قاعدة المغرب الإسلامي نشأتها وتطورها
ويقول التنظيم إنه "يسعى لتحرير المغرب الإسلامي من الوجود الغربي والموالين له وحماية المنطقة من الأطماع الخارجية".
التركز والقيادة
يتركز التنظيم في الجزائر في شرقي البلاد وخاصة في منطقة القبائل، ويقوده عبد المالك درودكال الذي تزعم الجماعة السلفية للدعوة والقتال منذ 2004، وهو في الثلاثينيات من عمره ويعرف بخبرته في صناعة المتفجرات.
ومن القادة البارزين عمار صايفي، نائب قائد الجماعة الذي يقضي حكما بالسجن المؤبد في الجزائر لاتهامه بخطف 32 سائحا ألمانيا.
أما مختار بلمختار -المعروف بالأعور بسبب عاهة لحقت بإحدى عينيه خلال قتال القوات السوفياتية في أفغانستان- فيشرف على الجماعة في الصحراء الكبرى على الحدود مع كل من مالي والنيجر، وهي منطقة زاد فيها نشاط التنظيم في السنوات الأخيرة، ويدل على ذلك مشاركته وجماعات محسوبة عليه في السيطرة على بعض مدن شمالي مالي بين يناير/كانون الثاني ومارس/آذار 2012.
عناصر التنظيم
لا إحصائيات دقيقة لعدد مقاتلي الجماعة، لكن أغلب المصادر تقدر عددهم ببضع مئات، أغلبهم جزائريون، فيما يتوزع الباقون على جنسيات دول أبرزها موريتانيا وليبيا والمغرب وتونس ومالي ونيجيريا.
وقد قدرت بعض الجهات عدد المجموعات الصغيرة المنتسبة للتنظيم بنحو سبعين خلية، بينها كما تقول الاستخبارات الغربية مجموعة "أنصار الدين" في شمالي مالي التي يقودها إياد آغ غالي.
مناطق النشاط
ينشط التنظيم أساسا في الجزائر، لكن نفوذه يمتد إلى جنوب الصحراء.
التنظيم الذي تأسس كرد فعل رافض لاستهداف المدنيين لم يعد يمانع في سقوط مدنيين إن كانوا يقتلون عرضا |
وتقول الاستخبارات الغربية إن التنظيم ضالع في منطقة الساحل في عمليات خطف تُدر عليه مبالغ ضخمة، كما يدر مبالغ كبيرة من الضرائب التي يفرضها على المهربين.
ويتولى التنظيم أيضا تدريب عناصر من دول الجوار، تنفذ عمليات داخل أراضيها كموريتانيا والمغرب وتونس.
ورغم أن التنظيم شن السنوات الأخيرة هجمات دامية في الجزائر، فإن نشاطه العسكري يبقى محدودا.
واللافت أن التنظيم -الذي تأسس كرد فعل رافض لاستهداف المدنيين بالجزائر على يد الجماعة الإسلامية- لم يعد يمانع في سقوط مدنيين في هجماته إن كانوا يُقتَلون عرضا، كما حدث في التفجيرين المزدوجين اللذين وقعا في الجزائر العاصمة في 2007، واستهدفا مبنى الأمم المتحدة ومقري المحكمة العليا والمجلس الدستوري.
بعض العمليات
شنّ التنظيم عدة عمليات تفجير واختطاف أجانب، من أبرزها:
– 11 أبريل/نيسان 2007: هجوم مزدوج بالسيارات المفخخة على قصر الحكومة ومركز للشرطة يخلف ثلاثين قتيلا و220 جريحا.
– 5 سبتمبر/أيلول 2007: عملية انتحارية تستهدف تجمعا شعبيا كان في انتظار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في مدينة باتنة خلفت 22 قتيلا وأكثر من مائة جريح.
– 11 سبتمبر/أيلول 2007: هجوم بمنطقة الأخضرية بولاية البويرة يخلف عشرة قتلى.
– 11 ديسمبر/كانون الأول 2007: هجوم مزدوج بالجزائر العاصمة يخلف 67 قتيلا.
– 22 فبراير/شباط 2008: اختطاف سائحين نمساويين من جنوب تونس.
– يناير/كانون الثاني 2009: اختطاف أربعة سياح بريطانيين في مالي.
– 23 يونيو/حزيران 2009: الأميركي كريستوفر لاغت الناشط في منظمة إنسانية يُقتل في العاصمة الموريتانية نواكشوط على يد التنظيم الذي اتهمه بالتبشير.
القاعدة في الساحل
وتصنف الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي حركة إرهابية.
وتقول الجزائر إن سقوط نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي في سبتمبر/أيلول 2011 سبب فراغا أمنيا، سمح للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بتقوية نفسها عددا وعدة.
لكن بعض خبراء منطقة الساحل كالأنثروبولوجي البريطاني جيرمي كينان يقولون إن النظام الجزائري اخترق هرم تنظيم القاعدة في منطقة الساحل، وبالتالي يرى أن نفوذ القاعدة في هذه المنطقة مفتعل لتنفيذ أجندة دولية.