تحذير من القتال الدائر بين جورجيا وروسيا

أيقونة الصحافة البريطانية

حذرت الصحف البريطانية اليوم السبت من المخاطر التي تنجم عن الصراع الدائر بالوكالة بين جورجيا وروسيا وقالت إنه قد يزعزع الاستقرار في كافة أنحاء القوقاز، منحية باللائمة في المقام الأول على موسكو.

"
روسيا وجورجيا على وشك خطر الانزلاق إلى صراع دموي لا معنى له في القوقاز
"
فايننشال تايمز

صراع دموي لا معنى له
تحت عنوان "روسيا تبحث عن المتاعب في جورجيا" قالت صحيفة فايننشال تايمز في افتتاحيتها إن روسيا وجورجيا على وشك خطر الانزلاق إلى صراع دموي لا معنى له في القوقاز.

وحذرت الصحيفة من أن هذا الصراع من شأنه أن يدمر العلاقة بين موسكو والاتحاد الأوروبي وأميركا، كما أنه قد يزعزع استقرار كافة مناطق إقليم القوقاز.

واعتبرت أن روسيا هي الوحيدة التي تستطيع أن توقف هذا الصراع، لا واشنطن ولا بروكسل اللتان حثتا الأطراف على ضبط النفس.

وقالت الصحيفة إن أفعال موسكو، خلافا لأقوالها، تهدف إلى زعزعة استقرار جارتها (جورجيا) خاصة بعد أن تلقت الأخيرة وعودا بضمها إلى حلف الناتو.

وأشارت إلى أن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ورئيس وزرائه فلادمير بوتن يريدان أن يثبتا أن جورجيا بعيدة كل البعد عن أجواء الاستقرار ولا تستحق الانضمام إلى الناتو، وأنهما اللذان يستطيعان أن يقررا مستقبل فضاء الاتحاد السوفياتي السابق.

واختتمت بالقول إن سياسة روسيا ربما تكون عنيفة، ولكنها في المستقبل البعيد انهزامية، وإنها السبب الوحيد الذي يقف وراء عدم الاستقرار في جورجيا.

حرب بالوكالة
من جانبها كتبت صحيفة ذي غارديان تحليلا بقلم ديفد هارست تحت عنوان "حرب خطيرة بالوكالة تكتسب بعدا دوليا" تقول فيه إن من مخاطر هذه الحرب التي تجري بالوكالة بين روسيا وجورجيا على ساحة أوسيتيا الجنوبية المنفصلة، أن تندلع في إقليم منفصل آخر وهو أبخازيا.

فالجنرال ماموكا كورشافيلي الجورجي المسؤول عن العمليات العسكرية قال لمحطة "روستا في 2" التفلزيونية إن "القوات الجورجية تتحرك من أجل إرساء النظام في المنطقة"، وهي عبارات وصفتها الصحيفة بأنها مشؤومة استخدمها الروس في الماضي لتبرير حربين كانتا تهدفان إلى كسر شوكة الحركة الانفصالية في الشيشان.

وأشار كاتب التحليل إلى أن الهجوم الجورجي على أوسيتيا الجنوبية كان يحظى بتوقيت دقيق إذ جاء في وقت يتزامن مع افتتاح الألعاب الأولمبية بالصين حيث يشارك رئيس الوزراء الروسي فلادمير بوتن.

ونسب الكاتب إلى توم دي وال من معهد الحرب والسلم والخبير في شؤون المنطقة قوله "من الواضح أن هذا العمل العسكري الجورجي كان مخططا له بشكل جيد لاستعادة عاصمة أوسيتيا الجنوبية".

وانتهى التحليل بالقول إنه لو كانت جورجيا عضوا في الناتو، لكان من حق المؤسسة العسكرية أن تهرول للدفاع عن نفسها.

أساء الحكم

"
الرئيس الجورجي أخطأ في حساباته بأن بوتن لن يتجرأ على أي رد عسكري طالما أنه في بكين لحضور افتتاحية الألعاب الأولمبية
"
تايمز

وفي هذا الإطار أيضا كتبت صحيفة تايمز أيضا تحليلا تحت عنوان "الرئيس الجورجي اعتمد على أن الروس لا يريدون القتال"، تقول فيه إن الأمر بدا حيلة سارت في الاتجاه الخطأ.

وتابعت الصحيفة قولها إن الرئيس الجورجي قد أخطأ في حساباته بأن بوتن لن يتجرأ على أي رد عسكري طالما أنه في بكين لحضور افتتاحية الألعاب الأولمبية.

غير أن بوتن، لا خلفه الرئيس ديميتري ميدفيديف، هو الذي كان أول من رد على الهجوم الجورجي، ثم أعلن الرئيس الروسي الذي لم يخرج عن ظل بوتن بعد أنه "ملتزم بالدفاع عن حياة وكرامة الروس أينما كانوا".

وحمل التحليل أيضا المخاوف من انتشار هذا القتال ليشمل أبخازيا، وقال إذا ما تمكنت روسيا من فرض سيطرتها على جورجيا، فإنها قد تفعل الشيء نفسه في جمهوريات أخرى انفصلت عن الاتحاد السوفياتي السابق.

المصدر : الصحافة البريطانية