سخرية روسية تحيي بن لادن على لسان سنودن

FILE - This undated file photo shows al Qaida leader Osama bin Laden in Afghanistan. After U.S. Navy SEALs killed Osama bin laden in Pakistan in May 2011, top CIA officials secretly told lawmakers that information gleaned from brutal interrogations played a key role in what was one of the spy agency’s greatest successes. CIA director Leon Panetta repeated that assertion in public, and it found its way into a critically acclaimed movie about the operation, Zero Dark Thirty, which depicts a detainee offering up the identity of bin Laden’s courier, Abu Ahmad al- Kuwaiti, after being tortured at a CIA “black site.” As it turned out, Bin Laden was living in al Kuwaiti’s walled family compound, so tracking the courier was the key to finding the al-Qaida leader. (AP Photo/File)
زعيم تنظيم القاعدة أسامه بن لادن لا يزال مثار اهتمام الإعلام بعد سنين من إعلان واشنطن مقتله (أسوشيتد برس-أرشيف)

أشرف رشيد-موسكو

أعاد موقع إلكتروني روسي ساخر الحياة لقصة زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن ونسب لعميل وكالة الاستخبارات الأميركية السابق إدوارد سنودن تصريحات أصابت الكثيرين بالذهول، خاصة بشأن العلاقة المتخيلة بين بن لادن والولايات المتحدة، والدور المحتمل الذي كان يؤديه على مدى سنين طويلة، في حين كان الملايين يظنون أنه العدو الأول لواشنطن.

وحسب التصريحات الساخرة المنسوبة لسنودن فإنه يمتلك أدلة بأن أسامة بن لادن حي يرزق ويتمتع بصحة جيدة، ويقيم حاليا في جزر الباهاما تحت رعاية وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه).

وقال سنودن في تلك التصريحات المتخلية إن بحوزته وثائق تؤكد إرسال المخابرات الأميركية حوالات مالية إلى وجهات تابعة لزعيم القاعدة، وكشف أنه كان ممن شاركوا في إعداد سيناريو عملية اغتيال زعيم القاعدة المزعومة، وتعهد بكشف المزيد من الحقائق في كتاب له سيصدر لاحقا.

وإدوارد سنودن متعاقد سابق مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، لكنه انقلب عليها وقرر الكشف عن ملفات سرية وفضائح تجسس تديرها الاستخبارات الأميركية، وبعد فراره من الولايات المتحدة لجأ إلى روسيا حيث يقيم الآن.

‪إيفاشوف: لو كان لدى الإدارة الأميركية مصداقية لقدمت بن لادن للمحاكمة‬ (الجزيرة)
‪إيفاشوف: لو كان لدى الإدارة الأميركية مصداقية لقدمت بن لادن للمحاكمة‬ (الجزيرة)

ليست مفاجأة
ورغم طابعها الساخر، فقد أخذ كثيرون تلك التصريحات مأخذ الجد. وتعليقا على ذلك، يرى الجنرال الروسي ليونيد إيفاشوف أنه لم يفاجأ بهذه الأنباء، ولا يستبعد أن يكون ما قاله سنودن حقيقيا، لأنه كان مطلعا على أسرار ووثائق وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، "وانطلاقا من سرعة عملية التخلص من أسامة بن لادن ورميه في عرض البحر، يمكن تصديق ما قيل عن أن عملية الاغتيال عبارة عن مسرحية رديئة الإخراج".

وأضاف إيفاشوف أن "الولايات المتحدة حينما نفذت العملية كانت بحاجة ماسة لتسجيل انتصار وهمي لتغطية إخفاقاتها في إدارة ملفات عديدة داخل الولايات المتحدة وخارجها بسبب سياساتها الكارثية في العديد من مناطق العالم".

وتابع القول "لو كان لدى الإدارة الأميركية مصداقية في روايتها، وإذا كان بن لادن هو الإرهابي الأول على قائمتها كما تدعي، لكان من المفترض بهم أن يقبضوا عليه ويقدموه للمحاكمة".

وأضاف أنه "ليس سرا أن أسامة بن لادن عميل أميركي، وهذا لم يكن خافيا على الأجهزة الأمنية الروسية، وفي الوقت نفسه الأميركيون لا ينفون ذلك".

‪هناك مؤامرات تُحاك في الخفاء تتناقض في جوهرها مع الصورة الظاهرية‬ باكلانوف: (الجزيرة)
‪هناك مؤامرات تُحاك في الخفاء تتناقض في جوهرها مع الصورة الظاهرية‬ باكلانوف: (الجزيرة)

مؤامرات الخفاء
أما السفير أندريه باكلانوف نائب رئيس جمعية الدبلوماسيين الروس فيعلق قائلا إن ما نسب لسنودن "يبرهن على أن هناك عالما آخر مختلفا عن عالمنا الذي نعيش فيه، وأن هناك مؤامرات تُحاك في الخفاء، تتناقض في جوهرها مع الصورة الظاهرية التي تقدم لعامة الناس".

وتابع "على سبيل المثال، هناك صورة نمطية تزرع في وجدان العالم عن وجود قوى إرهابية خارجة عن القانون تقابلها قوى خيرة متحضرة تتصدى لها بقيادة الولايات المتحدة".

وأضاف للجزيرة نت أنه ببقاء فزاعة الإرهاب تبقى الدول والحكومات مستنفرة وتبقى تجارة السلاح رائجة، وتبقى الولايات المتحدة مهيمنة على قرارات الدول، وتتصرف فوق القانون بما أنها تقود الحرب على الإرهاب.

وذهب باكلانوف إلى القول بأن "المعتقدات التي دأب العالم على تصديقها على مدى سنين طويلة ما هي إلا مجموعة من الأكاذيب التي روجتها الولايات المتحدة لتغيير خريطة العالم" وخلص إلى أن استهداف تنظيم الدولة الإسلامية ما هو "إلا فصل جديد من فصول الخداع الأميركي، لا سيما أن الجميع يعرف أن التنظيم امتداد طبيعي لتنظيم القاعدة الذي تدعي واشنطن معاداته".

تنويه وتصحيح:
التزاما من الموقع بميثاق الشرف المهني، ننوه إلى أن مراسل الموقع في موسكو أورد القصة في النسخة الأولى من الخبر دون التنبيه إلى أنها سخرية، مما جعل القصة تنطلي على كثيرين ويحسبونها حقيقة.
موقع الجزيرة يعتذر عما حصل ويعتبره غير مقبول مهنيا، وقد أوقف المراسل المذكور نهائيا، ويجدد التزامه بالقواعد المهنية، وفي مقدمتها تصحيح أو توضيح أي ملابسات ترده من زواره الكرام بخصوص أي مادة تنشر فيه.
إدارة الموقع

المصدر : الجزيرة