صحف إسرائيلية: تقليص كهرباء غزة ينذر بحرب مع حماس

AFP/ The sun sets behind the main Palestinian electricity company, Al-Nuseirat, in the central Gaza Strip, 20 January 2008. Gaza reeled from power outages today as Israel continued to seal off the Hamas-run territory, despite
محطة الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة (الفرنسية-أرشيف)

توسعت الصحافة الإسرائيلية في الحديث عن التبعات الأمنية المتوقعة لقرار الحكومة الإسرائيلية أمس تقليص إمدادات الكهرباء إلى قطاع غزة، استجابة لطلب السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس.

فقد توقع المحلل العسكري في صحيفة هآرتس عاموس هارئيل اندلاع مواجهة وشيكة بين الجيش الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، على خلفية تردي الأحوال المعيشية للفلسطينيين في القطاع وتزايد ساعات انقطاع التيار الكهربي.

وأضاف أن الفلسطينيين بعد قرار تقليص التيار الكهربائي في غزة "يبدون كالضفدع التي يطبخ ببطء داخل قدر يغلي، درجة بعد درجة دون أن يدرك الخطر"، بحيث يقترب قطاع غزة مجددا من نقطة الغليان هذا الصيف، دون أن يكون هدفا معلنا للطرفين، حماس وإسرائيل، ومع ذلك فهما تقتربان من مواجهة محتملة بتشجيع فعال واستثنائي من السلطة الفلسطينية.

تكلفة الحرب
وأوضح هارئيل أن ما تسوقه الحكومة الإسرائيلية من ذرائع لتقليص إمدادات غزة بالكهرباء غير منطقية، خاصة تلك المتعلقة بدفع المبالغ المتكدسة عليها المقدرة بعشرات ملايين الشيكلات شهريا، لأنها أقل من التكلفة الاقتصادية ليوم واحد من القتال في القطاع، دون ذكر الخسائر المتوقعة الأخرى.

من جهته، أجرى موقع "أن آر جي" سلسلة حوارات مع قادة عسكريين إسرائيليين لمعرفة الآثار الناجمة عن القرار، ونقل عن مدير عام وزارة الشؤون الإستراتيجية الجنرال يوسي كوبر فاسر، أن قرار المستوى الأمني والعسكري الإسرائيلي الخاص بممارسة المزيد من الضغط على حماس بتقليص إمدادات الكهرباء لغزة، يعني أن هناك تقدير موقف إسرائيليا يشير لتراجع القدرات العملياتية للحركة، وأن إسرائيل قد توجه لها ضربة قاسية جدا.

وقدر أن الطرفين لن يذهبا إلى حرب واسعة من أجل بعض المبالغ الخاصة بمستحقات الكهرباء، لكن إسرائيل ربما أرادت من هذا الضغط الجديد على حماس جلب الحركة لمواقف سياسية أكثر اعتدالا، والتواصل لتفاهمات سياسية مع مصر وإسرائيل.

من جهته، قال القائد السابق لفرقة غزة الجنرال تسفيكا فوغل إن القرار الإسرائيلي بتقليص كهرباء غزة يعني بالضرورة أن إسرائيل تكتب باللون الأحمر سيناريو الحرب القادمة، هذا إعلان حرب على حماس بالصورة الأكثر وضوحا.

تحريك المفاوضات
وأضاف أن القرار الإسرائيلي يتزامن مع جهود الرئيس الأميركي دونالد ترمب في تحريك العملية السياسية التي ستؤدي لإقامة دولتين -وليس ثلاث دول، في ظل الوضع السائد في غزة- مما يتطلب إخراج حماس من المشهد السياسي، وإسقاطها من الموقف القائم في المنطقة، وقد بتنا نرى ذلك يتحقق.

أما الخبير العسكري في القناة العاشرة الإسرائيلية ألون بن دافيد فاعتبر أن استجابة إسرائيل لمطلب محمود عباس تقليص الكهرباء عن غزة يعتبر مراهنة خطيرة، لأنه كفيل بتقريب الحرب القادمة، في ظل الهجمة التي تواجهها حماس من بعض الدول العربية مثل السعودية ومصر والسلطة الفلسطينية، وقد توجه غضبها باتجاه إسرائيل.

وأضاف أنه بالرغم من أن حماس تدرك جيدا أن إعلانها الحرب على إسرائيل قد يكلفها سلطتها في غزة، لكن هذا لا يعني أن يبقى تقديرها للموقف كذلك مدة طويلة، وهو ما قد يسرع باقتراب المواجهة العسكرية القادمة.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية