غونتر غراس

epa03172294 Nobel Prize for Literature laureate Guenter Grass is pictured in his study in Behlendorf, Germany, 05 April 2012. One day after the poem was published in the 'Sueddeutsche Zeitung' newspaper Grass commented for the first time on the poem and the reactions it caused today. Nobel literature laureate Grass criticised Israel's Iran policy in the poem which
undefined

يعد غونتر غراس -الذي انتقد سياسات إسرائيل النووية وبيعها غواصات ألمانية الصنع- أحد أهم الأدباء الألمان الأحياء.

الولادة والنشأة
ولد غراس يوم 16 أكتوبر/تشرين الأول 1927 لأب ألماني بروتستانتي وأم ألمانية كاثوليكية من أصول بولندية بمدينة دانتسيغ الحرة المعروفة حاليا بغدانسك. وكانت المدينة وقتها تخضع لإدارة دولية ضمن أراضي بولندا عملا باتفاقيات فرساي التي أنهت الحرب العالمية الأولى, لكنها ضُمت إلى بولندا بعد الحرب العالمية الثانية.

تلقى دراسته الابتدائية والثانوية في غدانسك. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 1944 تطوع للعمل في سلاح الغواصات الألماني, ثم أُلحق بوحدات قتالية أخرى خلال الحرب العالمية الثانية حيث وقع في أسر القوات الأميركية التي احتجزته في معسكر للأسرى ثم أطلقته عام 1946 أي بعد عام من انتهاء الحرب.

عمل غراس بعد الحرب في منجم في ألمانيا الغربية ومزارعا بعد تعذر عودته إلى مدينته التي باتت خاضعة للبولنديين والسوفيات. ثم درس فن النحت في مدينة دوسلدورف الألمانية لمدة سنتين (1947-1948) ثم أتم دراسته الجامعية في مجمع الفنون في دوسلدورف وجامعة برلين (1946-1956) حيث أكمل دراسته العليا في جامعة برلين للفنون لغاية عام 1956. وعمل نحاتا ومصمما ومؤلفا ثم تولى بين أعوام 1983 و1986 رئاسة أكاديمية برلين للفنون.

أعماله الأدبية
نالت روايته "الطبل الصفيح" شهرة عالمية كبيرة بعد نشرها عام 1959 وترجم هذا العمل الأدبي إلى لغات عالمية كثيرة من بينها العربية. وهذه الرواية هي جزء من ثلاثيته المعروفة بـ"ثلاثية دانتسيغ" وتضم أيضا روايتي "القط والفأر" (1961) و"سنوات الكلاب" (1963)، ومن رواياته المشهورة أيضا "مئويتي" 1999 و"مشية السرطان" (2002).

كتب مسرحيتين، أولاهما "الطهاة الأشرار" (عام 1956) و"الفيضان" (1957)، وأصدر أربع مجموعات شعرية في أعوام 1956 و1960 و1967 و1971.

الجوائز
حوّلت رواية "الطبل الصفيح" -التي تختصر أهم أحداث القرن العشرين من منظور أوروبي- إلى فيلم سينمائي عام 1979 أخرجه فولكر شلندروف وكوفئ الفيلم بجائزتي أوسكار.

حصل غراس على جائزة نوبل للآداب عام 1999 لدوره في إثراء الأدب العالمي وخصوصا في ثلاثيته الشهيرة "ثلاثية دانتسيغ"، بالإضافة إلى جوائز محلية كثيرة منها جائزة كارل فون أوسيتسكي سنة 1967 وجائزة الأدب من قبل مجمع بافاريا للعلوم والفنون عام 1994. وفي العام 2005 حصل على شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة برلين.

معارك أدبية
عام 2006 أصدر كتبا عن ذكرياته بعنوان "تقشير البصل" اعترف فيه بأنه أجبر عام 1944 على العمل في وحدة فافن أس أس النازية السيئة السمعة لمدة قصيرة قبل نقله إلى فرقة المدرعات العاشرة التي أُسر خلال عمله فيها. وأثار هذا الكشف عاصفة ضده من قبل النقاد الذين عابوا عليه إخفاءه هذه الحقيقة في سيرته لمدة ستين عاما, في وقت كان ينظر إليه بوصفه سلطة أخلاقية وناقدا لماضي ألمانيا النازي.

في 4 أبريل/نيسان 2012  نشرت ثلاث صحف أوروبية هي "زوددويتشه تسايتونغ" الألمانية، و"لاريبوبليكا" الإيطالية، و"إلباييس" الإسبانية في موقع بارز من ملاحقها الأدبية قصيدة لغراس بعنوان «ما ينبغي أن يقال".

وضمّن غراس قصيدته انتقادات غير مسبوقة لسياسة إسرائيل جراء تحضيراتها لضرب المنشآت النووية في إيران. واعتبر أن سياسة إسرائيل في هذا الصعيد تهديد للسلام العالمي، وأنه لدرء هذا التهديد يجب التكلم الآن، وأنه سئم من نفاق الغرب فيما يتعلق بإسرائيل. واعتبر غراس في القصيدة أن أهوال النازية ليست ذريعة للصمت. وانتقد بلده ألمانيا على بيع غواصات يمكن تجهيزها بأسلحة نووية إلى إسرائيل.

وتجندت صحف إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو للرد على غراس، واعتبروه معاديا للسامية في وقت نأت فيه المستشارة الألمانية ميركل بنفسها عن القضية، وأشادت به إيران.

المصدر : الجزيرة