الغزيون لا يعولون على القمة العربية في دمشق

قمة دمشق

الغزيون لا يبدون اهتماما بالقمة العربية المقبلة (الفرنسية-أرشيف)
الغزيون لا يبدون اهتماما بالقمة العربية المقبلة (الفرنسية-أرشيف)

أحمد فياض-غزة

في الوقت الذي تتابع فيه الشعوب العربية الاستعدادات الجارية لعقد القمة العربية نهاية الشهر الجاري في العاصمة السورية دمشق، لم يبد الشارع الغزي اهتماما لافتا بنتائج القمة بقدر اهتمامه بمكان وزمان انعقاد القمة المرتقبة.

ويستشف من خلاصة استقراء الجزيرة نت لمواقف عدد من الغزيين بشأن القمة أن الموقف العربي الضعيف إزاء ما ارتكب في غزة من جرائم ومذابح وحصار، أصاب أهلها بحالة من الإحباط واللامبالاة على اعتبار أن نتائجها لن تكون أفضل من سابقاتها في أحسن الأحوال.

ويصف الطبيب أبو محمد نمر (55 عاما) من مدينة غزة القمة السورية العربية المتوقع انعقادها أواخر الشهر الحالي بدمشق بالمؤامرة الكبرى التي تحاك خيوطها ضد "سوريا" بغرض إيقاعها في شرك وفخ المخطط الشرق الأوسطي الأميركي الجديد.

"
يستشف من خلاصة استقراء لمواقف عدد من الغزيين بشأن القمة أن الموقف العربي الضعيف إزاء ما ارتكب في غزة من جرائم ومذابح وحصار أصاب أهلها بحالة من الإحباط واللامبالاة
"

وأضاف أن الفلسطينيين لا يتوقعون الكثير من الزعماء العرب الذين أغمضوا أعينهم وصموا أذانهم عما ارتكبه الاحتلال الإسرائيلي من جرائم ومجازر ضد أبناء الشعب الفلسطيني.

فمصير القمة في وجهة نظره لن يكون أفضل من القمم السابقة لعدم امتلاك العرب الشجاعة والقدرة الكافية على الوقوف في وجه الضغوط الأميركية واتخاذ قرارات سياسية جرئيه ضد إسرائيل التي تستفرد بالشعب الفلسطيني وتنهش ما تبقى من أرضه.

الصمت مؤشر
أما الطالب الجامعي محمد الطنة (23 عاما) فاعتبر أن الصمت العربي الأخير عن المجازر الإسرائيلية التي ارتكبت في حق أهالي "جباليا" شمال قطاع غزة، مؤشر ودليل واضح علي استمرار فشل القمم العربية في الخروج بقرارات حاسمة تجاه ما يحل في الوطن العربي من أزمات.

ويرى أن اجتماع الرؤساء العرب بات مشهدا دراميا تعود الجمهور العربي علي متابعته لن يفضي في نهايته سوى عن بيان ختامي يستنكر فيه ما يحدث في الأراضي الفلسطينية من جرائم ومجازر وانتهاكات.

كما يرى المحامي علاء عبيد (45 عاما) من سكان جباليا, أن القمة العربية المزمع عقدها في العاصمة السورية دمشق بمنزلة التوقيع الأخير للزعماء العرب على شهادة وفاة جامعة الدول العربية.

وأشار إلي أنه يعلق آمالا كبيرة علي المحادثات الجارية حاليا بجمهورية مصر العربية الرامية إلي إحداث تهدئة بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي, أكثر من اجتماع الرؤساء العرب في دمشق.

فيما أعرب المزارع صهيب الأسطل من جنوب قطاع غزة عن عدم ثقته بالقمم العربية أو بزعمائها، متوقعا ألا تفضي القمة في دمشق إلى أي نتائج، بفعل عدم رضى غالبية الزعماء العرب المشاركين عن الدعم السوري للمقاومة في لبنان وفلسطين وتحالفها مع إيران.

تصنيف أميركي

"
وسط حالة التشاؤم عبر التاجر صيام صيام (25 عاما) عن تفاؤله بنجاح القمة العربية المقبلة في التوصل إلى نتائج فاعلة على خلاف القمم السابقة
"

أما السائق سعيد جمعة فيرى أن هذه القمة لا يميزها عن غيرها من القمم سوى مكان انعقادها، مشيرا إلى أن القمم السابقة عقدت وفق التصنيف الأميركي في محور الاعتدال ولم تجلب أي نفع للشعوب العربية.

وتوقع فشل قمة دمشق  في اتخاذ أي قرار حاسم في القضايا العربية حتى لا يتهم المشاركون فيها بمساندتهم للتطرف والمتطرفين في المنطقة.

ووسط حالة التشاؤم عبر التاجر صيام صيام (25 عاما) عن تفاؤله بنجاح القمة العربية المقبلة في التوصل إلى نتائج فاعلة على خلاف القمم السابقة، انطلاقا من إدراك القادة العرب لحجم التحديات والتغيرات التي بدأت تشهدها المنطقة.

وأضاف أن الزعماء العرب سيحرصون على الخروج بقرارات حاسمة وموحدة لمواجهة التعقيدات الميدانية والأمنية في كل من فلسطين ولبنان والعراق.

المصدر : الجزيرة