البريطانيون ضاقوا ذرعا بانتظار نتائج لجنة تشيلكوت
تستمر الصحافة البريطانية في تغطية واسعة للجنة التحقيق في حرب العراق المثيرة للجدل، التي تعرف بلجنة تشيلكوت نسبة إلى رئيسها السير جون تشيلكوت الذي عين في العام 2009.
وقال كين ماكدونالدز في مقال له في صحيفة التايمز البريطانية إن على اللجنة أن تكون أكثر صرامة في تعاملها مع الأشخاص الذين لهم علاقة بالتحقيق والذين وردت أسماؤهم كأحد اللاعبين في قضية اشتراك بريطانيا بحرب العراق.
وعلق ماكدونالدز بالقول "لا أحد يشك بشجاعة الجنود البريطانيين الذين قتلوا في العراق، ولكن استقامة ونزاهة أولئك الذين أرسلوهم للموت في موضع تساؤل".
وانتقد الكاتب مرور ست سنوات على التحقيق بدون التوصل إلى نتيجة، ووصف الحرب بأنها أزهقت مئات الآلاف من الأرواح ومليارات الجنيهات، وكل ذلك لنزع سلاح ديكتاتور سرعان ما عرفنا أنه لم يمتلك تلك الأسلحة المزعومة أصلا.
ووصف التأخر في نتائج التحقيق بأنه أمر يدعو للمرارة ويثير الشكوك، بينما كان الهدف الأصلي من التحقيق هو مساعدتنا في التوصل لنوع من الفهم المشترك للأسباب التي دفعتنا لنفتح الباب لتلك الكارثة.
وانتقد الكاتب عدم وجود موعد محدد لإعلان نتائج التحقيق، والتحجج بضرورة إتاحة الفرصة لكل من ورد اسمه في التحقيقات بالرد على ما اتهم به.
ودعا ماكدونالدز اللجنة لاتخاذ خطوات أكثر جدية في جلب الأشخاص الذين تريد أن تسمع أقوالهم فيما هو منسوب إليهم، وعدم ترك الحبل على الغارب، وتحديد مدة زمنية لمثولهم أمام اللجنة، ومن لا يمثل يفقد حقه في الدفاع عن نفسه.
وفي صحيفة الإندبندنت قال الكاتب آمول راجان إن قصور لجنة تشيلكوت يعد خيانة لأولئك الجنود الذين قتلوا في حرب العراق.
وزاد راجان بأن فشل التحقيق في تقديم نتائج مقنعة حتى الآن أو الإعلان عن موعد لانتهاء التحقيقات يعد إهانة لعائلات الجنود القتلى، وإثبات أن أحد الأوجه القبيحة للمؤسسة البريطانية لا يزال قائما في القرن الحادي والعشرين.
واعتبر الكاتب أن ست سنوات من الانتظار وإنفاق 10 ملايين دولار على لجنة التحقيق في حرب العراق يعد أمرا غير منطقي، خاصة في وجود لجان أخرى استطاعت تأدية مهمتها بشكل مختلف تماما مثل لجنة هاتن عام 2003 التي قدمت تقريرها في خمسة أشهر فقط.
ورغم المطالبة بإعلان موعد محدد لنتائج التحقيق أعرب راجان عن اعتقاده بأن لجنة تشيلكوت لن تقدم ما يفيد بوضوح بأن الحرب شنت على أساس كومة من الأكاذيب، وأن التعامل مع العراق في مرحلة ما بعد صدام حسين لم يكن بالأمر الصحيح.
وأعرب عن اعتقاده بأن هذه اللجنة التي تعمل منذ ست سنين لن تختلف عن سابقاتها في محاولة تمويه الحقائق وتمييع الأدلة.