مجلة أميركية: لحظة فارقة للعراق لينهض أو يحترق

epa03031961 epa03031945 US President Barack Obama attends a bilateral meeting with Prime Minister Nouri al-Maliki of Iraq in the Oval Office of the White House in Washington, DC., USA, 12 December 2011. Reports state that Iraqi Prime Minister Nouri al-Maliki is meeting US President Barack Obama for talks aimed at cementing US - Iraqi relations following the withdrawal of US troops from Iraq in one months time. EPA/OLIVIER DOULIERY / POOL EPA/OLIVIER DOULIERY / POOL
undefined

قالت مجلة فورين بوليسي الأميركية إن العراق يستطيع أن يكون مفتاحا لحل أسوأ الصراعات بمنطقة الشرق الأوسط، لكنه لا يستطيع ذلك إلا إذا نجح في ترتيب شؤونه الداخلية وأنجز مصالحة وطنية وتخلى عن سياسات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الإقصائية، ودعت الإدارة الأميركية إلى الضغط على القيادة العراقية نحو هذا الهدف.

وأوضحت المجلة في مقال لرئيس تحرير قناة الشرق الأوسط التابعة للمجلة أستاذ العلوم السياسية والشؤون الدولية بجامعة جورج واشنطن البروفيسور مارك لينش إن زيارة المالكي للبيت الأبيض في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل تمثل اللحظة المناسبة للعراق لاختراق الأجندة المزدحمة المتعلقة بالمنطقة.

وأشار لينش إلى أن الاجتماع بين الرئيس الأميركي باراك أوباما والمالكي من المرجح أن يقتصر على تنشيط الاتفاقية الإطارية الإستراتيجية بين البلدين لعام 2008 والتي تعرضت للتجاهل طويلا والتي تركز على العلاقات الثقافية والاقتصادية والسياسية بينهما حيث تم بحثها بين وزيري خارجيتي البلدين هوشيار زيباري وجون كيري في أغسطس/آب المنصرم.

وأضاف أنه رغم أهمية هذه الاتفاقية، يجب ألا تمنع الطرفين من الحديث الصريح خلال اجتماعهما المقبل عن أزمة العراق السياسية ودوره في النظام الإقليمي المتغيّر.

وقال إن بغداد لن تلعب الدور الذي لا تستطيع أي جهة أخرى في المنطقة القيام به إلا إذا أقنعت واشنطن المالكي بأن حصاد سياساته الإقصائية كان أشهرا طويلة من الاحتجاجات المستمرة وانبعاثا جديدا للتمرد المسلح ومخاوف من أن العراق على حافة التمزق.

وألمح لينش إلى أن الواقع الراهن للعراق وغريزة البقاء لدى المالكي، ربما يساعدان على دفع رئيس الوزراء العراقي العنيد إلى تقديم التنازلات المطلوبة والتخلي عن سياساته المذكورة.

وشرح الكاتب لماذا يعتقد أن العراق هو الجهة الوحيدة في المنطقة التي تستطيع لعب دور رئيسي في التوصل لحل أسوأ صراعات المنطقة قائلا إن العراق يقع في مركز توازن القوى الهش بمنطقة الخليج بمشاركته حدودا طويلة مع كل من سوريا، وإيران والسعودية، وإن تجدد التمرد المسلح فيه يمثل أحد أسوأ النتائج للحرب الأهلية في سوريا، كما أنه معبر لخطوط التقسيم الثلاثة الأكثر وضوحا والتي تقسم الشرق الأوسط الحالي وهي: السنة مقابل الشيعة، الأنظمة الملكية مقابل الجمهوريات المتطلعة للديمقراطية، ومجلس التعاون الخليجي مقابل إيران.

ودعا الكاتب البيت الأبيض إلى استشعار إلحاح الأمر وأهميته للعراق والمنطقة وقال إن الوقت الراهن هو اللحظة المناسبة لإقناع العراق بالخروج من أزمته والقيام بدوره الضروري، وإلا فإنه إلى حريق مؤكد.

المصدر : فورين بوليسي