الانسحاب من العراق لا يشكل خلافا بين ماكين وأوباما

John McCain & Barack Obama / المصدر الفرنسية

قضية العراق لا تفسد الود الإستراتيجي بين أوباما (يمين) وماكين (الفرنسية-أرشيف)

يرى عدد من المراقبين والمحللين الأميركيين أن الخلاف بشأن مسألة انسحاب القوات الأميركية من العراق لا يفسد الود الإستراتيجي بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي رغم حدة الحملات الإعلامية المتبادلة بين مرشحيهما للانتخابات الرئاسية بهذا الخصوص، ولاسيما أن هذه الخلافات لا تتجاوز المناوشات التكتيكية.

إذ تتيح التصورات المتعلقة بخفض كبير في القوات الأميركية بالعراق لدى كل من المرشح الديمقراطي باراك أوباما ومنافسه الجمهوري جون ماكين إمكانية نزع الفتيل في قضية انتخابية متفجرة وخاصة إذا استمرت الأوضاع الأمنية في العراق على تحسنها التدريجي.

ويمكن القول إن المكاسب الأمنية في العراق والتصريحات السياسية الأخيرة في كل من بغداد وواشنطن باتت تشير إلى أن المرشحين الرئاسيين وحتى إدارة الرئيس الأميركي الحالي جورج بوش ومعهم الزعماء العراقيون والقادة الأميركيون يتجهون إلى نوع من التوافق بشأن مسألة خفض القوات الأميركية في العراق.

خلاف ظاهري
فالمرشح الديمقراطي أوباما -الذي زار العراق الأسبوع الماضي- أعلن نيته سحب كل القوات القتالية الأميركية من العراق خلال 16 شهرا من توليه السلطة في حال فوزه بالانتخابات -أي منتصف العام 2010- وذلك من أجل التركيز على ما يسميه الحرب الأساسية ضد الإرهاب في أفغانستان.

من جانبه لا يعترض المرشح الجمهوري ماكين على إرسال مزيد من القوات لأفغانستان، لكنه يعتبر العراق أولوية ويفضل السياسة الحالية بسحب القوات من هناك تدريجيا استنادا إلى تقارير القيادة الميدانية.

الجنرال بتراوس (يسار) مستقبلا أوباما أثناء زيارته الأخيرة للعراق
الجنرال بتراوس (يسار) مستقبلا أوباما أثناء زيارته الأخيرة للعراق

وما بين الموقفين يرى بعض المراقبين أنه -وفي حال استمرار تحسن الوضع الأمني بنفس وتيرة العام المنصرم- فإن توصيات القادة قد تسمح للقوات بالانسحاب تقريبا في نفس الموعد الزمني الذي وضعه أوباما لنفسه.

وما يعزز الاعتقاد بوجود تقارب في الموقف حيال هذه النقطة أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قال أثناء استقباله أوباما في بغداد إن على الوحدات القتالية الأجنبية مغادرة العراق بنهاية عام 2010 إذا سمحت الأوضاع الأمنية بذلك.

كما أن أوباما أعلن بشكل واضح أنه لن يكون صارما في تنفيذ خطته وأنه يريد أن يبقي على قوة للقيام بمهام لمكافحة الإرهاب وتدريب القوات العراقية وحراسة الدبلوماسيين الأميركيين وهو ما يدل على أن الخلافات بين الطرفين لا تمس الجوهر الإستراتيجي.

"
اقرأ

-العمليات العسكرية الأميركية بالعراق

اقرأ أيضا

العراق بين قنوط أوباما وصقورية ماكين

"

وفي هذا الإطار أشار الجنرال المتقاعد بالجيش الأميركي جاك كين -في ندوة نظمها المعهد الأميركي للمشروعات- إلى أن الكثيرين من اللاعبين الأساسيين في السياسة العراقية، ومنهم قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ديفد بتراوس، لديهم وجهات نظر متشابهة حيال مسألة خفض القوات على مدى العامين المقبلين.

موقف القادة
بيد أن قادة الجيش الأميركيين -وعلى الرغم من التوقعات بإجراء خفض كبير لقواتهم في العراق- يعارضون سياسة تحديد جدول زمني معلن بدعوى أن إعلان الخطط العسكرية قد يمنح تنظيم القاعدة والمليشيات الشيعية المدعومة من إيران أفضلية ميدانية من شأنها أن تعرض المكاسب الأمنية التي تحققت للخطر.

كما يحذر محللون أيضا من إعطاء وزن كبير لتصريحات الزعماء العراقيين المتعلقة بجداول زمنية للانسحاب خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية والبرلمانية.

وبشأن هذه النقطة يقول رئيس مركز التقييمات الإستراتيجية والميزانية في واشنطن أندرو كريبينيفيتش إنه من غير المعقول انتخابيا على الأقل أن يظهر أي زعيم عراقي أمام ناخبيه بأنه "يدعو إلى احتلال أميركي".

ويشير المحلل العسكري والضابط في الجيش الأميركي في الوقت ذاته إلى أن الإدارة الأميركية لديها حافز سياسي لدعم خفض القوات قبل انتهاء ولاية الرئيس جورج بوش، وذلك لتظهر نفسها بصورة المنتصر في حرب هيمنت على تاريخ هذه الإدارة منذ تسلمها السلطة.

المصدر : رويترز