ديلي تلغراف: اليونان بحاجة لحكومة جديدة
لا تزال تداعيات نتيجة التصويت على الاستفتاء في اليونان -التي رفضت شروط الدائنين- تهيمن على افتتاحيات أبرز الصحف البريطانية الصادرة اليوم الثلاثاء.
فقد عنونت ديلي تلغراف افتتاحيتها "اليونان بحاجة الآن لحكومة جديدة". وانتقدت الصحيفة دعوة رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس لحزبه سيريزا اليساري لإجراء استفتاء بأنها كانت مقامرة بمستقبل مواطنيه وأن ما حدث كان فيه تضليل لشعب خدع مرارا وتكرارا على مدى سنوات عديدة عندما أخبرهم السياسيون بأنهم يمكن أن يحظوا بكل شيء من ساعات قصيرة وتقاعد مبكر ورفاهية اجتماعية سخية ونظام ضريبي متراخ يصل إلى حد الاختيار.
وقالت الصحيفة إن استفتاء التصويت بـ لا يوقع البنك المركزي الأوروبي في ورطة، وهي أنه إما أن يحقن مبالغ ضخمة في النظام البنكي اليوناني أو يرقب الاقتصاد وهو ينهار وتخرج اليونان من منطقة اليورو. وختمت بأن المعاناة الاقتصادية لليونانيين ستستمر وأنه خلافا لخرافات سيريزا ليس هناك علاج غير مؤلم لمشاكل اليونان وأن الحقيقة تظل أنها بحاجة ماسة لحكومة جديدة مستعدة لأن تكون صادقة مع هذا البلد ومشاكله وحلوله، والآن أكثر من أي وقت مضى اليونان تستحق ما هو أفضل من تسيبراس وحزبه.
المعاناة الاقتصادية لليونانيين ستستمر وخلافا لخرافات سيريزا ليس هناك علاج غير مؤلم لمشاكل اليونان، وتظل الحقيقة أن اليونان بحاجة ماسة لحكومة جديدة مستعدة لأن تكون صادقة مع هذا البلد ومشاكله وحلوله |
سوء الإدارة
أما افتتاحية غارديان، فقد ركزت على أوروبا بعد استفتاء اليونان وأن على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن تأخذ زمام المبادرة. وقالت الصحيفة إن هذه هي اللحظة التي تحتاج إلى تفكير واضح وإجراءات سريعة من قبل القادة الأوروبيين. وترى أن هذين الأمرين بمثابة مواد التشحيم اللازمة لحياة أوروبا اليومية، لكنها بعد اليونان لم تعد كذلك بل هي اتحاد يقترب من كارثة يمكن أن تكون مدمرة جدا في الواقع.
وأوضحت الصحيفة أن هؤلاء القادة، وفي مقدمتهم ميركل، عليهم أن يقرروا ما إذا كانوا يريدون بقاء اليونان بينهم، أو ما إذا كانوا سيدعون هذا البلد "التعس" ينسل منهم. وأضافت أنه إذا انسحبت اليونان من اليورو فليس هناك ما يضمن عدم خروجها من الاتحاد الأوروبي كلية لأنه بعد الاستفتاء لم تعد هناك احتمالات افتراضية. وختمت بأن الأحداث لن تدع ألمانيا ولا ميركل وحدها بل ستكون وقت اختبار لكليهما.
وفي السياق، كتبت تايمز في افتتاحيتها أيضا أن حكومة تسيبراس دمرت مصداقيتها مع حلفائها، وأنها تفعل نفس الشيء بطريقة مأساوية بالاقتصاد والنظام السياسي.
واعتبرت الصحيفة سياسات تسيبراس وحكومته أنه سجل حافل من سوء الإدارة والدهماوية منذ توليه منصبه قبل ستة أشهر، حيث إن حزبه سيريزا يرى أن القوانين الحسابية يمكن أن يحل محلها مقدار كاف من الحماس الثوري، وقالت إن الناخبين اليونانيين سيكتشفون قريبا عدم صحة هذا الأمر. وأضافت أن الحكومة الشعبوية الراديكالية في أثينا قد حطت من قدر أمة فخورة بنفسها بينما لا يمكن لحلفائها أن يفعلوا شيئا أكثر من التفرج.