مظاهرات الاحتجاج على الرسوم الدانماركية تجتاح أوروبا والعالم

AFP: People hold a banner, reading : "Live together", 11 February 2006 place de la Republique in Paris, during a demonstration of Muslims to vent their anger over satirical images



استمرت مظاهرات الاحتجاج في عدد من العواصم الأوروبية على الرسوم المسيئة للنبي الكريم، التي وردت في صحف دانماركية قبل أن تعيد صحف أوروبية أخرى نشرها.

 

فقد تظاهر في باريس السبت نحو ثلاثة آلاف شخص حسب أرقام الشرطة, بدعوة من جمعيات مسلمة فرنسية. وحمل المتظاهرون الغاضبون لافتة كبيرة تقول "لا تعارض بين احترام الأديان وحرية التعبير".

 

وفي لندن تجمع آلاف الأشخاص وسط المدينة احتجاجا على نشر الرسوم. وحصلت المظاهرة على تأييد عمدة لندن كين ليفنغستون "لأنها تسمح بالتعبير بصورة صحيحة عن رأي تيار الأغلبية المعتدلة في الجالية الإسلامية, خلافا لما تنقله عموما وسائل الإعلام".

 


undefinedأما في ألمانيا فقد تظاهر نحو ألفي شخص بهدوء في داسلدروف غرب البلاد حسب ما قالت
الشرطة. وسار المتظاهرون في اتجاه قنصلية الدانمارك حيث نشرت الشرطة العديد من عناصرها من دون أن تضطر إلى التدخل. وقد نظمت مظاهرة أخرى في برلين لكن لم يشارك فيها إلا 120 شخصا بحسب الشرطة.

 
كما خرجت مظاهرة احتجاجية في أمستردام وحمل بعض المتظاهرين الأعلام الخضراء وعلما فلسطينيا وعلمين تركيين, فيما حمل البعض الآخر يافطات كتب عليها بالعربية والهولندية شعارات مثل "لا لرسوم كاريكاتورية تتناول نبينا". وتم تمزيق علم دانماركي في حين حاول بعض الشباب التوجه إلى الأحياء التجارية لكن الشرطة منعتهم من ذلك.

وفي العاصمة الأيرلندية دبلن تظاهر مئات المسلمين احتجاجا على نشر تلك الرسوم وقاموا بمسيرة أمام السفارة الدانماركية.

وخارج أوروبا وتحديدا في تشاد لجأت قوات الأمن إلى القنابل المسيلة للدموع لتفريق آلاف المسلمين الذين كانوا يتظاهرون في نجامينا. وحمل المتظاهرون يافطات كتب عليها "نعم لحرية الصحافة, لا للتشهير".

undefined

وفي أنقرة سار مئات الأتراك من إسلاميين وقوميين في مظاهرة احتجاج على نشر الرسوم وسط مراقبة قوات مكافحة الشغب التي انتشرت قرب مكان المظاهرة.

كما تجمع أعضاء حزب التحرير الإندونيسي في وسط جاكرتا وهم يرفعون لافتات كتب عليها "أوقفوا الحملات الدعائية ضد الإسلام" و"الرسوم دليل على عداء الغرب للإسلام".

وفي غانا غرب القارة الإفريقية احتجت الجاليات المسلمة هناك لدى السفير الدانماركي على نشر الرسوم المشينة.

وفي جدة بالمملكة العربية السعودية قال المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر في افتتاح منتدى جدة الاقتصادي، إن على الأوروبيين أن يكونوا أكثر تفهما لمعتقدات المسلمين.

 

وأوضح شرودر أن "التكامل الأوروبي بني على أساس احترام الثقافات الأخرى والتسامح والاعتراف بالتنوع" الثقافي. وأضاف أن ذلك يشمل "الامتناع عن أي عمل يصدم المشاعر الدينية الحقيقية وهو ما لم يحصل للأسف, في الكثير من الأماكن بما فيها أوروبا في الأشهر الأخيرة".

 

وفي مكة دعا إمام الحرم المكي الدكتور عبد الرحمن السديس المجتمع الدولي لسن تشريعات تمنع الاعتداء على النبي الكريم والحرمات المقدمة.  

ووصلت حملة التنديد بالإساءة للرسول الكريم إلى فنزويلا حيث نظم المئات من المسلمين مسيرة إلى السفارة الدانماركية في العاصمة كراكاس أمس الجمعة، وقاموا بإحراق العلمين الدانماركي والأميركي في الوقت الذي امتدت فيه الاحتجاجات على الرسوم المسيئة للنبي محمد عليه السلام إلى أميركا اللاتينية.

سحب سفراء

undefinedتداعيات الأزمة التي أعقبت الاعتداء على مقام النبي الكريم لم تقف عند هذا الحد بل تعدته للمسار الدبلوماسي حيث أقدمت الخارجية الدانماركية على سحب سفيرها من سوريا "مؤقتا" بحجة أن السلطات السورية قلصت التدابير الأمنية اللازمة لحمايتهم إلى مستوى غير مقبول.

كما سحبت الحكومة الدانماركية سفيريها لدى إيران وإندونيسيا ومساعدوهما "بشكل مؤقت"، بعد تلقيهما تهديدات على خلفية الأزمة. وقالت وزارة الخارجية الدانماركية إن السفيرين في طهران وجاكرتا غادرا طهران وجاكرتا بعد تلقي معلومات حول تهديدات ملموسة وجدية.

وفي محاولة لتهدئة الموقف يقوم وزير خارجية ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير غدا بجولة شرق أوسطية قد تشمل تركيا أيضا، لـ"يعاين بنفسه ما يحدث ويستغل تأثير ألمانيا" لخفض التوتر الذي خلفته الرسوم, ثم يأتي على أعقابه المنسق الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية خافيير سولانا في زيارة أخرى تبدأ الاثنين.

وفي جملة التداعيات الأخرى قرر المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية رفع دعوى قضائية الأسبوع المقبل ضد صحيفة شارلي أبدو الساخرة التي أعادت نشر رسوم الكاريكاتور, في خطوة وصفها الرئيس الفرنسي آنذاك بأنها "استفزاز سافر".

وكانت المحكمة رفضت دعوى رفعتها المنظمات الإسلامية لمنع نشر الرسوم في صحيفة شارلي أبدو التي أتبعتها برسوم أخرى في صفحتها الداخلية عن المسيحية واليهودية.

المصدر : وكالات