النص الكامل لتصريحات بابا روما حول الإسلام

REUTERS/ Pope Benedict XVI visits the Old Chapel to consecrate an organ in the Bavarian town of Regensburg, September 13, 2006. REUTERS/Maurizio Brambatti/Pool (GERMANY)

البابا تحدث استنادا إلى نص لاهوتي حرره راهب ألماني من أصل لبناني (الفرنسية)

تطرق البابا بنديكت السادس عشر الثلاثاء الماضي خلال محاضرة في جامعة ريغينسبورغ جنوب ألمانيا عن العلاقة بين العقل والعنف في الديانة الإسلامية واستشهد بهذه المناسبة بكتاب للإمبراطور البيزنطي مانويل الثاني (1350-1425).

وفي هذا الكتاب الذي يحمل عنوان "حوارات مع مسلم، المناظرة السابعة" وقدمه ونشره في الستينيات عالم اللاهوت الألماني اللبناني الأصل تيودور خوري من جامعة مونستر غرب البلاد يعرض الإمبراطور الحوار الذي أجراه بين 1394 و1402 على الأرجح مع عالم فارسي مسلم.

وفي تعليق على فقرات من "المناظرة السابعة"، تحدث أستاذ اللاهوت السابق بنديكت السادس عشر عن العلاقة بين الإيمان والعقل والعنف في المسيحية وفي الإسلام.

في ما يلي ترجمة للنص الفرنسي الذي يستند إلى النص الألماني الذي قدمه الفاتيكان لمقاطع من تصريحات البابا:

"يستند الحوار إلى مفهوم الإيمان برمته الذي وصف في الكتاب المقدس والقرآن ويتعلق خصوصا بصورة الله والإنسان، مع العودة بالضرورة وباستمرار، إلى العلاقة بين ما نسميه الشرائع الثلاث": العهد القديم والعهد الجديد والقرآن".

"في هذا الخطاب، أريد أن أتطرق إلى نقطة واحدة فقط هامشية نسبيا في الحوار أسرتني وتتعلق بموضوع الإيمان والعقل وتشكل نقطة انطلاق لتأملاتي في هذا الموضوع".

"في المناظرة السابعة التي حررها البروفسور خوري، يتطرق الإمبراطور إلى موضوع الجهاد. كان الإمبراطور يعرف أن الآية 256 من السورة الثانية (سورة البقرة) تقول (لا إكراه في الدين). وقال الخبراء إن هذه واحدة من أوائل السور وتعود إلى الحقبة التي لم يكن لمحمد سلطة فيها وكان مهددا".

"لكن الإمبراطور كان يعرف أيضا وصايا الجهاد التي كانت بطبيعة الحال متضمنة في القرآن. وبدون أن يتوقف عند التفاصيل، مثل الفرق في معاملة المؤمنين والكفار، يطرح على محاوره بفظاظة مفاجئة بالنسبة لنا، السؤال المركزي حول العلاقة بين الدين والعنف".

"ويقول أرني ما الجديد الذي جاء به محمد. لن تجد إلا أشياء شريرة وغير إنسانية مثل أمره بنشر الدين الذي كان يبشر به بحد السيف".

"ويفسر الإمبراطور بعد هذه الكلمات القوية جدا، من ثم بالتفصيل لماذا يكون نشر الإيمان بالعنف مناف للعقل. فعنف كهذا مخالف لطبيعة الله ولطبيعة الروح. الله لا يحب الدم والعمل بشكل غير عقلاني مخالف لطبيعة الله. الإيمان هو ثمرة الروح وليس الجسد. من يريد حمل أحد على الإيمان يجب أن يكون قادرا على التحدث بشكل جيد والتفكير بشكل سليم وليس بالعنف والتهديد.. لإقناع روح عاقلة لا نحتاج إلى ذراع أو سلاح ولا أي وسيلة يمكن أن تهدد أحدا بالقتل".

"الجملة الحاسمة في هذه المحاججة ضد نشر الدين بالعنف هي العمل بشكل مناف للعقل مخالف لطبيعة الله".

"يعلق المحرر تيودور خوري في هذا الشأن: بالنسبة للإمبراطور وهو بيزنطي تعلم من الفلسفة الإغريقية، هذه المقولة واضحة. في المقابل بالنسبة للعقيدة الإسلامية، الله ليس مطلق السمو وإرادته ليست مرتبطة بأي من مقولاتنا ولا حتى بالعقل".

"يذكر تيودور خوري في هذا الشأن كتابا للعالم الفرنسي في الشؤون الإسلامية روجيه أرنالديز (توفي في نيسان/إبريل الماضي) الذي قال إن ابن حزم، الفقيه الذي عاش في القرنين العاشر والحادي عشر، ذهب إلى حد القول إن الله ليس ملزما حتى بكلمته ولا شيء يلزمه على كشف الحقيقة لنا. ويمكن للإنسان إذا رغب أن يقوم بعبادة الأوثان".

المصدر : الفرنسية