قصف هندي باكستاني عبر الحدود وجهود وساطة دولية


undefined

استمر التراشق المدفعي العنيف وتبادل إطلاق النار بين القوات الهندية والباكستانية على طول خط الهدنة الفاصل في كشمير الليلة الماضية وصباح اليوم دون أن ترد أنباء عن وقوع إصابات.

وتؤكد قوات الأمن الموجودة على جانبي خط الهدنة أن 64 شخصا بينهم 48 باكستانيا و16 هنديا قتلوا منذ بدء تبادل إطلاق النار، في حين أجبرت الاشتباكات حوالي 60 ألف شخص على مغادرة المناطق القريبة من الحدود.

وكانت باكستان قد أجرت سلسلة من الاختبارات الصاروخية وأطلقت ثلاثة صواريخ بالستية متوسطة وقصيرة المدى كان آخرها أمس، في إجراء وصفه مراقبون بأنه استعراض للقوة في خضم التوتر المتصاعد على الحدود مع الهند.


undefinedجهود دولية محمومة
في هذه الأثناء يواصل وزير الخارجية البريطاني جاك سترو مهمة سلام في منطقة شبه القارة الهندية كان قد بدأها أمس في إسلام آباد. ومن المقرر أن يجتمع سترو الذي وصل نيودلهي مساء أمس مع رئيس الوزراء الهندي أتال بيهاري فاجبايي ووزير الداخلية لال كريشنا أدفاني ووزير الدفاع جورج فرنانديز ووزير الخارجية جاسوانت سينغ اليوم.

وكان سترو قال أمس إن الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف "يعرف تماما" ما يتوقعه المجتمع الدولي منه بخصوص مكافحة تسلل المقاتلين إلى كشمير. واعتبر سترو أن خطر قيام حرب بين الهند وباكستان "أكيد وكبير"، مشيرا إلى "حدود" التدخل الدولي لتفادي اتساع النزاع. وكان سترو عقد لقاء وصف بأنه "بناء ومباشر" مع الرئيس مشرف ولقاء آخر مع نظيره الباكستاني عبد الستار عزيز.

وفي باكستان وصل مبعوث سلام ياباني إلى العاصمة إسلام آباد في إطار الجهود الدولية لتهدئة التوتر بين الهند وباكستان. وقالت السفارة اليابانية في إسلام آباد إن نائب وزير الخارجية الياباني سيكين سوغيورا سيلتقي وزير الخارجية الباكستاني في زيارة تستمر خمسة أيام قبل أن يتوجه السبت المقبل إلى نيودلهي.

ومن المقرر أن يصل نائب وزير الخارجية الأميركي ريتشارد أرميتاج الأسبوع المقبل إلى المنطقة لمواصلة الجهود الدولية، وسط قلق من تفاقم الوضع بين البلدين النوويين واندلاع حرب شاملة.

ومن ناحيته وجه المجلس الجديد للحلف الأطلسي وروسيا دعوة ملحة إلى باكستان والهند لنزع فتيل التصعيد واستئناف الحوار من أجل تجنب اندلاع حرب بشأن كشمير، في ختام اجتماع للحلف وروسيا في العاصمة الإيطالية روما أمس.


undefinedاجتماع في كزاخستان
وفي سياق متصل نقلت وكالة أنباء إنترفاكس عن نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر لوسيوكوف أمس قوله إن الرئيس الباكستاني ورئيس الوزراء الهندي وافقا على عقد اجتماع ثنائي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع القادم على هامش قمة إقليمية في كزاخستان.

وقال مسؤول روسي آخر إنه لم يتم الاتفاق على عقد اجتماع ثلاثي يجمع بين الرئيسين الباكستاني برويز مشرف والروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي أتال بيهاري فاجبايي.

وكان وزير الخارجية الهندي استبعد أن يلتقي فاجبايي ومشرف بكزاخستان مطلع يونيو/حزيران المقبل. وأضاف أنه ليست هناك إمكانية لإجراء محادثات من خلال طرف ثالث، مشيرا إلى أن ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فهم بشكل خاطئ.

وكان بوتين اقترح عقد لقاء بين مشرف وفاجبايي خلال قمة إقليمية آسيوية ستعقد في الفترة من الثالث إلى الخامس من يونيو/حزيران في ألماآتا، وردت إسلام آباد بشكل إيجابي على المبادرة في حين رفضتها الهند.


undefinedاتهامات هندية
وقد وصف وزير الخارجية الهندي جاسوانت سينغ أمس الخطاب الذي وجهه الرئيس الباكستاني إلى شعبه الاثنين الماضي بأنه محبط وخطير. وأشار إلى أن هذا الخطاب زاد من التوتر بين البلدين بدلا من تخفيف حدته.

وحذر الوزير الهندي من استمرار تصاعد الأزمة، ووصف باكستان بأنها بؤرة الإرهاب في العالم متهما إياها بالتلويح باستخدام السلاح النووي. وقال إن الهند لن تكون البادئة باستخدام هذا النوع من الأسلحة إذا اندلعت الحرب. وأضاف سينغ أن الجنرال مشرف وعددا من كبار مسؤولي حكومته اعتادوا على التهديد باستخدام السلاح النووي. واتهم الوزير الهندي الجانب الباكستاني بتدمير الأدلة المادية التي تقدمها نيودلهي عن الأشخاص الذين تتهمهم بالتورط في "أنشطة إرهابية" ضد الهند.

وكان مشرف قد قال في كلمة للأمة الاثنين الماضي إن باكستان لا ترغب في الحرب إلا أنها مستعدة للرد بكامل قوتها في حال تعرضها لهجوم، وأضاف أنه لا يوجد متشددون يتسللون عبر الحدود إلى كشمير الهندية. وأوضح مشرف أن هنالك "حركات تحررية" كشميرية هي التي تقوم بمقاومة الاحتلال الهندي حسب تعبيره، مضيفا أن بلاده تدعم حركات المقاومة بكشمير سياسيا ودبلوماسيا فقط. وحمل مشرف نيودلهي مسؤولية تصاعد حدة التوتر على الحدود، مشيرا إلى أن الخلاف بلغ أقصى مراحله الآن وأن خطر الحرب مازال يهدد البلدين.

المصدر : وكالات