روبرت غيتس خيار البراغماتية بعد سنوات الأيديولوجيا

US President George W. Bush (C) winks while walking into the Oval Office of the White House in Washington, DC, with outgoing Defense Secretary Donald Rumsfeld (L)
بوش قال إن غيتس يفهم جيدا أن الهزيمة ليست خيارا مطروحا بالعراق (الفرنسية)

رحل وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد وترك لخلفه روبرت غيتس حملا ثقيلا: حرب بالعراق وتجارب نووية كورية شمالية, وجمهورية إيرانية خصبت اليورانيوم ولا تتراجع عنه, وجيش أميركي أرهقه الانتشار في العالم.

 
بعض المراقبين رأوا في استعانة الرئيس جورج بوش بغيتس محاولة للوصول إلى مقاربة براغماتية لسياسات الدفاع خاصة منها ما يخص الوضع في العراق, والخروج قليلا من دائرة الأيديولوجيا المحافظة التي طبعت ولايته الأولى والعامين الأولين من ولايته الثانية.
 
ضرورة لكن ليس حلا
غير أن رحيل رمسفيلد وإن كان ضرورة, فإنه ليس الحل كما يرى السيناتور جوزيف بيدن, فيما يحذر الباحث بجامعة جونز هوبكينز جيمس مان من النظر إلى مجئ غيتس على أنه انتصار لسياسات بوش الأب على سياسات بوش الابن, وإنما تحمل رسالة واحدة مفادها الإقرار بأن "حرب الإدارة الحالية بالعراق كانت كارثة".
 
غيتس شغل منصب مدير CIA بعهد بوش الأب (الفرنسية)
غيتس شغل منصب مدير CIA بعهد بوش الأب (الفرنسية)

غيتس (63 عاما من مواليد كانساس) هو أيضا شخصية أخرى من عهد بوش الأب, استنجد بها بوش الابن  للخروج من المعضلة العراقية التي اعترف بأنها عصفت بحظوظ حزبه في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس.

 
خبرة وشبهات
ويتمتع غيتس بخبرة 27 عاما في مجال العمل الاستخباراتي, وقد أصبح مدير وكالة الاستخبارات المركزية لعامين بعد حرب الخليج الأولى عام 1991, وقد وجهت له بعد جلسات استماع ساخنة بالكونغرس اتهامات بإساءة قراءة مؤشرات سقوط الاتحاد السوفياتي, وشبهات حول علمه بصفقة إيران غيت, لم ترق لحد إدانته بعد فتح تحقيق رسمي بالقضية.
 
وبعد مغادرته للوكالة عمل غيتس أستاذا بإحدى جامعات ولاية تكساس قبل أن يعود إلى المناصب السياسية عام 2004 حين رأس مجموعة عمل حول إيران, ليعرض عليه في العام الموالي منصب مدير مجلس الأمن القوم والذي رفضه.
 
وعكس رمسفيلد, يتميز غيتس بهدوئه, ويأمل بوش أن يكون همزة وصل بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري بالتوصل إلى مقاربة مشتركة بشأن الوضع في العراق, وهي مقاربة تعمل على صياغتها "مجموعة العراق" التي يشرف عليها  جيمس بيكر, ويتوقع أن تقدم نتائجها الشهر القادم.
 
خيارات قليلة
الخيارات المطروحة أمام غيتس في العراق قليلة، وقد تشمل ما لا يحبذه الرئيس الأميركي وهو وضع جدول لانسحاب القوات, وتقسيم البلاد إلى ثلاث مناطق.
 
كما تشمل نشر مزيد من القوات, وقيامها بدور الاستشارة الأمنية, أو التدخل في الحالات الطارئة فقط, وأيضا فتح حوار مع الجارتين إيران وسوريا.
 
بوش قال إنه متفتح على كل الخيارات, من أي طرف كان لحل المعضلة العراقية, لكن الهزيمة بالعراق تعد الخيار الوحيد غير المقبول وهو ما يفهمه جيدا غيتس حسب تعبيره, وتبقى حدود الهزيمة من أين تبدأ وأين تنتهي أمرا غير معروف بعد.
المصدر : الجزيرة