اللجنة الرباعية الدولية

Quartet on the Middle East members, former British Prime Minsiter Tony Blair (L), US Secretary of State Hillary Clinton (2ndL), Russian Foreign Minister Sergei Lavrov (2ndR), and EU Commissioner Catherine Ashton (R) meet with United Nations Secretary-General Ban Ki-moon, at the United Nations during the General debate of the 66th General Assembly on September 23, 2011.

أعضاء الرباعية من اليمين: كاثرين آشتون، سيرغي لافروف، بان كي مون، هيلاري كلينتون، وتوني بلير (الفرنسية-أرشيف)

أنشئت في مدريد عام 2002 باقتراح من رئيس الوزراء الإسباني خوسيه ماريا أثنار نتيجة تصاعد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وبعد نحو عامين من اندلاع انتفاضة الأقصى.

أخذت اللجنة -التي يطلق عليها أيضا رباعي الوساطة لعملية السلام في الشرق الأوسط- هذا الاسم من عدد الدول والمؤسسات المشاركة فيها، ويمثّل فيها عن الولايات المتحدة وزير خارجيتها، وعن الاتحاد الأوروبي الممثل الأعلى للاتحاد للعلاقات الخارجية والسياسة الدفاعية، وعن روسيا وزير خارجيتها، وعن الأمم المتحدة أمينها العام.

واجهت اللجنة منذ تشكيلها عقبات كبيرة، أهمها أنها حاولت التوفيق بين المواقف المتباينة نسبيا لمكوناتها (وعلى الأخص الولايات المتحدة وروسيا) من اتفاق أوسلو وتطبيقاته على الأرض، والتي فشلت في إنجاز تسوية سياسية منذ 1993، فضلا عن سياسات التعامل مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي بدأت تشكل عنصرا مهما في المعادلة الفلسطينية.

خارطة الطريق
بعد انتهاء الحرب على العراق، تهيأت فرصة جديدة للتسوية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فأطلقت اللجنة ما عرف بخطة "خارطة الطريق" في 30 أبريل/نيسان 2003، وذلك استنادا إلى رؤية الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش التي أوضحها في كلمة ألقاها في 24 يونيو/حزيران 2002.

وتنص الخطة على إقامة دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة بنهاية 2003، وبعد الالتزام باتفاق لوقف إطلاق النيران، يقوم الفلسطينيون بملاحقة المقاومة ومنع ما يطلق عليه الإرهاب وذلك بالتعاون مع إسرائيل. أما إسرائيل فتنسحب من المدن الفلسطينية، وتجمد بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة.

وتهدف الخطة إلى قيام دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل بنهاية عام 2005.

وقبل الفلسطينيون الخطة، كما قبلتها إسرائيل التي وضعت 14 تعديلا عليها. ومع ذلك، فإن الخطة بمجملها لم تجد طريقا للتنفيذ بسبب استمرار إسرائيل في الاستيطان.

استقالات للممثلين
وفي إطار مساعيها للعمل على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، عينت الرباعية في أبريل/نيسان 2005 رئيس البنك الدولي السابق جيمس وولفنسون للمساعدة في الانسحاب الإسرائيلي من غزة. وفي مايو/أيار 2006 قدم استقالته وانتقد بشدة قرار الدول الغربية قطع كل المعونات عدا المساعدات الإنسانية عن الحكومة الفلسطينية بقيادة حماس، التي فازت في الانتخابات التشريعية مطلع عام 2006.

وقال وولفنسون إن الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية لن يمكنها سد الفراغ إذا انهارت مؤسسات السلطة الفلسطينية تحت وطأة الضغوط الغربية.

ومرت اللجنة في أزمة أشد عمقا، بعد أن قدم مبعوث اللجنة الدبلوماسي البيروفي ألفارو دي سوتو في يونيو/حزيران 2007 استقالته من مهمته، قائلا إن موقف إسرائيل قائم في الأساس على الرفض تجاه الفلسطينيين, وإن اللجنة الرباعية اكتفت بالتفرج على ما يجري.

وفي تقريره السري والمدوي الذي سرب لصحيفة الغارديان البريطانية ونشر في 13 يونيو/حزيران، قال دي سوتو الذي تم تعيينه في 6 مايو/أيار 2005 منسقا خاصا لعملية السلام في الشرق الأوسط، إن المقاطعة التي فرضها المجتمع الدولي على الفلسطينيين بعيد فوز حماس في الانتخابات التشريعية "افتقدت في أحسن الأحوال بعد النظر", وكانت لها عواقب وخيمة على الشعب الفلسطيني.

وما لبثت اللجنة أن عينت رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير مبعوثا جديدا للجنة، وذلك بعد وقت قصير من تقديمه استقالته إلى ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية من منصب رئيس الوزراء ومن مجلس العموم البريطاني.

جاء ذلك في 27 يونيو/حزيران بعد أن أزالت روسيا الفيتو على تعيين بلير.

المصدر : الجزيرة