مذبحة أوسلو وأزمة مروجي الإسلاموفوبيا بأوروبا

زابينا شيفر



– الإعلام والصور النمطية

دور المدونات اليمينية
هنريك برودر مذنب

 

لم يدر في خلد الشبان الأوروبيين المتحمسين سياسيا ممن روجوا لكراهية المسلمين (إسلاموفوبيا) في مجتمعاتهم, رغم ما تنطوي عليه تلك الظاهرة من تمييز, أن ما بذلوه من تضحيات لنشر الإسلاموفوبيا في كل أرجاء أوروبا سيصطدم بعقبات لن تنقشع غيومها لعقود.

 

فها هم 68 شابا نرويجيا يفقدون أرواحهم على يد إرهابي منحدر من صلب المجتمع الأوروبي, فالهجوم على المربع الحكومي في أوسلو والمنتجع السياحي لشباب الحزب النرويجي الاشتراكي الديمقراطي -حيث تعدد الثقافات واقع معتاد- تظهر من خلاله أبشع تجليات نظريات المؤامرة.

 

هذه النظريات غُذيت بالكلمات والنعوت والأوصاف طوال سنين عديدة, وحُملت عبرها المسؤولية "لسياسيين يساريين قبلوا بالتعددية الثقافية" وفي نهاية المطاف بتدميرنا "نحن".

 

ِلم لمْ نأخذ هذه الكراهية على محمل الجد؟ الواقع أن سوء تقديرنا لخطاب الكراهية لا يزال سيد الموقف رغم أنه عامل مهم في انتشار جرائم الكراهية، وخطر يتربص بالديمقراطية.. فلو عرجنا مثلا على أحد المفاهيم الحديثة كحرية التعبير، لوجدنا أن هذا المفهوم يستغل للتحريض على الأقليات كالمسلمين والسود وطالبي اللجوء وجماعات أخرى كثيرة.

 

وبدلا من وقفة تأمل وتروّ بعد تلك الفظائع التي شهدتها النرويج، وبعد الحداد وردة الفعل الإنسانية التي أعقبتها في ذلك البلد, تسارع مواطنو ألمانيا والدول الأوروبية الأخرى في إعطاء تفسيرات لما حدث.

 

في البداية, أجمع الكل تقريبا على أن هذه الهجمات "إرهاب إسلامي"، وهو ما يفضح أنماط التفكير والتوقعات السائدة في نظرتنا للعالم.

 

"
رغم أن بعض مراكز الدراسات في الولايات المتحدة وأوروبا تشجع على كراهية المسلمين، فإن التغطية الإعلامية النمطية للقضايا الإسلامية تعود أولا وقبل كل شيء إلى فشلنا في إدراك كنه الصورة التي يصنعها لنا إعلامنا عن العالم
"

وتحت عنوان "المسلم مذنب" انتقدت صحيفة دير ستاندارد النمساوية في تعليق نقدي نشرته حول ردود الفعل المناهضة للمسلمين تلك الأنماط, منبهة إلى ضرورة تحفظ وسائل الإعلام على المعلومات التي لم تحصل عليها في واقع الأمر.

 

لا شك أن ثمة ضغطا هائلا -كما بيّن ذلك "خبراؤنا في مجال الإرهاب"- على تلك الوسائل لاستشراف المستقبل والتكهن بالأحداث، بل وحتى الجزم المبكر بشأنها.. لكن على الأقل هجمات النرويج مثلت مناسبة لإعادة التفكير في القوالب الجاهزة والشائعات.

 

ولم يتمكن من التريث وعدم الانجرار في الطريق الخطأ سوى دير ستاندارد وبي.بي.سي وعدد قليل آخر من وسائل الإعلام, كما لم تعتذر عن خطأ الاشتباه في المسلمين سوى القليل من تلك الوسائل مثل الصحيفة الألمانية الإقليمية فولدا.

 

غير أن العديد من مناقشات الصحف والإذاعات تركز في الوقت الحالي على تحليلات نقدية بناءة, في حين تصر بعض تلك الوسائل على اعتبار "المشاكل الناجمة عن التعدد الثقافي خطرا يتهدد المجتمع (وينبغي التصدي له)"، وهو ما يجاري تماما نوايا سفاح أوسلو وجزيرة يوتويا السياحية.

 

وفي هذا السياق فإن نشر صور الجاني ذات المغزى الرمزي وما سماه في بيانه الرسمي الذي يحتوي على أكثر من 1500 صفحة يعرض فيها أفكاره, من شأنه أن تدعم فكرته في "إنقاذ الغرب", كما أن المدون المجهول فيوردمان (Fjordman) مثل مصدر إلهام مهم للجاني.

 

الإعلام والصور النمطية
لا يزال النقاش العام بشأن دور الإعلام في تأجيج المشاعر ضد المسلمين يفتقر إلى الانتباه إلى أن الصورة النمطية للمسلمين شكلتها الصحافة الغربية خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.

 

والصور النمطية التي تشكلت آنذاك هي التي تنعكس في الواقع الذي نعيشه اليوم, فمثلا قصة بتي محمودي "ليس من دون ابنتي" مثلت صورة نمطية مهمة للإسلام كمضطهد و"معادٍ للمرأة"، وقد تم عرض قضية كتاب سلمان رشدي "آيات شيطانية" بوصفه صراعا بين الإسلام ممثلا في آية الله الخميني و"حرية التعبير" كجزء من الديمقراطيات.

 

وما اعتبر في ذلك الوقت عدلا وإنصافا تم تفسيره بشكل مغلوط عندما انفجرت قضية الرسوم الكاريكاتيرية الدانماركية المعادية للإسلام خلال العامين 2005 و2006, وليست تلك سوى واحدة من سلسلة طويلة من ظواهر سوء التفسير وسوء الفهم والتجاوزات.

 

وبما أن التأطير عبر وسائل الإعلام يركز بطبيعته على الجوانب السلبية مثل العنف والإرهاب، فقد أصبح الكثيرون في أوروبا ينظرون إلى تلك المفاهيم بوصفها طابع الإسلام المميز.

 

ولم يلبث الخوف من الإسلام أن تحول إلى خوف من المسلمين المقيمين بيننا، مع اختلافات طفيفة في كل بلد, فعلى سبيل المثال تعودت فرنسا على هجرات مواطني دول المغرب العربي، كما شهدت بريطانيا هجرات لمسلمين من البلدان التي كانت تحتلها.

 

واليوم وبعد عدة أحداث مخيفة, ساد مفهوم الإرهاب الداخلي الذي ترعرع داخل هذه البلدان, لكنه اقتصر على المسلمين هناك فغدا المسلم مرادفا للإرهابي المحتمل, وهذا ما يفسر سبب صعوبة التسليم بأن الجاني النرويجي كان "إرهابيا محليا" هو الآخر.

 

رغم أن بعض مراكز الدراسات في الولايات المتحدة وأوروبا تشجع على كراهية المسلمين، فإن التغطية الإعلامية النمطية للقضايا الإسلامية تعود أولا وقبل كل شيء إلى فشلنا في إدراك كنه الصورة التي يصنعها لنا إعلامنا عن العالم، والاقتصار على مصدر واحد يسلط الضوء على الجوانب السلبية ويغفل كل الجوانب الأخرى.

 

والمعلوم أيضا أن إشاعة الخوف عبر المدونات تضيف تأثيرها على الهجمات على المساجد أو حتى قتل مروة الشربيني، في حين لا يزال كثير من الناس يظن أن عدم نشر مثل هذه الصور النمطية سيكون تهديدا لحرية التعبير, ولا شك أن الظهور الأخير للسلفيين في ألمانيا -ومعظمهم ألمان أسلموا- لا يسهل توضيح أن أي تعميم وتشويه لسمعة المسلمين هو ما ينبغي أن يُنحى باللوم عليه.

 

"
الأحزاب اليمينية تستخدم الشعار المخيف "المسلم عدو" لكسب أصوات الناخبين، وبتحولها من معاداة اليهودية إلى كراهية المسلمين فإنها تلقى في الغالب نجاحا أكبر بسبب انتشار الإسلاموفوبيا على نطاق واسع داخل أوروبا
"

دور المدونات اليمينية
لا تستمد المدونات اليمينية المناهضة للمسلمين مادتها من القصص "الاستفزازية" لبعض السلفيين، ولا من بعض العيوب الأخرى في المجتمعات الإسلامية المقيمة بالدول الغربية فحسب، وإنما أيضا من خطاب كبريات وسائل الإعلام في تلك الدول.

 

وفي الوقت ذاته فإن أولئك المدونين ما فتئوا يشتكون من مؤامرة فاعلين يساريين من صحفيين وسياسيين ومسلمين, ويغذون مدوناتهم بالتشهير بهؤلاء، لأن المسلم الجيد -حسب رأيهم- هو مسلم سيئ حتى لو تظاهر بأنه جيد، فإنما يفعل ذلك "تقية" من أجل أسلمة أوروبا بمزيد من الفعالية.

 

ويتجاهل هؤلاء المدونون إنكار التعددية الثقافية من جانب سياسيين مثل ميركل وساركوزي وكاميرون، حتى يتمكنوا من تقديم أنفسهم على أنهم ضحايا لزعماء خونة، وهذا يذكرنا ببعض النظريات غير المنطقية مثل نظرية "المؤامرة اليهودية البلشفية" في الأزمنة الماضية والتي يبدو أنها اليوم تحولت إلى "مؤامرة إسلامية ماركسية".

 

ولدى هؤلاء المدونين وما انجر عنهم من منظمات غير حكومية ما يكفي من الفطنة والذكاء لتفادي تبني العنف، لأنهم يدركون ما في ذلك من تحدّ للقانون، لكنهم وجدوا خطابا أكثر مكرا.

 

في البداية يعلنون أنهم "مؤيدون لإسرائيل"، الأمر الذي يبعد عنهم في أذهان الكثيرين شبهة التطرف اليميني, فالكثير من الغربيين يعتقد بأن هناك ارتباطا عضويا بين اليمين المتطرف والعداء لليهود, وهذا الوضع قد تغير في العقد الأخير, كما يقول الكاتب أوري آفرني في مقال نشره مؤخرا تحت عنوان "المظاهر الجديدة لمعاداة السامية".

 

لقد تعلمنا من الخطاب المعادي للسامية الذي انتشر قبل وقت طويل من الفترة النازية والمحرقة، قوة خطابات الكراهية في الدفع إلى القيام -ربما- بأفعال ذات تأثير بالغ.

 

وهذا هو الخطاب ذاته الذي يستخدمه المدونون اليمينيون عندما يطرحون مثلا جملة من الأسئلة الموحية، فبدلا من الدعوة إلى العنف, يطرحون الأسئلة التالية: "إلى متى الانتظار.. حتى فوات الأوان؟" كما يستخدمون الاستعارة لتجريد المسلم من إنسانيته (حيْوَنته).

 

تصوير اليهود كطفيليات ضارة وأمراض خطيرة لن يمر دون أن يكتشف، لكن يبدو أن نعت المسلمين بذلك مقبول ويمر دون أن يلاحظ.

 

وبطبيعة الحال فإن مثل هذا الأمر ينمي فكرة الدفاع عن النفس, وفكرة الدفاع عن النفس عند الغرب هي نفسها التي ألهمت الإرهابي النرويجي.

 

وبعد بضعة أيام من التهيج وبعد بذلهم بعض الجهد لإظهار اختلافهم مع "وسائل" قاتل الأطفال والشبان النرويجيين "باعترافاته"، ها هم أولاء يعودون إلى "عادتهم القديمة" كما تم توضيحها في الفقرات السابقة.

 

من جهتها، بدأت وسائل الإعلام معركتها للاحتفاظ "بالحق في الاستمرار في انتقاد الإسلام والمسلمين"، مستخدمة خدعة خطابية جديدة, فمن ينتقدون خطاب الكراهية يتهمون اليوم بمحاولة تقويض حرية التعبير, والكثير ممن يتهمونهم يقعون في فخ أن هذا اللوم هو في واقع أمره دعوة إلى مزيد من الرقابة.

 

وبعد أسبوع واحد من كارثة النرويج, ها نحن اليوم نواجه من جديد جرأة المدعين بأن التعددية الثقافية سبب المشاكل وليس الإرهابيين من أمثال هذا "المحافظ".

 

ومن جديد، "المسلم مذنب" كما كان اليهودي في الأزمنة الماضية, وهذا عار على ثقافة مناهضة التمييز العنصري, خاصة في ألمانيا وفي أوروبا ككل.

 

والأحزاب اليمينية الأكثر شعبية تمجد رموزها، من أمثال العنصري خيرت فيلدرز وتيلو سارازين، وتستخدم الشعار المخيف "المسلم عدو" لكسب أصوات الناخبين.

 

وبتحولها من معاداة اليهودية إلى كراهية المسلمين فإنها تلقى في الغالب نجاحا أكبر، بسبب انتشار الإسلاموفوبيا على نطاق واسع داخل أوروبا, وفي أوقات الأزمات الاقتصادية يصبح ذلك الأمر خطيرا للغاية كما تعلمنا من التاريخ.

 

"
الإسلام والمسلمون دمى مفيدة يمكننا أن نظل نتجادل بشأنها إلى ما لا نهاية، وأن ننشغل بها عن الأمور الأخرى، لكن بعض الناس يدركون العلاقة بين النظام الليبرالي الاقتصادي الجديد والحرب والعنصرية
"

هنريك برودر مذنب
بينما ينهمك العديد من الصحفيين حاليا في التحليلات النقدية لما يجري في الوقت الحالي, يحاول العديد من السياسيين تطبيق "أحلامه الأمنية" القديمة بغية السيطرة على الإعلام والاتصالات العامة وحصر مسألة القرارات والحلول في المستوى الجنائي.

 

ويبدو أن مطالبات النرويجي ينس ستولتنبرغ بمزيد من الديمقراطية والانفتاح لم تتغلغل داخل أعماق الكيان الأوروبي.

 

ومن أجل التنصل من مسؤولية محتملة أو الابتعاد عن ذنب ما، بعدما استقبلوا لسنوات عدة عددا كبيرا من خطابات الكراهية، ينحى هؤلاء باللوم على أسباب أخرى كالإنترنت، أو رجل يميني معزول (أما الشبكات فيبدو أنها محصورة على المسلمين واليهود)، أو مريض نفسي، أو ماسوني أو عميل للموساد، وكل ذلك المجهود يرمي إلى اعتباره شاذا عن مركز مجتمعنا، كما تذكر بعض وجهات النظر الأصولية المسيحية لتبرير كون ذلك الشخص ليس منا.

 

وبما أن بيان الجاني الذي نشره أظهر أنه ألهِم بخطابات المتاجرين بالكراهية التي انتشرت في السنوات الأخيرة, فإن اللوم يكون إذا على هنريك برودر.

 

فهذا المتشائم المعروف الذي ينفث باستمرار عدم احترامه لكرامة الإنسان مركزا على المسلمين والصراع في الشرق الأوسط والمجتمع الألماني، في مدوناته وفي وسائل الإعلام الكبيرة، يواجه اليوم حملة ضد مساهمته في نظرة مثل هؤلاء الجناة للعالم.

 

ولا أحد يسأل عن الذي يدعوه لنشر هجماته أو "مناقشتها" عبر التلفزيون, هذا من شأنه أن يلفت الانتباه إلى مشكلة تتجاوز بكثير برودر, إذ ليس هو الوحيد الذي ينتج خطاب الكراهية رغم أنه شخصية محورية في ذلك للغاية.

 

إذا كان التحليل الذي بدأ الآن سينتهي بنجاح، فعلينا أن ندرج مسألة لماذا وكيف أصبح "أجانبنا" في الأزمنة الماضية "مسلمين" اليوم؟ كيف تم تحويل الانتباه إلى هذا النوع من وسم الجماعات؟ وما الذي ساهم به المسلمون في هذا؟ وما الذي جاء من خارجهم؟

 

ما نعرفه حتى الآن هو أن الانتباه للأقليات يزداد عندما تكون هناك مشاكل اقتصادية، والآن نحن أمام منعطف آخر للأزمات الاقتصادية.

 

وللفت الأنظار عن ذلك وعن عجز السياسيين الأوروبيين، ينبغي الاعتراف بأن السلطة السياسية مقيدة بالسلطة المالية كما ظهر من المليارات التي خسرتها البنوك الفاشلة ومن خلال المجاعة التي هي من صنع الإنسان في أجزاء أخرى من العالم.

 

فالإسلام والمسلمون دمى "مفيدة" يمكننا أن نظل نتجادل بشأنها إلى ما لا نهاية، وأن ننشغل بها عن الأمور الأخرى.

 

بعض فئات الناس يدركون ما يجري، وخصوصا العلاقة بين النظام الليبرالي الاقتصادي الجديد والحرب والعنصرية, ففي بريطانيا العظمى انضم ائتلاف كبير من المجموعات المتنوعة "تحالف كفى" إلى مقاومة السياسة الاجتماعية للحكومة.

 

وفي ألمانيا أيضا، هناك مبادرة ضد تقسيم المجتمع، وهي تسعى للحصول على الدعم، كما تتبع تقريبا نفس النهج الذي تتبعه حركة "تحالف كفى" في بريطانيا..

 

وهي تدعو المنظمات والجماعات السياسية، وجمعيات مكافحة العنصرية، والنقابات والمنظمات المناهضة للحرب وما إلى ذلك.. تدعوها إلى التحالف فيما بينها لتصبح كتلة نشطة كما هي حال الجماعات والأفراد المختلفين في الربيع العربي.

 

وتنتاب هذه الجماعات الشكوك والوساوس بشأن الهدف مما هو جديد من "مفاهيم أمنية" تمت صياغتها على عجل بعيد الفظائع التي ارتكبت في النرويج, إذ يمكن استخدامها لمواجهة هذه الحركات الديمقراطية, فثمة تقليد قديم من تجريم الجماعات اليسارية والديمقراطية بدلا من نشطاء اليمين، ولذا فإن الشكوك حول النوايا الحقيقية لهذه المقترحات الأمنية قد تكون مبررة.

 

ولا شك أن تكاتف المزيد والمزيد من الناس باختلاف مشاربهم لإظهار التضامن يعطي الأمل, ومن الضروري أن تتسلح هذه الجموع في وجه حملات التضليل وأن تعي بنفس القدر من القوة مدى أهمية الثقة في الجنس البشري, فغالبية الناس تريد أن تعيش في سلام وكرامة، والغلبة ستكون في نهاية المطاف لهذه الأغلبية الناجحة، من خلال وقوف مكوناتها معا للتوصل إلى هذه الأهداف الثمينة.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.