واشنطن بوست تكتب عن ثوار سوريا

بعثة المراقبين الدوليين تعلق عملياتها في سوريا
undefined
قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية -في تقرير لها من سوريا- إن الثوار السوريين يتمتعون بروح قتالية عالية، ولم تفلح تكتيكات الجيش النظامي السوري في ردعهم أو ثنيهم عن سعيهم لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد.

ورغم أن الكثير من أولئك الثوار ليسوا من العسكريين المنشقين ولم يتلقوا أي تدريبات عسكرية، فإنهم -وبأسلحة خفيفة وبحماس عال- يقحمون أنفسهم في مواجهات غير متكافئة، وتقول الصحيفة إن الثوار يواجهون الطائرات المروحية المقاتلة ببنادق الكلاشنكوف والقنص، وعندما سألهم مراسل الصحيفة: كيف تتوقعون أن تسقطوا طائرة مروحية مقاتلة محصنة تطير على علو ألفي قدم ببندقية كلاشنكوف؟ كان جواب أحد الثوار "قد يكون ذلك ممكنا إذا كانت تلك إرادة الله".

ورغم الخسائر الكبيرة في صفوف الثوار ومقتل آلاف من المدنيين، فإن ذلك لم ينتج عنه سوى ثوار أقوياء الشكيمة ومصممين على المضي قدما في مسيرتهم وتحقيق أهدافهم، التي بدؤوا في المطالبة بها العام الماضي بشكل سلمي تماما.

وتنقل الصحيفة عن شام -وهو قائد أحد كتائب الثوار في بلدة مضايا- قوله "لم أكن أريد القتال أبدا، ثورتنا بدأت سلمية. لقد طلبنا من بشار حريتنا فحسب، ولكنه رد علينا بالرصاص. عندما يضربك أحد ما لأول مرة قد لا ترد، وعندما يضربك ثانية قد لا ترد أيضا، ولكن عندما يضربك ثالثة…". ثم تهدج صوت شام وقال "أنا إنسان. لدي إحساس، ولذلك أنا اليوم مقاتل".

ويسرد شام قصة حدثت الشهر الماضي، عندما هبّ ثوار مضايا لنصرة رفاقهم في خان شيخون، وكان هناك قناص من الجيش النظامي متحصنا خلف متاريس رملية أوقع العديد من الثوار قتلى ولم يستطع أحد أن يردعه. فقام شام بالزحف برفقة أحد أمهر رماة كتيبته واقتربوا من المتاريس حتى مسافة 90 مترا، وصوب الرامي قذيفته نحو الهدف، أخطأه في الأولى وأصابه في الثانية. 

يقول شام إن مقتل أطفال بقصف الجيش النظامي لخان شيخون مأساة، ويكمل "لكننا انتقمنا لهم سريعا".  

ووصف تقريرُ الصحيفة شام بأنه شاب في منتصف العشرينيات من العمر، ينمّ وجهه على أنه طالب علم أكثر من كونه مقاتلا. يدرس الهندسة في جامعة روسية، ويتكلم الإنجليزية بشكل ممتاز، أما عربيته فهي جميلة ومطعّمة بالشعر والأدب.

وعندما سأله المراسل عن سبب تركه لبلاده والتوجه للدراسة في الخارج، قال "إن الخدمة العسكرية إلزامية في سوريا، ومن المستحيل أن أخدم في ظل بشار".

ولم يشأ شام الإفصاح عن اسمه الثاني مخافة أن يؤثر ذلك في المستقبل على حظوظه في إكمال دراسته في الولايات المتحدة بحسب الصحيفة. يقود شام كتيبة من خمسين مقاتلا تابعة للجيش السوري الحر، ويسيطرون بالكامل على بلدة مضايا، ويجوبون شوارعها بأسلحتهم حفاظا على الأمن، بينما ينظر السكان إليهم على أنهم أبطال.

لم يتلق شام أي تدريب عسكري في حياته. والده صاحب مقلع للحجارة، ولكنه أدى الخدمة العسكرية يوما في الجيش السوري، وعلّمه مبادئ القيادة العسكرية. ويتواصل يوميا مع والده -الذي يقود هو الآخر كتيبة أخرى- عبر الإنترنت لينسقوا الهجمات والجهد الطبي والتعبوي.

المصدر : واشنطن بوست