أوباما مدعو لضمان تنفيذ إيران لالتزاماتها النووية
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن على الرئيس الأميركي باراك أوباما تركيز جهوده من الآن فصاعدا على ضمان تنفيذ الاتفاق النووي مع إيران بعد إقراره في الكونغرس.
وكان الاتفاق قد وقع في منتصف يوليو/تموز الماضي في العاصمة النمساوية فيينا، ونص على أن تؤجل إيران تخصيب اليورانيوم لـ15 عاما مقابل رفع العقوبات عنها.
وأشار التقرير إلى أن أوباما لم ينتظر إقرار الاتفاق من قبل المشرعين ليبدأ بالفعل إصلاح ذات البين بين واشنطن والحلفاء، حيث أعلن استضافة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض في نوفمبر/تشرين الثاني القادم.
وكانت العلاقة بين أوباما ونتنياهو قد توترت بشدة بشأن الاتفاق مع إيران الذي يعارضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بشدة ويعتبره "اتفاقا سيئا"، إلا أن التقرير توقع أن تكون الزيارة القادمة كفيلة بترطيب الأجواء وإعادة تأكيد عمق التحالف الإستراتيجي بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
ومن المتوقع أن يعيد أوباما عرض المزيد من المساعدات العسكرية وزيادة قوة إسرائيل الدفاعية لتتمكن من الوقوف بوجه إيران التي ستتسلم مليارات الدولارات من حساباتها المجمدة حال رفع العقوبات عنها، وهي المليارات التي يصر نتنياهو على أنها ستستخدم في أنشطة معادية لإسرائيل وتمويل جماعات مسلحة تساهم في عدم استقرار المنطقة.
وكان نتنياهو قد رفض طوال الفترة السابقة قبول العرض الأميركي خشية أن يفسر على أنه قبول للاتفاق النووي مع إيران، ويتوقع المراقبون أن يستمر بالعمل مع الجمهوريين والمعارضين للاتفاق لنسفه، حسب التقرير.
ويؤكد مراقبون ومحللون أن على أوباما ألا يألو جهدا في ضمان تنفيذ إيران للاتفاق وعدم استغلالها لمواردها المفرج عنها في زعزعة استقرار المنطقة.
وتنقل الصحيفة عن مايكل فلورنوي -وهو وكيل وزارة سابق في وزارة الدفاع الأميركية– قوله "يجب أن تدمج الاتفاقية الآن في إطار إستراتيجية شاملة للتعامل مع إيران، وهو أمر حيوي لإعادة التواصل وإحياء العلاقة مع الحلفاء".
وأورد التقرير اتهامات لإيران بالتحضير لمزيد من الدعم لـحزب الله، ونصب قواعد صواريخ قد تهدد إسرائيل.
من جهة أخرى، نشرت صحيفة لوس أنجلوس الأميركية تقريرا كتبه ثلاثة من مراسليها يتواجدون في العاصمة الإيرانية طهران قالت فيه إن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي ينأى بنفسه عن الاتفاق النووي مع دول 5+1.
وقال التقرير إن فرحة البيت الأبيض بالانتصار على جهود الجمهوريين لعرقلة تصديق الاتفاق في الكونغرس قد لا تكتمل حيث إن هناك معارضة قد تنبع من داخل إيران.
وعلى الرغم من أن الاعتقاد السائد أن الاتفاق ما كان ليوقع في المقام الأول لو لم ينل مباركة المرشد فإن المواقف التي اتخذها خامنئي مؤخرا أوضحت أنه غير راض عن بعض بنوده.
ووصف التقرير مواقف خامنئي بأنها تثير الشكوك والمخاوف من صمود هذا الاتفاق على المدى البعيد.
وقال التقرير إن خامنئي أرسل رسائل متناقضة بشأن موقفه من الاتفاق، فبينما وجه المديح للدبلوماسيين الإيرانيين الذين أشرفوا على الاتفاق أعطى الضوء الأخضر من ناحية أخرى للمتشددين وحتى البرلمان لتوجيه النقد إليه.
وبينما يعترف مسؤولو البيت الأبيض بأنه لا يمكن توقع طريقة تعاطي المسؤولين الإيرانيين مع الاتفاق في المستقبل فإنهم أعربوا عن ثقتهم الكاملة بأن خامنئي أعطى مباركته لتوقيعه.
وأكد المسؤولون أن هناك رابطا كاملا بين تنفيذ المسؤولين الإيرانيين لالتزاماتهم وبين التمتع بالمزايا التي يضمنها الاتفاق لإيران.