مخاطر فيروس إنفلونزا الطيور

تقول منظمة الصحة العالمية في تقرير لها حول مخاطر انتقال الإصابة إلى الإنسان إن الإصابات البشرية بفيروسات إنفلونزا الطيور نادرة للغاية تاريخيا, ومعظم هذه الفيروسات لم تؤد إلا إلى حالات مرضية غير خطيرة لدى الإنسان تظهر أعراضها غالبا في شكل التهابات يتبعها شفاء تام.
 
وتشير المنظمة إلى أن إنفلونزا الطيور "لم تؤد مطلقا في السابق إلى انتشار متزامن يشمل هذا العدد الكبير من البلدان"، مشددة في الوقت نفسه على خطورة هذا الأمر الذي سيكون وقعه كارثيا على الزراعة في البلدان المعنية، وعلى المخاطر المحتملة بأن يتحول (إتش5 أن1) يوما إلى وباء عام ينتشر بين البشر.
 
فالوباء لم يصب الإنسان حتى الآن إلا هامشيا، إذ بلغ إجمالي الإصابات البشرية 117 على الأقل -60 منها قاتلة- منذ نهاية العام 2003.
 
لكن الفيروس (إتش5 أن1) الذي يعتبر خطيرا جدا بالنسبة للطيور قد ينتقل أيضا عبر بط المزارع بدون أن تظهر عليها أعراض المرض وفق ما حذرت منه منظمة الصحة، موضحة أن المزارعين سيلقون في هذه الحالة صعوبة في حماية أنفسهم من أي إصابة ممكنة.
 
واستنادا إلى تقرير لمنظمة الصحة العالمية فإن تفشي هذا الوباء يمكن أن يقضي على 7 أو 10 أو 50 بل و100 مليون شخص وفقا لأسوأ السيناريوهات.
 
وقد حذرت منظمة الصحة من أنه إذا تحول مرض إنفلونزا الطيور إلى وباء فإن احتواءه سيكون مستحيلا بعد أسابيع قليلة من بدايته. وقال خبير الأمراض المعدية في المنظمة هيتوشي أوشيتاني "إن الفترة الزمنية بين بدء انتشار الوباء وإمكانية احتوائه قصيرة جدا تتراوح ما بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع من ظهور أول حالة".
 
وهناك مخاوف من أن الفيروس قد يندمج مع نوع آخر من فيروسات الإنفلونزا التي تصيب الإنسان ليشكلا معا نوعا جديدا من الفيروسات يمكن أن ينتقل من شخص إلى آخر.
 
ويمكن أن يحدث هذا الاندماج في حالة إصابة شخص مريض أساسا بنوع من أنواع الإنفلونزا بفيروس إنفلونزا الطيور. وكلما زادت حالات الإصابة المزدوجة هذه زادت احتمالات تطور صورة الفيروس.
 
وتشير تقارير منظمة الصحة إلى أنه في بعض الأماكن التي يتفشى فيها هذا المرض مثل كمبوديا وفيتنام، قد يستغرق رصد حالات الإصابة بإنفلونزا الطيور عدة أسابيع, ما يجعل عملية الاحتواء أكثر صعوبة.
المصدر : الجزيرة