الصحافة التركية تبرز الإجراءات ضد "جماعة الخدمة"
خليل مبروك-إسطنبول
وركزت تغطيات الصحف الصادرة اليوم السبت على أبرز الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الدولة التركية بعد فرض حالة الطوارئ ضد التنظيم.
وكتبت صحيفة "يني عقد" في افتتاحيتها عنوانا ساخرا قالت فيه إن "مستنقع تنظيم الخدمة الإرهابي يجف تحت الشمس"، مشيرة إلى الإجراءات التي شرعت بها وزارة التربية والتعليم التركية ضد التنظيم، والتي تشمل إغلاق ألف و669 مؤسسة تعليمية، بينها 524 مدرسة خاصة يملكها التنظيم، موضحة أن تنظيم الخدمة يمتلك 936 مدرسة خاصة، و449 سكنا طلابيا، و284 مؤسسة خاصة.
وقالت الصحيفة إن حالة الطوارئ ستسمح للدولة بتفكيك البنية التي تديرها جماعة الخدمة في مؤسسات التعليم، موضحة حجم تعقيد البنى المؤسسية للمدارس والمؤسسات الخدمية التابعة للجماعة، واشتمالها على الموظفين والعاملين والاستشاريين ومجالس الأمناء.
أما صحيفة "زمان" التي كانت تتبع تنظيم غولن، ووضعتها الحكومة التركية تحت وصايتها بقرار قضائي، فقد أشارت إلى استمرار حملة "تطهير المؤسسة العسكرية" من أنصار المعارض التركي، وتوقعت أن تستمر حملة الاعتقالات والتوقيفات ضد المقربين من الجماعة بعد تصويت مجلس الشعب على حالة الطوارئ، التي ستمتد إلى ثلاثة أشهر في تركيا.
مدارس "الخدمة"
صحيفة "أكشام" قالت في عنوانها الرئيسي إن الحملات الأمنية أثبتت أن جماعة الخدمة هي أكبر تنظيم إرهابي، ونشرت تفاصيل عن هوية بعض الشخصيات التي تورطت في محاولة الانقلاب الفاشلة ليلة الجمعة الماضي من المرتبطين بالتنظيم، وكتبت على صدر صفحتها الأولى أن "التلاميذ لا يمكنهم مخالفة تعليمات الأستاذ".
أما صحيفة "صباح" فركزت على طبيعة الإجراءات التي واكبت الحملة على مؤسسات جماعة الخدمة التعليمية، فنقلت عن مستشار وزارة التربية والتعليم يوسف تكين القول إن قرارات إغلاق المؤسسات راعت الإجراءات اللازمة مع تلك المدارس في إطار القانون الذي لم يتغير احترامه تحت حالة الطوارئ.
وقال تكين في تصريحاته إن الحكومة أوقفت رخص عمل 21 ألف مدرس من بين 27 ألفا يعملون في المدارس التابعة لجماعة الخدمة، موضحا أن وزارة التربية والتعليم تنتظر ردا من الحكومة على طلبها الاستعانة بمعلمين متعاقدين لملء الفراغ الناجم عن التخلص من هذا العدد الكبير من الموظفين، الذين ربط عودتهم باكتمال التحقيقات حول علاقتهم بتنظيم جماعة الخدمة.
ونقلت الصحيفة عن تكين أن نحو 138 ألف طالب يدرسون في مدارس جماعة الخدمة يمكنهم الانتقال للدراسة في المدارس الحكومية، مستبعدا أن يتم اللجوء لإغلاق هذه المدارس بوصفها ملكا وطنيا.
مصير فيدان
من جهة أخرى، تناولت الصحف أبرز المستجدات الميدانية والسياسية، ومن بينها الجدل القائم حول العلاقة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقائد جهاز المخابرات هاكان فيدان.
وتوقعت صحيفة "جمهورية" أن يكون اللقاء الذي جمع الرئيس أردوغان وفيدان لمدة ساعتين في المقر الرئاسي بالعاصمة أنقرة أولى خطوات رحيل فيدان عن المشهد الأمني التركي.
وأضافت أن تصريحات الرئيس حول كيفية التصرف في حال اكتشاف ضعف في مكان ما تفتح الباب أمام الشارع التركي للتكهن بأن على فيدان الرحيل عن رأس أهم أجهزة الأمن الداخلي.
كما تناولت الصحف في أعدادها المختلفة استمرار التحركات الاحتجاجية والتجمعات في شوارع وميادين البلاد استجابة لدعوة الرئيس التركي للناس بالاستمرار في الميادين إلى أجل غير مسمى.