الصحف البريطانية تعلق على نتائج الانتخابات
غطت افتتاحيات ومقالات كبريات الصحف البريطانية نتائج الانتخابات العامة التي أجريت في بريطانيا أمس، وجاءت النتائج بمفاجآت كبيرة غير متوقعة لبعض المراقبين، وتحدثت عن تفسير ذلك والتحديات التي تواجه البلاد مستقبلا.
فقد أظهرت استطلاعات الخروج من مراكز التصويت تقدما كبيرا لحزب المحافظين وتراجع حزب العمال وزيادة ضخمة في نسبة التصويت للحزب الوطني الأسكتلندي، وهذا معناه استمرار المحافظين في تشكيل الحكومة المقبلة، وستشهد الساحة السياسية تغييرا كبيرا في الفترة القادمة.
وقد لخصت افتتاحية صحيفة غارديان المشهد الجديد بأن طريقة تعامل السياسة الداخلية مع ضغوط الاقتصاد العالمي هي التي ستقرر نجاح الحكومة القادمة، وأن الأمر يحتاج منها إلى طموح وشجاعة في مواجهة بعض التحديات الاقتصادية التي نُحيت جانبا في الأسابيع الستة الماضية.
استطلاعات الخروج أمس أعطت حزب المحافظين تقدما مفاجئا ومهما، وجعلته في وضع يأخذ فيه زمام المبادرة للأمام وتشكيل الحكومة الائتلافية المقبلة |
وقالت الصحيفة إن هناك قرارات كبيرة يجب أن تتخذ في ما لا يقل عن خمس مجالات منفصلة هي: خفض عجز الميزانية، والاهتمام بالبنية التحتية، والحاجة لإعادة توازن الاقتصاد، ومجموعة من التحديات الاقتصادية تشمل أحداثا وراء شواطئ بريطانيا، منها موازنة المساعدات لتمويل أهداف التنمية المستدامة، وأخيرا مواجهة ضغوط العولمة ومخاوف الأجور المنخفضة والتهرب الضريبي والهجرة.
ومن جانبها، أشارت صحيفة تايمز إلى أن استطلاعات الخروج أمس أعطت حزب المحافظين تقدما مفاجئا ومهما، وجعلته في وضع يأخذ فيه زمام المبادرة للأمام وتشكيل الحكومة الائتلافية المقبلة.
وقالت الصحيفة إن الناخبين اختاروا الحصافة المالية على التبذير، وقرروا أن إد ميليباند وحزب العمال الذي يتزعمه لم تكن لديه الإجابات التي تريدها بريطانيا، وأضافت أن الناخبين أعطوا ديفد كاميرون زعيم المحافظين فرصة ثانية لتشكيل حكومة ائتلافية جديدة بدعم من الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي قد يفوز بتسعة أو عشرة مقاعد، مما يعطي المحافظين أغلبية ضيقة.
أما صحيفة إندبندنت فكتبت أنه من الواضح منذ البداية أن الناخبين لم تعجبهم تلك "العصابة" التي كانت في التحالف السابق مع حزب المحافظين على مدى السنوات الخمس الماضية، ومع ذلك قد يضطر كاميرون إلى تشكيل تحالف جديد لتحقيق أغلبية ذات مغزى.
وفي السياق، علقت صحيفة ديلي تلغراف على خسارة حزب العمال بأنه لم يحاول أبدا أن يفوز، وانتقدت ميليباند بأنه كان الزعيم الخطأ للحزب صاحب البرنامج الخطأ، لأنه أحاط نفسه منذ البداية بزملاء قليلي الخبرة.