واشنطن: استخدام الكيمياوي يستوجب الرد

White House Press Secretary Jay Carney speaks to reporters at the White House in Washington July 22, 2013. The White House said on Monday it is working out a date in coming weeks for Israeli and Palestinian representatives to meet in Washington, but spokesman Carney said finding a peace deal remains an "enormous challenge."
undefined

قال البيت الأبيض مساء الاثنين إنه لا سبيل لإنكار استخدام أسلحة كيمياوية في سوريا، وإنه لا يوجد شك يذكر في أن الحكومة السورية قد استخدمتها، مؤكدا أن ذلك يستوجب الرد. كما قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن السلاح الكيمياوي استعمل بالفعل في سوريا، متهما نظام الأسد بالسعي لطمس الأدلة.

وأوضح المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أن الدليل على استعمال النظام السوري لأسلحة كيمياوية أمر لم يعد بالإمكان إنكاره، وأن المؤشرات على ذلك تأتي من جهات ومصادر غير الإدارة الأميركية، من بينها منظمات دولية وشهود عيان على الأرض.

واعتبر أن هذا الخرق يجب التعامل معه بحزم، مضيفا أن الرئيس أوباما يتشاور حاليا مع مستشاري الأمن القومي، وأن لجنة الاستخبارات تقوم حاليا بمزيد من التقييم لما حدث. وقال إن أوباما لديه خيارات للرد سوف يتم الإعلان عنها لاحقا.

ونقلت شبكة (سي.إن.إن) الإخبارية الأميركية عن مسؤول أميركي قوله إنه من المحتمل أن يتم الكشف عن تقرير استخباراتي يتضمن دليل استخدام أسلحة كيماوية في سورية, مضيفا أن المعلومات التي يتضمنها التقرير عرضت على كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، وأن نسخة قابلة للنشر بصدد الإنجاز لبثها على نطاق واسع.

وكشف أن من ضمن الأدلة "إشارات جرى اعتراضها" لاتصالات بين قادة عسكريين سوريين، تم جمعها بواسطة مصادر دولية, وأضاف أن من بينها أيضا أدلة توصل إليها الطب الشرعي الجنائي توثق آثار استخدام الأسلحة الكيمياوية.

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد قال إن السلاح الكيمياوي استعمل فعلا في سوريا، واتهم نظام بشار الأسد بالسعى بشكل حثيث لطمس الأدلة في المناطق التي تعرضت للهجوم بـريف دمشق.

جريمة
ووصف كيري -في مؤتمر صحفي عقده في واشنطن مساء الاثنين- ما حدث في سوريا بأنه "جريمة جبانة"، وقال إنها يجب أن تهز ضمير العالم كله. واعتبر أن القتل العشوائي للمدنيين "أمر مشين وغير أخلاقي".

‪كيري اتهم نظام بشار الأسد بالسعى بشكل حثيث لطمس الأدلة‬ (الجزيرة)
‪كيري اتهم نظام بشار الأسد بالسعى بشكل حثيث لطمس الأدلة‬ (الجزيرة)

وتحدث عن أن استخدام السلاح الكيمياوي يتعدى النزاع المستمر في سوريا، معتبرا أن العالم المتحضر اتفق على رفض استخدام هذا النوع من الأسلحة، وأن الرئيس الأميركي باراك أوباما وضع مسألة حظر انتشار هذه الأسلحة والتخلص من مخزوناتها في العالم على رأس أولوياته.

وانتقد كيري بشدة الدول التي قال إنها شككت بوقوع الهجوم، وقال إن أي شخص يدعي أن مثل هذا الهجوم تمكن فبركته "عليه أن يراجع ضميره وأخلاقه"، متحدثا عن صور لعائلات وأطفال قتلوا دون أن تسقط منهم قطرة دم واحدة.

وقال إن الصور التي شاهدها تهز الضمير، وتمثل معاناة إنسانية لا يمكن أن تنسى، وأنها صور لا تمكن فبركتها، وتؤكد أن هناك أمرا حقيقيا ودامغا.

وأكد كيري أن الإدارة الأميركية تملك أدلة دامغة على أن السلاح الكيمياوي استخدم فعلا في سوريا، وقال إن ما يفعله المحققون الدوليون الآن "هو جمع مزيد من الأدلة".

ولفت إلى أن الأعراض التي جاءت في تقارير لمنظمة أطباء بلا حدود ومنظمات طبية سورية، وما شرحته الصور، تؤكد كلها أن هذا السلاح جرى استخدامه. وتحدث عن أدلة دامغة تعهد بإعلانها في الأيام القادمة بعد التشاور مع حلفاء الولايات المتحدة.

ولفت إلى أنه تحدث مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم الخميس الماضي، وطالبه بالسماح للمفتشين الدوليين فورا بزيارة المنطقة التي تعرضت للهجوم إذا لم يكن لدى النظام السوري ما يخفيه.

واتهم النظام بأنه لم يسمح للمفتشين بالوصول للمنطقة، وأنه سعى لتدمير الأدلة على استخدام السلاح الكيمياوي عبر القصف المكثف للمنطقة وتدمير كافة معالمها، وتساءل كيري "أليس هذا عمل نظام لديه ما يخفيه"؟

ونوه بأن التحقيق الذي تجريه الأمم المتحدة سيحدد ما إذا كان تم استخدام هذه الأسلحة أم لا، ولن يحدد الجهة التي استخدمتها.

وأكد على أن الإدارة الأميركية ستواصل بشكل فعال مع حلفاء واشنطن ومع الكونغرس للتوصل لأي قرار قائم على حقائق، متعهدا بأنه ستكون هناك محاسبة في نهاية المطاف.

المصدر : الجزيرة + وكالات