لماذا لا يرغب الأسد بهزيمة تنظيم الدولة؟
أشارت مجلة دير شبيغل الألمانية إلى التنسيق المحتمل بين النظام السوري وتنظيم الدولة الإسلامية، ونشرت مقالا للكاتب الألماني كريستوف رويتر أشار فيه إلى كون هذا التعاون يشكل معضلة بالنسبة للغرب.
وأشار إلى أن هناك عشرات الحالات منذ 2014 التي يبدو أنه جرى فيها تنسيق بين قوات الأسد وتنظيم الدولة، وذلك بشأن الهجمات ضد مواقع الفصائل المسلحة التابعة للمعارضة المناوئة للنظام السوري.
وأوضح أن طيران الأسد كان يقصف المعارضة من الجو وأن تنظيم الدولة كان يقصف نفس مواقعها من الأرض، وأضاف أن وزارة الخارجية الأميركية سبق أن أعلنت في يونيو/حزيران الماضي أن نظام الأسد لم يكن يتجنب قصف مواقع تنظيم الدولة فحسب، ولكنه كان يقوي هذه المواقع.
قصف المدنيين
وقال إن هذا التعاون بين النظام السوري وتنظيم الدولة لا يعد مستغربا، وذلك لأن المعارضة بكل أصنافها تشكل خطرا كبيرا على كل من نظام الأسد وتنظيم الدولة، ولذا فإن الأخيرين يتعاونان، حيث لا بد لنظام الطاغية وتنظيم الدولة من أن يتعاونا إذا أرادا النجاة بنفسيهما.
وأضاف أن إلحاق الهزيمة بالمعارضة المناوئة للنظام السوري من شأنه أن يقوي موقعي نظام الأسد وتنظيم الدولة بنفس الوقت، ولكن ليس للدرجة التي يمكن لأي منهما إلحاق الهزيمة بالآخر، ولكن هذا الحال يبقى أفضل لهما من البدائل الأخرى المتمثلة في الإطاحة بالأسد أو تدمير تنظيم الدولة.
وأشار إلى أن إرسال الغرب قوات برية إلى سوريا في مثل هذه الحالة المعقدة بسوريا من شأنه أن يصب في صالح الأسد، وتساءل: هل الغرب يود أن يتشارك في القتال ضد تنظيم الدولة إلى جانب نظام قصف شعبه بكل أصناف الأسلحة القاتلة؟
كما تساءل عن مصير مدن ومناطق مثل الرقة ودير الزور والباب ومنبج والبوكمال وبقية المدن والمناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة وذلك في حال إلحاق الهزيمة به. وأوضح أن المعارضة سبق أن استولت على كل تلك المناطق قبل التنظيم، فلمن تجب إعادتها إذاً؟
وأجاب أنه لا تجب إعادتها لنظام الأسد بكل تأكيد، لأن ذلك سيعني إعادة عقارب الساعة في الحرب السورية ثلاث سنوات إلى الوراء. وأشار إلى أن المعارضة ستحاول مجددا تدمير قوات الأسد، وأن تنظيم الدولة سيعود إلى النشوء من جديد، وهذا ما يجعل القضايا في سوريا معقدة.