حزبه والشعب التركي اختار الانحياز للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية نضال محق وشرعي لا تجمع المسلمين فقط ولكن كل المؤمنين بالنضال لأجل الحقوق والحريات.
تاريخ وأجندة
واستعرض كارامولا أوغلو "تاريخ الصراع على القدس" قائلا إنه يعود لتاريخ تأسيس الصهيونية العالمية، مرورا بالمؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل السويسرية عام 1897، وليس انتهاء بالاحتلال الإسرائيلي للقدس عام 1948.
ولفت إلى أن "المنظومة الدولية" تحمي إسرائيل وتتستر على جرائمها بحق الفلسطينيين والأمة الإسلامية ومقدساتها، مذكرا بصدور العديد من القرارات الدولية التي بقيت "حبرا على ورق" بحق الاحتلال.
واعتبر أن ما يجري في العديد من دول العالم الاسلامي مثل سوريا والعراق وغيرها مخططات مدروسة بعناية لإقامة "إسرائيل الكبرى" عبر تقطيع بلدان العالم الإسلامي وإراقة دماء أبنائه، وأكد أن حالة التشرذم التي تعيشها الأمة الإسلامية زادت من جرأة إسرائيل على انتهاك المحرمات في القدس.
وقد شارك العديد من الشخصيات السياسية والحزبية التركية في التجمع، ومن بينها قادة حزب العدالة والتنمية الحاكم وحزب الشعب الجمهوري المعارض في إسطنبول، في حين تليت برقية من رئيس الجمهورية السابق عبد الله غل على المشاركين تحدثت عن التزام تركيا بالقضية الفلسطينية.
كلمة حماس
من جهته، تحدث رئيس المكتب السياسي لـ حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في كلمة مباشرة للمحتشدين في إسطنبول من غزة، مؤكدا على الروابط التي تجمع الشعبين التركي والفلسطيني.
وقدم هنية التهاني للمشاركين في المليونية بإزالة إسرائيل لـ البوابات الإلكترونية والعوائق التي وضعتها على بوابات المسجد الأقصى في مؤخرا، معتبرا ذلك ثمرة من ثمار صمود المقدسيين ورباطهم ودعم الأمة الإسلامية لهم.
وأشار رئيس حماس إلى أن المرابطين في القدس سجلوا إنجازا بحماية الدين والمقدسات، وأصبح بإمكان الأمة رؤيتهم في المسجد الأقصى من جديد.