الهبوط بصاروخ بين بلو أوريجن وسبيس إكس

combo image compares Blue Origin's New Shepard rocket to Space X's Falcon 9 rocket (images source: Reuters)
صورة مركبة تجمع بين صاروخي فالكون 9 (يمين) ونيو شيبرد (الجزيرة-رويترز)

ظلت شركة "سبيس إكس" الأميركية تحاول طوال العامين الماضيين الهبوط بصاروخها فالكون 9 بسلام على منصة عائمة في المحيط بعد إطلاقه نحو الفضاء، ولكن محاولاتها باءت بالفشل، ورغم أنها نجحت في إعادة الصاروخ إلى اليابسة بعد إقلاعه، فإن منافستها شركة "بلو أريجن" صدمت الجميع بإعلان أنها أنجزت هذه المهمة بنجاح قبل سبيس إكس، حيث أطلقت الصاروخ نيو شيبرد إلى حافة الفضاء ثم أعادته إلى الأرض بسلام، فهل تجوز المقارنة بين محاولات الشركتين؟

إن إعلان بلو أوريجن أظهر كأن جيف بيزوس الرئيس التنفيذي للشركة قد هزم إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لسبيس إكس في سباق إعادة استخدام صواريخ الفضاء، والتي تهدف بشكل رئيسي إلى صنع صواريخ قابلة لإعادة الاستخدام بما يوفر بشكل كبير تكلفة النقل الفضائي.

"فالكون 9" أطول وأنحف بكثير من صاروخ "نيو شيبرد" ومصمم لنقل حمولات لمدار الأرض (رويترز)

"فالكون 9" مقابل "نيو شيبرد"
يملك صاروخ "نيو شيبرد" تصميما مختلفا عن صاروخ "فالكون 9″، الذي ينبع أساسا من الأهداف المختلفة لمهمة كلا الصاروخين.

فهدف فالكون 9 هو الإقلاع بحمولة -مثل الأقمار الصناعية- إلى مدار حول الأرض وما هو أبعد، ولهذا صمم ليكون نحيفا وطويلا بما يقلل من احتكاك الهواء به، ويتيح له اختراق الغلاف الجوي بيسر والتوجه إلى أعماق الفضاء، لكن هذا التصميم يجعل عملية إعادته ليهبط على الأرض أصعب بكثير.

أما صاروخ نيو شيبرد فلم يُعَدّ ليحلق مثل مسافة فالكون 9، الأمر الذي انعكس في تصميمه، فهو مصمم لينقل الناس إلى شبه مدار الأرض (يتقاطع مع الغلاف الجوي لكن لا يصل إلى الفضاء الخارجي) لمدة أربع دقائق، وبهدف على مثل هذا الارتفاع لن يحلق بسرعة عالية ليدور حول الأرض، وبالتالي لن يتخلص تماما من جاذبيتها التي ستسحبه في نهاية المطاف لعيود إليها.

ولأن نيو شيبرد لا يحتاج إلى الطيران بنفس ارتفاع فالكون 9 فهو لا يتطلب أن يكون نحيفا ورفيعا، لذلك جاءت بنيته أقصر وأثخن، الأمر الذي يجعل عملية هبوطه العمودي أسهل، رغم أن العملية بحد ذاتها تظل تحديا كبيرا.

وللإنصاف، فإن الجزء الذي تحاول سبيس إكس إعادته إلى الأرض لا يصل فعليا إلى مدار الأرض، فالشركة تطمح إلى استعادة صاروخ المرحلة الأولى، وهو ذلك الجزء الطويل الذي يتضمن المحركات الرئيسية ومعظم الوقود، وهذا الجزء ينفصل عن بقية الصاروخ في شبه مدار الأرض قبل أن يسقط عائدا إليها.

القوة الدافعة والسرعة القصوى لصاروخ بلو أوريجن تقل بكثير عن المتوافرة لصاروخ فالكون 9 (أسوشيتد برس)
القوة الدافعة والسرعة القصوى لصاروخ بلو أوريجن تقل بكثير عن المتوافرة لصاروخ فالكون 9 (أسوشيتد برس)

مقارنات أخرى
لكن فالكون 9 يصل إلى ارتفاع مئتي كيلومتر مقابل ارتفاع مئة كيلومتر الذي يبدأ عنده صاروخ نيو شيبرد بالسقوط. ولأن الهدف النهائي لفالكون 9 هو الوصول إلى المدار، فإن صاروخ المرحلة الأولى يقلع بسرعة أعلى بكثير من نيو شيبرد عندما يبدأ هبوطه نحو الأرض. ففي حين يصل نيو شيبرد إلى سرعة قصوى تعادل 3 ماخات خلال رحلته، فإن سرعة صاروخ المرحلة الأولى من فالكون 9 تتراوح بين 5.5 ماخات إلى 7.5 قبل سقوطه.

وفوق ذلك، فإن فالكون 9 يملك الكثير من الزخم والطاقة الدافعة عندما ينطلق إلى الفضاء، والتي تصل إلى 680 طنا من القوة الدافعة، مقارنة بقوة دفع قصوى تبلغ نحو 45 طنا لصاروخ نيو شيبرد، وهذا يعني أن فالكون 9 يملك الكثير من القوة خلفه عندما يبدأ هبوطه النهائي.

إلى جانب كل ما سبق، فإن اتجاه فالكون 9 يكون أفقيا وقت هبوطه، مما يعني أن الشركة ستضطر للقيام بعملية مناورة لقلب الصاروخ وتوجيهه لعملية الهبوط، في حين أن نيو شيبرد يظل في وضعه العمودي معظم رحلته.

وبحسب ما يوضح رئيس شركة "نيكسجين سبيس" تشارلز ميلر فإن بلو أوريجن صممت صواريخها بحيث تكون معدة لإعادة الاستخدام منذ اليوم الأول، في حين أخذت شركة سبيس إكس صاروخ المرحلة الأولى والذي كان مستهلكا في الأساس، ثم عدلته لتجعل منه قابلا لإعادة الاستخدام.

المصدر : مواقع إلكترونية