رغبة سورية في قمة ناجحة وسط شروط بعض العرب

دمشق تريد القمة ناجحة .. وبعض العرب يشترطون حل الأزمة في لبنان

دمشق بدأت تسليم الدعوات للقمة المقررة الشهر المقبل (الجزيرة نت)

محمد الخضر-دمشق

بدأت سوريا تسليم الدعوات للقادة العرب لحضور القمة العربية العشرين المقررة بدمشق يومي 29 و30 مارس/آذار.

ويؤكد محللون أن سوريا حريصة على قمة ناجحة رغم الظروف الصعبة المحيطة بها وخاصة الأزمة اللبنانية، ولم يستبعدوا خيارات أخرى كعقدها بمن حضر أو تأجيلها.

ويرى عضو مجلس الشعب السوري خالد العبود أن سوريا تعول كثيرا على القمة انطلاقا من جديتها في تحقيق تضامن عربي يقف في وجه مشاريع الهيمنة على المنطقة.

فالسوريون -حسب ما ذكره العبود للجزيرة نت- يعولون على القمة المقبلة ليس من أجل مصالحهم الشخصية بل للحيلولة دون انفراط عقد النظام العربي.

وبدوره رأى رئيس مركز الشرق للدراسات الدولية سمير التقي أن انعقاد القمة في ظل الأجواء المشحونة يجعل منها محطة هامة جدا.

وتوقع في حديثه للجزيرة نت أن القمة قد تنجح في بناء موقف عربي توافقي على الحد الأدنى المقبول من قبل جميع الأطراف مما يساعد في إفشال الخطة الهادفة إلى فرض سلام الأمر الواقع الإسرائيلي الأميركي.


"
سوريا لن تتراجع عن توجهاتها الأساسية في السياسة الخارجية إلا أن ذلك لا يمنع إطلاق مبادرات جديدة مع السعودية ومصر
"

العقدة اللبنانية
وتشكل أزمة الانتخابات الرئاسية اللبنانية العقدة الأبرز التي تشترط مصر والسعودية حلها لإنجاح القمة.

في المقابل تؤكد سوريا أنها تؤيد المبادرة العربية للحل وأمّل وزير الخارجية وليد المعلم خلال مؤتمر صحفي مع نظيره البرازيلي قبل يومين الوصول لانتخاب رئيس لبناني قبل موعد القمة وتوجيه الدعوة له للحضور.

ويؤكد المحللون أنه ما زال هناك متسع من الوقت للوصول إلى حل في لبنان قبل القمة.

المحلل السياسي الدكتور حميدي العبد الله رأى أن هناك سلسلة من التحركات الدبلوماسية المكثفة من أجل الوصول إلى قواسم مشتركة بين الأطراف اللبنانية.

وأضاف للجزيرة نت أن نجاح تلك المساعي تتيح حضور الرئيس المنتخب وأن عدم الوصول إلى حل سيجعل سورية تتجه إلى عقد القمة في موعدها بمن حضر لافتا إلى أنها تشدد على عقد القمة في موعدها المحدد.

وأكد الدكتور التقي ورود هذا الاحتمال بقوة في حال عدم حدوث تطورات أو مبادرات.

وأضاف أن هناك عددا من السيناريوهات منها انتقال القمة إلى مقر الجامعة في القاهرة إلا أنه استبعده بسبب رفض سوريا له. وهناك احتمال آخر يتعلق بالتأجيل إلى وقت آخر في حال عدم التوصل إلى توافق حول القضايا الرئيسية.

العبود أشار بدوره إلى وجود محاولات للتشويش على القمة مشيرا إلى وجود جزء من النظام العربي لا يريد الاستجابة للمؤتمر، وأن بعض العرب يقرؤون المشهد مقلوبا وينظرون إلى أن سوريا تسعى عبر المؤتمر للخروج من الحصار.

ورأى التقي أن سوريا لن تتراجع عن توجهاتها الأساسية في السياسة الخارجية إلا أن ذلك لا يمنع إطلاق مبادرات جديدة مع السعودية ومصر والاستفادة من مواقف الدول العربية المؤيدة لانعقاد قمة ناجحة في دمشق وفي مقدمتها الجزائر وليبيا والسودان وقطر.

وأتمت الحكومة السورية الاستعدادات اللوجستية من أجل عقد القمة حيث أقامت بالتعاون مع شركة الديار القطرية 26 قصرا للقادة المشاركين إلى جوار قصر المؤتمر الذي سيستضيف القمة.

كما جرى إصلاح وتوسعة طريق مطار دمشق الدولي وأبرم التلفزيون السوري مع تلفزيون دبي اتفاقا لإقامة استديوهات جديدة للأخبار واستخدام تقنيات جديدة لتغطية القمة.

المصدر : الجزيرة