بثينة شعبان.. لسان النظام وواجهته

بثينة شعبان/ مستشارة الرئيس السوري بعد سقوط عشرات القتلى والجرحى في درعا
undefined

محمد العلي-الجزيرة نت

وسع الاتحاد الأوروبي قبل يومين دائرة عقوباته على دمشق لتضم الدكتورة بثينة شعبان مستشارة الرئيس بشار الأسد السياسية والإعلامية. وتمثل شعبان لسان النظام عندما يرغب بمخاطبة الغرب بلغته. وهي واحدة من قليلين من شخصيات الصف الأول ممن لم ينلهم سوط العقوبات في المراحل الأولى من الردود الغربية على قمع الثورة السورية.

وإلى جانب مكانتها كمتحدث فصيح باسم النظام, تمثل شعبان, نموذجا لفئة من المثقفين الذين استفادوا من فرص التعليم في ظل سلطة البعث, لترتقي بفضل كفاءاتها من مجاهل الفقر في ريف حمص, إلى الواجهة السياسية والإعلامية.

ولدت شعبان عام 1953 في قرية تدعى المسعودية. وهي لم تتردد بالبكاء عند حديثها عن طفولتها البائسة ضمن عائلة تضم تسعة أطفال, في فيلم أعده عنها مخرج أميركي من أصل سوري عام 2005 واختار له إسم "امرأة" عنوانا.

ولدت شعبان عام 1953 في قرية تدعى المسعودية. وهي لم تتردد بالبكاء عند حديثها عن طفولتها البائسة ضمن عائلة تضم تسعة أطفال, في فيلم أعده عنها مخرج أميركي من أصل سوري عام 2005 واختار له إسم "امرأة" عنوانا

وبعد مسيرة تعليمية اختتمتها بشهادة دكتوراه من جامعة وورك البريطانية صعدت شعبان السلم الأكاديمي لتصل إلى منصب رئيسة قسم الأدب المقارن في جامعة دمشق. وأثناء تلك الرحلة أصدرت كتبا باللغة الإنجليزية ‘باليمين والشمال: نساء عربيات يتحدثن عن أنفسهن"، ونشرته العام 1988 في بريطانيا والولايات المتحدة، ودرسته في جامعة ميتشيغان.

وخلال الرحلة ذاتها انضمت شعبان إلى رابطة الشاعرين كيتس وشيلي في الولايات المتحدة, قبل أن ينقلها الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد إلى عالم السياسة والدبلوماسية عبر اعتمادها مترجمة له في مفاوضاته الشهيرة مع نظيره الأميركي بيل كلنتون عام 1994 في عز انطلاقة عملية السلام بعد مؤتمر مدريد الشهير.

مع الأسد الأب صعدت شعبان إلى الواجهة. لكن الأسد الإبن ضمها إلى عصب النظام بعد عامين عند تعيينها عام 2002 مديرة لدائرة الإعلام الخارجي في وزارة الخارجية, وتوزيرها بعد سنوات قليلة, ثم ضمها في أواسط العقد الماضي إلى الحلقة الضيقة من مستشاريه بصفة مستشار سياسي وإعلامي.

مروجة للزيادات
مع انطلاق الثورة السورية في مارس/آذار 2011 أنيط بشعبان أول رد رسمي للنظام بعد مجزرة درعا. لكن شعبان ظهرت في المؤتمر الصحفي كمروجة لزيادات في الرواتب ووعد بإقرار قانون للأحزاب و"بحث إلغاء حال الطوارئ" في وقت كان العالم يتوقع إلغاءها.

وكانت في ذات الوقت المدافعة العنيدة عن النظام والرافضة لمبدأ دخول وسائل الإعلام الغربية والعربية لتغطية ما يجري في سوريا. حتى أن العنف كان ينضح من ملامحها عند اتهامها للإعلام العربي والدولي "بتضخيم الأحداث " في سوريا ورفض دخوله إليها, رغم كونها -وللمفارقة- تقدم نفسها كإعلامية حيث كانت تكتب مقالا في جريدة الشرق الأوسط اللندنية.

مع انطلاق الثورة السورية في مارس/آذار 2011 أنيط بشعبان أول رد رسمي للنظام بعد مجزرة درعا

فاروق الشرع
وكان هذا الظهور الشاحب, جواز سفر شعبان لمواصلة التحدث باسم النظام في وقت غابت فيه عن المشهد شخصيات بارزة مثل فاروق الشرع نائب الرئيس.

هي الأدوار والولاءات والمواهب المعرفية التي أبقت شعبان في قلب المشهد. فإلى جانب إطلالاتها الانتقائية أوفدت شعبان إلى موسكو في سبتمبر/أيلول الماضي مثلا لتوضيح موقف النظام بعد زيارة وفد من المجلس الوطني السوري للدولة التي تمثل حائط الصد الدولي الأول عن نظام الأسد. وتولت بدورها إعطاء المقابلات المنتقاة لكبريات الصحف الأميركية والبريطانية تاركة أمر الظهور اليومي لمتحدث شاب باسم وزارة الخارجية اعتمد بعد انطلاق الثورة هو جهاد مقدسي.

المصدر : الجزيرة