أوباما يحذر من عدم الرد على الأسد

U.S. President Barack Obama speaks during a news conference at the G20 Summit in St. Petersburg September 6, 2013. Obama defied pressure to abandon plans for air strikes against Syria at a summit on Friday which left world leaders divided on the conflict but united behind a call to spur economic growth.
undefined

قال الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم الجمعة إن الفشل في التحرك ضد استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي سيشجع الدول المارقة على استخدامها مرة أخرى، وأكد أنه واثق من تورط نظام الرئيس السوري بشار الأسد في مجزرة الغوطة الشهر الماضي، مشيرا إلى أنه سيوجه كلمة بهذا الخصوص للشعب الأميركي الثلاثاء المقبل.

وفي مؤتمر صحفي على هامش قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبرغ الروسية، قال أوباما إن مجلس الأمن الدولي بات عائقا في طريق الإعلاء من المعايير الدولية، محذرا من تشكيك الناس في المنظومة الدولية وقدرتها على حمايتهم بعد أن رأوا صور جثث الأطفال الذين قتلوا بالسلاح الكيميائي, ما لم يتحرك المجتمع الدولي ويتخذ قرارات صعبة وغير مريحة.

وأضاف أوباما أن الناس اتهموا الولايات المتحدة بالتقاعس عن وقف الانتهاكات المروعة التي حدثت سابقا في رواندا، وأن الاستمرار في إصدار بيانات التنديد والاستنكار لن يكون مجديا، كما أشار إلى أن تدخل واشنطن في كوسوفو كان هو الأمر الصائب كما اتضح للجميع رغم معارضة البعض.

لزيارة صفحة الثورة السورية اضغط هنا
لزيارة صفحة الثورة السورية اضغط هنا

الموقف الأميركي
وفيما يتعلق بالرأي العام الأميركي، قال أوباما إن أي تلميح لعمل عسكري في الشرق الأوسط سينظر له بعين الريبة بسبب الحرب في العراق التي كان يعارضها، مضيفا أنه سيوجه كلمة بهذا الخصوص للشعب الأميركي من البيت الأبيض الثلاثاء المقبل، وأن إدارته تعمل بشكل منهجي وتقدم الحجج لكل النواب الذين باتوا على ثقة بأن السلاح الكيميائي استخدم بالفعل من قبل نظام الأسد.

وفي هذا السياق، استنكر أوباما سلوك بعض النواب الذين كانوا يطالبونه بالتحرك ضد الأسد ثم بدؤوا بمعارضة توجهه الحالي للقيام بعمل عسكري، وقال لا بد لأعضاء الكونغرس أن يتخذوا موقفا صائبا بالتصويت لصالح الضربة.

وأوضح أوباما أن الهجمة قد لا تحل الأزمة السورية برمتها ولكنها على الأقل قد تضع حدا لاستخدام السلاح الكيميائي ضد الأطفال، مشيرا إلى أن الصراع الأساسي في سوريا لن ينتهي ما لم يضع المجتمع الدولي قوات كبيرة على الأرض، وهو خيار استبعد حدوثه.

لكن أوباما أعاد التأكيد على جدوى الضربة التي يدعو لها، مشيرا إلى أنه يمكن القيام بضربة محدودة من حيث الوقت والمدى، ومؤكدا أنها ستكون مجدية في الوقت نفسه من حيث تقويض قدرة الأسد على استخدام السلاح الكيميائي.

وردا على سؤال عما إذا كانت تلك الضربة ستمنع الأسد من اللجوء لهذا السلاح بعدها، قال أوباما إن هذا احتمال وارد ولكن ليس من الحكمة أن يفعل الأسد ذلك، مضيفا أنه سيكون من الصعب على مجلس الأمن عندئذ أن يواصل "مقاومة متطلبات التحرك"، وأن بلاده ستشارك في هذه الحالة بأي تحالف دولي لردعه.

‪أوباما وبوتين ما زالا مختلفين بشأن سوريا‬ (أسوشيتد برس)
‪أوباما وبوتين ما زالا مختلفين بشأن سوريا‬ (أسوشيتد برس)

محادثات وخلاف
وجاءت تصريحات أوباما عقب محادثات أجراها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وأقر أوباما في حديثه للصحفيين بأن الخلاف بين الرئيسين بشأن سوريا ما زال قائما.

ووعد الرئيس الأميركي الصحفيين بأن بيانا سيصدر في وقت لاحق اليوم، وأن تصريحات أخرى ستكشف عما دار في مأدبة العشاء الليلة الماضية، لكنه أشار إلى أن غالبية رؤساء مجموعة العشرين كانوا على ثقة بأن الأسد استخدم السلاح الكيميائي.

ورغم تأييد أوباما العمل ضمن إطار مجلس الأمن، أشار في خطابه إلى أن الرد الدولي صار مطلوبا حتى لو جاء خارج المجلس كي لا تنهار المعايير الدولية وينشأ عالم أخطر يصعب إزاءه اتخاذ أي إجراء مستقبلي، كما أشار إلى أن الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وصفا مجزرة الغوطة بأنها إهانة سافرة لكل المعايير الدينية والأخلاقية والدولية.

المصدر : الجزيرة