الدابي.. جدل من دارفور إلى سوريا

الفريق محمد أحمد الدابي رئيس بعثة المراقبين العرب إلى سوريا

محمد الدابي يدافع عن عمل بعثته في مؤتمر صحفي بالقاهرة

أثار رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا الفريق محمد أحمد مصطفى الدابي الجدل ليس فقط منذ إعلانه اليوم أن العنف قل في سوريا منذ وصول المراقبين، ولكن منذ أول تصريح له الشهر الماضي بعد وصول بعثته لـحمص التي يُطلق عليها عاصمة الثورة بأن الوضع هادئ ومستقر.

وأثارت تصريحات الدابي (63 عاما) في المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم الاثنين في القاهرة غضب المعارضة السورية التي تقول إن أكثر من ألف شخص قتلوا منذ انتشار المراقبين قبل شهر في سوريا.

وترافق ذلك مع انتقادات كبيرة للبعثة في قدراتها وخبرة وكفاءة أعضائها حتى من داخل الجامعة العربية، حيث أعلنت السعودية سحب طاقمها من البعثة في وقت أصرت فيه أصوات أخرى على إعطاء البعثة مزيدا من الوقت لإنجاز مهمتها.

غير أن الانتقادات للدابي الذي يوصف بأنه معاون للرئيس السوداني عمر البشير المتهم بارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور بدأت منذ الإعلان عن توليه رئاسة البعثة في 20 ديسمبر/كانون الأول المناط بها مراقبة تنفيذ السلطات السورية للمبادرة العربية خاصة وقف قمع المتظاهرين وسحب الآليات العسكرية من المدن.

وذكرت منظمات حقوقية وقتها أنه من المستحيل تصور شخص من معاوني البشير وتبوأ مناصب عسكرية وحكومية رفيعة في إقليم دارفور الذي يتهم مسؤولون سودانيون بينهم البشير بارتكاب جرائم حرب فيه، أن يوصي باتخاذ إجراءات شديدة بحق الرئيس السوري بشار الأسد.

في المقابل دافعت الجامعة العربية عن الدابي قائلة إنه يتمتع بخبرة عسكرية ودبلوماسية هامة ستسهم في نجاح البعثة في سوريا.

السيرة الذاتية
ولد محمد مصطفى الدابي في مدينة بربر بولاية نهر النيل شمال الخرطوم في فبراير/شباط 1948، والتحق في العام 1969 بالعمل في الجيش السوداني ضابطا برتبة ملازم وتدرج حتى وصل إلى رتبة فريق.

الجامعة العربية: الدابي يتمتع بخبرة عسكرية ودبلوماسية هامة ستسهم في نجاح البعثة في سوريا

تولى إدارة الاستخبارات العسكرية للجيش السوداني في 30 يونيو/حزيران 1989 (في نفس اليوم الذي قاد فيه البشير انقلابا في الخرطوم) وبقي في هذا المنصب حتى 21 أغسطس/آب 1995.

بعدها تقلد منصب مدير الأمن الخارجي بجهاز الأمن السوداني في يوليو/تموز 1995 وحتى نوفمبر/تشرين الثاني 1996 حين عين نائبا لرئيس أركان الجيش السوداني للعمليات الحربية، وبقي في هذا المنصب حتى فبراير/شباط 1999، وهي فترة تزامنت مع بعض أشرس المواجهات في الحرب بين شمال السودان وجنوبه.

وبين فبراير/شباط وأغسطس/آب 1999 عمل الدابي ممثلا للرئيس البشير لولايات دارفور مسؤولا عن الأمن فيها مع تفويضه صلاحيات رئيس الجمهورية قبل اندلاع التمرد في الإقليم عام 2003.

وأحيل الدابي للتقاعد عام 1999، وفي نفس العام عين سفيرا في قطر حتى العام 2004 ليعود بعدها إلى السودان حيث عين مساعدا لممثل رئيس الجمهورية لدارفور. وكان ممثل الرئيس لدارفور حينها وزير الدفاع السوداني الحالي عبد الرحيم محمد حسين الذي أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه.

وعقب صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1591 الذي فرض عقوبات على عدد من المسؤولين السودانيين المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في دارفور، عين الدابي منسقا وطنيا للحملة السودانية المناهضة لهذا القرار.

وفي العام 2007 تولى الدابي منصب مفوض الترتيبات الأمنية لدارفور عقب توقيع الحكومة السودانية اتفاق سلام أبوجا مع حركة تحرير السودان جناح مني أركو مناوي. ويشغل حاليا منصب سفير بوزارة الخارجية السودانية.

المصدر : الجزيرة