دلالات سياسية لفوز البرادعي والوكالة الدولية بجائزة نوبل

AFP/ Director General of the watchdog UN atomic agency, the International Atomic Energy Agency (IAEA) Mohamed ElBaradei (R) talks to journalists during a press conference

 
خلافاً لكل التوقعات وانسجاماً مع المفاجآت التي تحملها ترشيحات لجنة جائزة نوبل للسلام في كل عام, فازت الوكالة الدولية للطاقة ومديرها العام محمد البرادعي بجائزة نوبل للسلام للعام 2005.

إذ منحت لجنة نوبل للسلام الوكالة ومديرها البرادعي الجائزة مناصفة نظير ما وصف بجهودهما المبذولة في الحد من انتشار الأسلحة النووية وهو ما مثل مفاجأة غير متوقعة.



undefinedاختيار البرادعي ووكالته لنيل الجائزة اعتبره مراقبون في النرويج لا يخلو من دلالات سياسية. فقد ذهب عدد من المنظرين النرويجيين عقب الإعلان عن اسم الفائز للقول إن اختيار البرادعي والوكالة في هذه الفترة بالذات له مغزى سياسي من حيث أن البرادعي يشتغل حاليا في الملفين النوويين الإيراني والكوري.

ويرجح عدد منهم أن اختيار العام الحالي جاء استجابة للحاجة التي تتطلبها المرحلة المقبلة من دعم الجهود الدولية لمنع انتشار السلاح النووي وخاصة إنهاء الملف النووي الإيراني. وتساءل هؤلاء عن السبب الذي لم يمنح فيه البرادعي والوكالة جائزة العام الماضي رغم أنه كان أبرز المرشحين.

فقد كان البرادعي (62عاما) ووكالته الدولية من أقوى المرشحين لنيل الجائزة عام 2004، إلا أن ذهاب الجائزة للكينية ونغاري ماتاي رئيسة مؤسسة "حركة الحزام الأخضر" الذي يشرف على المشروع الرئيسي للتشجير في أفريقيا قطع كافة التكهنات في ذلك الوقت.

والآن ورغم أن التوقعات ذهبت باتجاه منح الجائزة لأسماء توفرت على حظوظ أكبر من البرادعي والوكالة الدولية, فإن اللجنة عادت وفاجأت الجميع بإعلانها فوزهما بالجائزة لهذا العام.

ويقول مراقب لشؤون جائزة نوبل للسلام إن اللجنة باختيارها البرادعي ووكالته هذا العام, إنما تريد التكفير عن خطأ العام الماضي وتصحيح مسارها إضافة إلى تحقيق مصالح سياسية أخرى.

رئيس لجنة نوبل للسلام أولي ميوس نفى في تصريحات صحفية أن يكون اختيار وكالة الطاقة والبرادعي جاء للضغط على إيران، بل جاء متماشيا مع دعم الجهود الرامية للحد من الأنشطة النووية ومنع انتشارها بصورة تخل بأمن العالم.

وتم ترشيح 199 اسما لنيل جائزة هذا العام منها أسماء لـ 165 شخصية و33 منظمة دولية. ومن بين الأسماء التي شملها ترشيح هذا العام عضو مجلس الشيوخ الأميركي السناتور ريتشارد لوغار والسناتور السابق سام نان لجهودهما في تفكيك الأسلحة النووية.

كما شملت الأسماء الرئيس الأوكراني فيكتور يوشينكو ونجم الروك الإيرلندي بونو نجم فريق يو2 لقيادته حملة لتخفيف حدة الفقر في العالم. ومن بين المنظمات التي دخلت الترشيحات منظمات إغاثة نشطت في مساعدة ضحايا كارثة تسونامي.

وأعيد تعيين محمد البرادعي, رئيساً للوكالة الدولية للطاقة الذرية لولاية ثالثة، وهو المنصب الذي يتولاه منذ عام 1997، وقد تأخرت إعادة انتخابه لعدة أشهر بسبب معارضة الولايات المتحدة، وكان موقف البرادعي السابق من العراق وإيران قد أثار غضب واشنطن.

وتبلغ قيمة الجائزة 1.29 مليون دولار، وتقدم في مراسم بالعاصمة النرويجية أوسلو في ديسمبر/كانون الأول المقبل في حين تقدم جوائز الفيزياء والطب والكيمياء والأدب في العاصمة السويدية ستوكهولم.

_____________
مراسل الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة