عشر سنوات على حرب أفغانستان

U.S. soldiers from Charlie Battery, 321st Field Artillery Regiment prepare to fire another round of 155MM M777 howitzer at a Taliban enemy position from Forward Operating Base (FOB) Bostic, in Kunar province, eastern Afghanistan September 28, 2011.

شكوك حول نهاية الحرب بأفغانستان (رويترز)

بعد مرور عشر سنوات على الحرب بأفغانستان، يتساءل الكاتب باتريك هنيسي بصحيفة ديلي تلغراف البريطانية: إلى متى سيطول الأمر ليتحقق الأمن بالبلاد، ويرى أن كم العدالة أو الحرية التي نجمت عن الحرب على الإرهاب بعد عشر سنوات مفتوح للنقاش، لكن الحملة على أفغانستان أثبتت استمرار السؤال الملح، وخاصة لدى آلاف الجنود البريطانيين الذين مهمتهم هي الحماية، ما إذا كانت الحملة لها نهاية أم لا؟

واستعرض الكاتب تطور الأحداث وتفاقمها في أفغانستان والخسائر الفادحة بصفوف القوات البريطانية وحركة طالبان، وكيف أن النجاح في مثل هذه الحروب لا يقاس بعدد الضحايا وأن التقدم هناك كان بطيئا وباهظا.

ويأمل هنيسي أن العشر سنوات القادمة ستكون أقل اضطرابا وإن كان الأمر وفق رأيه أبعد ما يكون عن اليقين.

وفي الشأن الباكستاني، كتب بيتر تومسون في لوس أنجلوس تايمز أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تتحمل مسايرة دعم باكستان للإرهاب فترة أطول، وأن المخاطر العالقة بالوضع الراهن أكبر من مخاطر اعتماد نهج أكثر صرامة.

وتساءل الكاتب عن إمكانية مواصلة المتمردين شن هجمات قاتلة بأفغانستان بعد عشر سنوات على حرب قادتها واشنطن هناك، وأرجع جزءا من اللوم بهذا على الجيش الباكستاني وذراعه الاستخباري القوي المتمثل بوكالة الاستخبارات.

وقال إن باكستان قادت لعقود حربا بالوكالة بأفغانستان من خلال جماعات إسلامية متمردة كانت قد شكلتها ورعتها وزودتها بما تحتاجه. وأشار إلى وجود أدلة كثيرة على أن هذه الجماعات تُدار من قبل عناصر مارقة بجهاز الاستخبارات الباكستاني.

واليوم -وفق الكاتب- هناك ثلاث جماعات تدعمها باكستان بالوكالة تغذي التمرد بأفغانستان، هي مجلس شورى كويتا وشبكة حقاني وجماعة قلب الدين حكمتيار الأصغر المعروفة باسم الحزب الإسلامي. ولم توضع أي واحدة من هذه الجماعات على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية للخارجية الأميركية.

ضغوط أميركية
ويعتقد تومسون أن الحملة الأميركية على الإرهاب العالمي لا يمكن أن تنجح مادام الجيش وجهاز الاستخبارات الباكستاني يواصل دعمه للملاذات الإرهابية ومرافق التدريب داخل باكستان. وأن نفس معسكرات التدريب التي اعتادت تجهيز آلاف المتعصبين الأفغان والباكستانيين والعرب للعبور إلى أفغانستان هي التي تحرك أيضا الإرهابيين العالميين مثل فيصل شاهزاد الباكستاني الأميركي الجنسية الذي حاول تفجير ميدان تايمز العام الماضي.

ويشير الكاتب إلى ضرورة أن يعي الأميركيون أن محاولات الإرهابيين لضرب الولايات المتحدة من ملاذات في باكستان سيتكرر دائما ما لم تُغلق قواعدهم. وأن القنابل التي تستهدف المدن الأميركية ستصير أكثر فتكا لا محالة مع الوقت. واليوم هي تقليدية وغدا من المحتمل أن تكون بيولوجية أو كيميائية أو نووية.

ويقول أيضا إن هناك ضغوطا كبيرة يمكن أن تُفرض على باكستان لتشجيعها على تغيير مسلكها، وفي مقدمتها أن الولايات المتحدة ستضطر لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة إذا لم تغلق باكستان الملاذات الإرهابية فيها. كما ينبغي على أميركا أن تدرج دولا أخرى في تحالفات إقليمية وعالمية لاحتواء الإرهاب القادم من باكستان. بالإضافة إلى قطع كل المعونة العسكرية والاقتصادية وتسمية باكستان نفسها كدولة راعية للإرهاب وإفشاء المعلومات التي تكشف قواعد الإرهابيين في باكستان وتورط جهاز الاستخبارات الباكستاني فيها.

وختم الكاتب بأن إدارة أوباما بحاجة إلى تطبيق سياسة مع باكستان تخدم مصالح الأمن القومي الأميركية. ويجب أن تكون مبنية لأجل طويل ومستجيبة لإجراءات باكستان. كذلك يجب أن تكون هناك حوافز توظف لتشجيع تفكيك المنظمات الإرهابية التي كونتها ورعتها الاستخبارات الباكستانية.

المصدر : تلغراف + لوس أنجلوس تايمز