عكا

هي واحدة من أقدم مدن منطقة فلسطين التاريخية، تقع على البحر الأبيض المتوسط على الرأس الشمالي لخليج حيفا غرب منطقة الجليل، وتبعد 179 كلم شمال غرب مدينة القدس.

سقطت عكا بيد الحركات اليهودية الصهيونية عام 1948، ويشكل الفلسطينيون حاليا 27% من سكانها الذين يقدر عددهم بنحو 46 ألف نسمة.

تاريخ المدينة
تعتبر هذه المدينة الساحلية غاية في القدم، فقد ورد ذكرها في التوراة، وخلال القرن الرابع للميلاد غزاها الإسكندر الأكبر، وشيد بطالمة مصر المدينة وأطلقوا عليها اسم بطولومايس في عهد بطليموس الثاني فيلادلفيوس.

وفي عام 1104م تعرضت المدينة لغزو من قبل الفرنج، وكانت تعد مرسى مهمًّا في المنطقة. وفي عام 1291 حرر سلطان مصر المملوكي الأشرف خليل المدينة من الصليبيين وطردهم منها، وهو ما عرف بفتح عكا.

وتوالت على المدينة خلال سنوات تاريخها الكثير من الحضارات والغزاة، وفي عام 637م الموافق لـ16 هـ، تمكن القائد المسلم شرحبيل بن حسنة من فتح المدينة، ثم أنشأ فيها القائد معاوية بن أبي سفيان عام 640م الموافق 20 هـ دارا لصناعة السفن، وانطلقت من المدينة سفن حربية عربية إلى جزيرة قبرص.

وفي القران الثامن عشر الميلادي حكم المدينة الشيخ طاهر العمر الزيداني وأبناؤه، وهو الذي بنى أسوار عكا الشهيرة، وفي نهاية القرن التاسع عشر حكمها أحمد باشا الجزار.

وفي عام 1799 أفشلت أسوار هذه المدينة زحف القائد الفرنسي نابليون بونابرت وجيشه الفرنسي الذي وصل إليها بعدما احتل مصر وساحل يافا، ورغم حصاره لها لمدة طويلة أمطر خلالها المدينة بوابل من قذائف المدافع وزخات الرصاص، فإنه فشل في اقتحام أسوارها.

لكن المدينة وسكانها رفضوا الخضوع لنابليون، وتحطمت أحلامه بالسيطرة على الشرق بأسره، وقال كلمته الشهيرة "تحطمت أحلامي على أسوارك يا عكا، سلاما لا لقاء بعده".

ولكن في عام 1918 خضعت المدينة للانتداب البريطاني، وفي هذه الفترة كان في عكا سجن اشتهر إثر ثورة البراق، حيث قامت السلطات البريطانية بتنفيذ حكم الإعدام في ثلاثة من رجال المقاومة الفلسطينية هم محمد جمجوم وفؤاد حجازي وعطار الزير، وكان ذلك يوم 17 يونيو/حزيران 1930.

تركيبة السكان
قبيل إخضاع عكا مع العديد من المدن الفلسطينية للاحتلال من قبل جماعات صهيونية ويهودية بمساعدة الانتداب البريطاني، كانت الغالبية العظمى من سكانها من العرب المسلمين، وكان وجود اليهود فيها يقتصر على أعداد بسيطة.

ولكن بفعل فتح باب الهجرة لليهود من غالبية أنحاء العالم للقدوم إلى فلسطين، مقابل حملات التهجير القسرية التي تعرض لها أصحاب المدينة الفلسطينيون، تغيرت التركيبة السكانية وأصبح العرب يشكلون الأقلية مقابل أغلبية يهودية.

وتنقسم عكا حاليا إلى قسمين: المدينة الجديدة والبلدة القديمة، وبينما لا تزال البلدة القديمة تحافظ على الكثير من مظاهرها التاريخية العربية والتركية والصليبية، تم بناء الجزء الجديد منها على النمط الحديث لاستقبال اليهود المهاجرين.

المصدر : الجزيرة