حرب الأخطاء بالحسابات الأميركية الإيرانية

زوارق إيرانية تقترب من سفينة أمريكية بمضيق هرمز
undefined
يرى الكاتب ديفد كريست أنه من الصعب حدوث اختراق لتحسين العلاقات بين إيران والولايات المتحدة في المستقبل المنظور، وقال إن الطرفين أسرى التاريخ القريب، وإنه لا يستبعد اندلاع حرب بين الجانبين نتيجة الأخطاء المحتملة في الحسابات. ودعا الطرفين للتحدث إلى بعضهما البعض.

ونقل سكوت شين في تقرير له بصحيفة نيويورك تايمز اليوم الجمعة عن الكاتب كريست قلقه من تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران في الفترة الأخيرة.

حرب الانحطاط
يقول سكوت إنه بعد عقدين من الزمن في دراسة التاريخ الكئيب للعلاقات الأميركية الإيرانية، نشر كريست (50 عاما) للتو كتابه المعنون "حرب الانحطاط.. التاريخ السري للصراع الأميركي مع إيران" والذي استمر 30 عاما.

كريست مؤرخ وزارة الدفاع الأميركية والاحتياطي بقوات البحرية الأميركية الذي عمل في العراق وأفغانستان، نشر كتابه الشامل الذي يقع في 638 صفحة معتمدا على مقابلات مع مئات المسؤولين الأميركيين والإيرانيين، والتنقيب الطويل في الأرشيف العسكري وعلاقاته اللصيقة بالسفن الإيرانية في الخليج العربي عام 2003.

خطر الانزلاق
يقول كريست إن جهوده في البحث والتقصي جعلته واعيا بخطر احتمال أن تنزلق الولايات المتحدة وإيران إلى "حرب أخطاء الحسابات" كما أسماها.

وأضاف أن هناك الكثير من الحديث عن حرب تبدأ بحملة جوية إسرائيلية ضد المرافق النووية الإيرانية، أو بهجمة "إرهابية" ضد هدف أميركي يتم تعقبها وربطها بإيران، لكنه يقول إن الاحتمال الأرجح أن تبدأ باشتباك بحري في الخليج العربي الذي ترابط فيه قوات الجانبين.

وصوّر كريست سيناريوهات لاشتباكات بحرية تبدأ صغيرة ثم تتضخم، وقال "قد يقترب قارب إيراني من سفينة أميركية.. تطلق السفينة طلقة تحذيرية.. يفسر الإيرانيون التحذير باعتباره هجوما حقيقيا، فيردون بإطلاق نيرانهم ويقتلون عددا من البحارة الأميركيين".

ويواصل تصوراته فيقول "أو نستفزهم بعبورنا أرضا تدعي إيران أنها جزء من مياهها الإقليمية ولا تعترف بها واشنطن"، وأضاف "إن أيا من هذه الأحداث المحتملة يمكن أن يتصاعد إلى حرب".

حدث في الواقع
ولاحظ كريست أن سفينة أميركية لإعادة التزويد بالنفط أطلقت النار يوم الاثنين المنصرم على قارب طوله 30 قدما كان يقترب منها، بعد أن تجاهل التحذيرات المتكررة له بالتوقف وقتلت أحد أفراد طاقمه، ليتضح بعد ذلك أن القارب كان به صيادون هنود.

ووصف الكاتب كريست العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران بأنها تقع "في منطقة وسطى بين السلام والحرب.. حرب باردة بدون علاقات دبلوماسية، يكتنفها الكثير من فقدان الثقة". 

وقال إن فقدان الثقة بين واشنطن وطهران يعود إلى ما قبل عقود، "فالإيرانيون يرون علاقتهم بواشنطن عبر إطاحة الاستخبارات المركزية الأميركية برئيس وزرائهم محمد مصدق عام 1953، كما يراها الأميركيون عبر الاستيلاء على سفارتهم في طهران واحتجاز الرهائن عام 1979". وأضاف "لقد بنينا فوق انعدام الثقة هذا.. ظل كلا الجانبين أسيرا للتاريخ".

المصدر : نيويورك تايمز