تعاظم قوة تنظيم الدولة وتزايد تهديداته بالعالم
في هذا الإطار، نشرت مجلة ناشيونال إنترست الأميركية مقالا تحليليا مطوّلا للكاتب بروس هوفمان قال فيه إنه رغم التطرف المحلي العنيف الذي يعانيه الغرب والمستلهم من تنظيم الدولة الإسلامية أو تنظيم القاعدة، هناك تهديدات أخرى أكثر خطورة تتمثل في المقاتلين الأجانب الذين دربهم تنظيم الدولة، وذلك عند عودتهم إلى بلدانهم الأصلية في الغرب التي قدموا منها.
وأوضح أن هؤلاء المقاتلين جاهزون لتنفيذ أي هجمات خطيرة ضد الغرب، وأن كثيرا من الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها مناطق في أوروبا تعود بحذورها إلى ارتباطات بتنظيم الدولة الإسلامية الذي أصبح يشكل خطرا كبيرا على المستوى العالمي.
وأضاف أن بعض المقاتلين الأجانب الذين نفذوا هجمات في مناطق مختلفة في الغرب كانوا قد تدربوا في سوريا، وأن بعضهم كان يشارك في تعذيب السجناء لدى تنظيم الدولة وكان يفاخر بأفعاله الوحشيه ضدهم.
إرهاب عالمي
وأشار الكاتب إلى أن الولايات المتحدة وشركاءها في حلف شمال الأطلسي (ناتو) أتعبتهم الحروب الخارجية، وأنهم عجزوا عن مواكبة مواجهة الإرهاب العالمي، خاصة في ظل الخسائر البشرية الفادحة التي تكبدوها بعد خوضهم حروبا خارجية متواصلة لأربعة عشر عاما.
وأشار الكاتب إلى أن الغرب يواجه تهديدات خطيرة، وذلك في ظل ضراوة الإيديولوجيا "الخبيثة" التي يتبناها تنظيم الدولة وفي ظل طموحاته واستراتيجياته والأعداد الهائلة من المقاتلين المنخرطين في صفوفه.
وأضاف أنه سبق للغرب والولايات المتحدة التقليل من مخاطر التهديدات التي يشكلها تنظيم الدولة، وأن الرئيس الأميركي باراك أوباما سبق أن استهان بالتهديدات التي يشكلها تنظيم الدولة من خلال تصريحات سابقة.
وأضاف بالقول: ولكن لم تكد تمضي ستة أشهر على تصريحات الرئيس أوباما تلك، حتى اجتاح تنظيم الدولة نحو نصف العراق وأعلن عن دولة الخلافة، واستباح مقاتلوه الأقليات وأعملوا فيهم السكين.
مسح الحدود
وأشار إلى أن تنظيم الدولة استولى على معدات وأسلحة عسكرية تركها الجيش العراقي خلفه تكفي لتسيلح ثلاث فرق عسكرية، وأن قيمتها تقدر بعشرة مليارات دولار، وذلك بالإضافة إلى الأسلحة التي استولى عليها من نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
كما تحدث الكاتب عن تمكن تنظيم الدولة من إدارة شؤون الدولة التي أقامها على مساحات شاسعة عبر سوريا وغربي العراق، وعن كيفية تجنبه الأخطاء التي سبق أن وقع فيها تنظيم القاعدة، وأنه استطاع كسب ثقة المزيد من المقاتلين من خلال توفيره بديلا لحالة غياب القانون والفساد التي كانت سائدة لدى نظام الأسد وحكومة رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي.
وأضاف الكاتب أن تنظيم الدولة تمكن أيضا من تحقيق واردات مالية كبيرة جعلته من أغنى التنظيمات في العالم، وأنه تمكن من استقطاب وتجنيد آلاف المقاتلين من الغرب وأنحاء أخرى في العالم.
وأشار إلى أن تنظيم الدولة يسعى إلى إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط وإلى مسح الحدود المصطنعة بين دول المنطقة التي رسمها الاستعمار الغربي في أعقاب الحرب العالمية الأولى، وأن تنظيم الدولة يزعم أنه يقاتل من أجل حماية السنة المضطهدين في كل من سوريا والعراق.