فحوصات كورونا.. ما أنواعها؟ وما مدى فاعليتها؟

طرحت شركات الأدوية إلى غاية الآن أكثر من 300 فحص للكشف عن فيروس كورونا المستجد "سارس كوف 2" المسبب لمرض كوفيد-19 في جسم الإنسان، لكن جميعها يمكن تقسيمها إلى 3 أنواع، فما هي؟ وكيف تعمل؟

ولرصد إصابات فيروس كورونا المستجد طورت العديد من الفحوصات منذ ظهوره نهاية العام الماضي إلى اليوم، ونحو 350 نوعا يتم استخدامها حاليا في جميع مختبرات العالم، وذلك وفقا لتقرير نشره موقع دويتشه فيله، ويمكن تقسيمها إلى 3 أقسام:

  • فحص "تفاعل البوليميراز المتسلسل" "بي سي آر" (Polymerase chain reaction) (PCR).
  • فحوصات الأجسام المضادة (Antigen-Tests).
  • فحص المقايسة الامتصاصية المناعية للإنزيم المرتبط "إيليزا" (ELISA) (enzyme-linked immunosorbent assay).

فحص "بي سي آر"

من أكثر الفحوصات المستخدمة حاليا، وهو الفحص المعتمد بالدرجة الأولى من قبل منظمة الصحة العالمية، وكذلك الصين مهد الوباء.

لهذا الفحص تاريخ طويل في رصد عدة فيروسات، سواء كانت مرتبطة بالإنفلونزا أو متلازمة نقص المناعة البشرية المكتسب "إيدز" (AIDS)، أو الفيروسات المعوية، والفيروسات المرتبطة بالجهاز التنفسي، ومن بينها الفيروسات من فصيلة كورونا.

يكشف هذا الاختبار المادة الجينية من كائن حي معين، مثل الفيروس. يكتشف الاختبار وجود الفيروس إذا كان لدى الشخص الفيروس وقت الاختبار، كما يمكنه أيضًا اكتشاف أجزاء من الفيروس حتى بعد انتهاء العدوى، وفقا لكليفلاند كلينيك.

ويقوم مقدم الرعاية الصحية بأخذ مسحة من الأنف، ثم ترسل إلى المختبر. كما يمكن اخذ المسحة من البلعوم.

يتم إرسال العينة إلى المختبر، حيث يتم عزل واستخلاص) المادة الوراثية منها. بعدها يتم استخدام مواد كيميائية وأنزيمات خاصة وجهاز بي سي آر PCR يسمى سايكلر الحراري thermal cycler.

تعمل كل دورة تسخين وتبريد على زيادة (تضخيم) كمية المادة الجينية المستهدفة في أنبوب الاختبار. بعد عدة دورات، تصبح توجد ملايين النسخ من جزء صغير من المادة الوراثية للفيروس -في هذه الحالة فيروس كورونا المستجد سار سكوف 2 SARS-CoV-2- في أنبوب الاختبار. تنتج إحدى المواد الكيميائية الموجودة في الأنبوب ضوءًا فلورسنتًا fluorescent light في حالة وجود فيروس كورونا في العينة.

بمجرد تضخيمها بدرجة كافية، يمكن لجهاز بي سي آر اكتشاف هذه الإشارة. يستخدم العلماء برامج  software خاصة لتفسير الإشارة على أنها نتيجة اختبار إيجابية.

لكن في حال لم يتم العثور على الشفرة الوراثية للفيروس فإن ذلك لا يعني أن الإنسان غير مصاب، فمن الوارد جدا أن يكون الفيروس موجودا في الجسم ولم يصل إلى العينة التي تم استخراجها.

وقد شبه كبير خبراء فيروس كورونا المستجد في ألمانيا كريستيان دروستن هذا الأمر بالصياد الذي يرمي شبكته في قاع البحر، وفي حال أخرجها وهي فارغة فلا يعني ذلك أن البحر خال من السمك.

فحص الأجسام المضادة (Antigen-Tests)

هذا الفحص طور الصيف الماضي، وبادرت الشركات المطورة إلى طرح أنواع للاستخدام المنزلي مثل فحص الحمل الذي يمكن شراؤه من الصيدلية، غير أن الفحوصات المنزلية لم تظهر تلك الفاعلية التي وعدت بها الشركات المنتجة، فهذه الفحوصات بحاجة إلى جهاز متصل لا يتوافر إلا في المختبرات.

وفي هذا الفحص تمت الاستعانة بعينة من اللعاب، ومن إيجابياته أنه الأسرع على الإطلاق لأنه يقدم نتيجة في 15 دقيقة، لكنه أيضا ليس دقيقا كفحص "بي سي آر"، ومع ذلك فإن العديد من الأطباء يراهنون على هذا النوع من الفحص بسبب سرعته، لأنه يكشف المصابين بحمولة فيروسية كبيرة بسرعة، مما يساهم في حصر العدوى.

 

فحص المقايسة الامتصاصية المناعية للإنزيم المرتبط "إيليزا"

هذا الفحص يسمى أيضا اختبار الطرق المناعية الإنزيمية، وهو الأكثر دقة، لكنه الأكثر تكلفة.

ويقوم هذا الفحص بالكشف عن وجود أجسام مضادة ضد فيروس نقص المناعة في مصل الدم، وهو عادة ما يستعمل للكشف عن إصابات مرض المناعة المكتسب (إيدز)، ويتم أخذ عينات من الدم، وبطريقة علمية معقدة يتم احتساب كمية الأجسام المضادة في الدم، ثم مستوى المناعة المكتسبة ضد الأمراض الفيروسية، بما في ذلك فيروس كورونا المستجد.

وهذا الفحص بالذات يصنف قدرة المصابين السابقين على التبرع ببلازما الدم لعلاج المصابين في حالة خطرة، وطورت نسخ من هذا الفحص لاستخدامها في عيادة الأطباء، لكن استخدامها يبقى محدودا نظرا لتكلفتها الكبيرة.

متى يكون أحد الفحوصات الثلاثة الأنسب؟

فحص "بي سي آر" وفحص الأجسام المضادة لهما أهمية كبيرة في تحديد مستوى الحمولة الفيروسية ومدة العدوى، وبالتالي تحديد مدة العزل الصحي اللازم، أما فحص "إيليزا" فمهم للغاية بالنسبة للخبراء لمعرفة مدى القوة المناعية التي اكتسبها الأشخاص بعد إصابتهم بالعدوى، كما أنه مؤشر مهم لتحديد مدى بلوغ البؤر مرحلة "مناعة القطيع"، كما أنه قياس يعتمد عليه السياسيون في تطوير الإجراءات اللازمة للتعامل مع الأزمة.

وتجري العديد من الجامعات الألمانية حاليا دراسات مختلفة اعتمادا على فحص "إيليزا"، وتحديدا على عشرات الأشخاص الذين تم اختيارهم بطريقة عشوائية، للكشف عن عدوى فيروسية قد لا تكون معروفة إلى غاية اللحظة، كنتيجة محتملة بعد الإصابة بفيروس كورونا المستجد.

المصدر : دويتشه فيله