الحبيب السالمي للجزيرة نت: الثورات خلقت لكي تفشل ومجرد قيامها هو نجاحها

الروائي التونسي الحبيب السالمي
الروائي التونسي الحبيب السالمي قال للجزيرة نت إن كل رواية جديدة هي مغامرة محفوفة بالمخاطر (الجزيرة)

تستدرج رواية "الاشتياق إلى الجارة" للكاتب التونسي المقيم في باريس الحبيب السالمي، الصادرة حديثا عن دار الآداب في بيروت، القارئ العربي إلى متاهات وعوالم وقضايا ساخنة، عبر لعبة البساطة المخاتلة  والاشتغال على التفاصيل الصغيرة والقصص المنسية في زحمة المدن الكبرى.

من خلال لعبة غواية ماكرة وساخرة وقصة حب مخاتلة غير مألوفة تجمع أستاذا جامعيا ستينيا بخادمة خمسينية، لا شيء يجمع بينهما في الظاهر سوى أنهما تونسيان ويقيمان في العمارة ذاتها. قصة ثنائية يتجاذبها طرفان في علاقة حب متناقضة ومتذبذبة وملتبسة ومتحولة وغامضة، لكن هذه القصة الثنائية تنفتح على شخصيات أخرى مؤثرة وعلى قضايا مهمة.

فنكتشف -من وراء أكمة القص والتخييل ولعبة السرد المكثف وحيل اقتفاء آثارها في دهاليز الذاكرة ومتاهات الحنين وخندق الغربة- أسئلة المثقف واغترابه عن محيطه ومجتمعه. كناية عن ثنائية المثقف والعامي والنخبة والشعب التي تحفر برمزية جميلة في وعي الشخصيات ونفسياتهم المتقلبة.

كما يحضر بقوة في "الاشتياق إلى الجارة" سؤال الهوية بأشكال مختلفة. ويعتبر هذا السؤال سؤالا ملحا في كل روايات السالمي، ليكتشف القارئ من بين السطور هذا الصراع الدفين بين الأنا والآخر في لعبة إثبات الذات المتنطعة والمتمردة، ذلك أن "الهوية هي حلبة الصراع الحقيقية بيننا وبين الآخر"، كما يؤكد المفكر عبد الوهاب المسيري.

رسم أحداث الرواية في ذهن القارئ، وحفر أخاديد من الوعي المتلبس بالقص السلس المرح، يقابله حفر في رخام التفاصيل الصغيرة المهملة كقادح والتدرج شيئا فشيئا للوصول إلى الأحداث الكبيرة المؤثرة، لنخلص وننفتح على أسئلة الأدب العميقة وقضايا الفكر الكبرى. تلك "ثيمة" أعمال الكاتب التونسي الحبيب السالمي وخصوصيته التي تميزه عن باقي كتّاب جيله.

وتعتبر هذه الطريقة الطريفة في القص وهذا الحفر رجع صدى فني لمشروع أدبي متكامل يحاول السالمي بناءه، وقلعة فنية متراصة تتشكل جدرانها وأرضيتها نصا بعد آخر، تأصيلا لقولة الكاتب غسان كنفاني "ليس بالضرورة أن تكون الأشياء العميقة معقدة، وليس بالضرورة أن تكون الأشياء البسيطة ساذجة. إن الانحياز الفني الحقيقي هو كيف يستطيع الإنسان أن يقول الشيء العميق ببساطة".

و"الاشتياق إلى الجارة" هي رواية السالمي الـ11 بعد: "بكارة" و"جبل العنز" (1988)، و"صورة بدوي ميت" (1990)، و"متاهة الرمل" (1994)، و"حفر دافئة" (1999)، و"عشاق بية" (2001)، و"أسرار عبد الله" (2004)، و"روائح ماري كلير" (2008)، و"نساء البساتين" (2010)، و"عواطف وزوارها" (2013).

أما في القصة القصيرة، فقد صدرت له مجموعتان هما "مدن الرجل المهاجر" (1977)، و"امرأة الساعات الأربع" (1986). وقد اختيرت روايتاه "روائح ماري كلير" و"نساء البساتين" ضمن القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" في دورتي 2009 و2012. وتُرجمت رواياتُه إلى الكثير من اللغات.

في هذا اللقاء الخاص بالجزيرة نت، فتح الحبيب السالمي قلبه وتحدث بكل تلقائية وصراحة عن روايته الجديدة "الاشتياق إلى الجارة"، فضلا عن عدة قضايا أخرى تهم الترجمة والأدب والثقافة والراهن العربي المتحول، فإلى الحوار:

  • هل ينتابك شعور النضج والثقة والحكمة وأنت تنشر الرواية الـ11 "الاشتياق إلى الجارة"، أم ما زلت تكتب برعشة ورهبة وخوف البدايات؟

لا يمكنني أن أقول إنني ما زلت أكتب برعشة ورهبة وخوف البدايات، ولكني أشعر عندما أبدأ في كتابة رواية جديدة أن كل ما أنجزته لن يكون مجديا لي بخصوص ما يمكن أن يكون عليه مستوى هذه الرواية، وخاصة الاستقبال الذي ستلقاه لدى النقاد والقراء.

أي إنني لا أعول على ما أنجزته في السابق أو أن أتكئ على شهرتي وعلى الحفاوة التي لقيتها رواياتي الأخرى، وهذا لا يزعجني إطلاقا، بل أستطيع أن أقول إن من حسن الحظ أن الأمر يتم على هذا النحو وليس على نحو آخر. هذا يجنبني الوقوع في فخ السهولة ويدفعني إلى أن أكون صعبا وقاسيا مع نفسي.

صحيح أن الكاتب يكتسب خبرة بمرور الأعوام، وهي ضرورية جدا لتحاشي بعض الأخطاء، لكن هذه الخبرة لا تحصنه ضد النقد، والأهم من ذلك أنها لا تؤدي بالضرورة إلى كتابة رواية جيدة. كل رواية جديدة هي مغامرة جديدة محفوفة بالمخاطر، وهي أيضا اختبار جديد للروائي ولمخيلته وقدرته على الإبداع.

  • كيف تقارب الكتابة لديك من خلال لعبتي الهواية والاحتراف؟

لست كاتبا محترفا بالمعنى الدقيق للكلمة، فالكتابة ليست بالنسبة لي مهنة أكسب منها عيشي، وهذا لا ينطبق علي أنا فقط وإنما على كل الكتاب العرب تقريبا. وحتى في الغرب حيث نسبة القراءة مرتفعة، وحيث دور النشر تحترم الأدباء وتدفع لهم حقوقهم، فإن الجزء الأعظم من الروائيين لا يعيشون من كتاباتهم، خلافا لما نعتقد في العالم العربي. وبالرغم من أني كاتب غير محترف ومتفرغ للأدب، فإني أكتب باستمرار.

وأنا منضبط إلى حد ما في هذا خاصة في الأعوام الأخيرة التي توقفت فيها عن العمل. أكتب كل يوم لبضع ساعات. الكتابة تأخذ جزءا مهما من وقتي، وأعتبرها فعلا أساسيا في حياتي، بل إنها هي التي تضفي معنى عليها. لذا فإن كلمة الهواية لا تناسبني هي الأخرى، خصوصا أننا نستعملها في العالم العربي للحديث عن أمور ثانوية مسلية نقوم بها لتزجية الوقت.

  • تحيلنا رواية "الاشتياق إلى الجارة" إلى ثنائية المثقف والعامي وثنائية النخبة والشعب، فضلا عن الدروس الكبيرة التي أعطتها الخادمة زهرة للأستاذ الجامعي كمال، وكأننا أمام تبادل وانقلاب الأدوار بين المثقف والعامي. فما علاقة هذه الثنائية بالشباب المعطل والمهمش الذي أعطى دروسا كبيرة للنخبة التونسية والعربية إبان الثورة؟ وما رمزية هذا الانقلاب في الأدوار وأبعاده المضمونية والفنية؟

كلُّ عمل أدبي قابل لعدة قراءات، وهذه القراءة التي تقدمها تتماشى إلى حد ما مع محتوى الرواية. بصراحة لم أفكر وأنا أكتب "الاشتياق إلى الجارة" في الشباب المعطل والمهمش الذي أعطى دروسا كبيرة للنخبة التونسية كما تقول، ما كان يهمني بالأساس هو هذه العلاقة الاستثنائية النادرة التي تنشأ بين أستاذ جامعي ينتمي إلى وسط اجتماعي مرفه وخادمة بسيطة.

هناك أولا لعبة إغراء وغواية تتطور شيئا فشيئا وتتحول إلى حبّ، وهي أساسية جدا في الرواية بل إنها محرك الرواية. فالأستاذ والخادمة هما كائنان بشريان قبل كل شيء، وهذا الحب الذي يباغتهما يجعلهما يكتشفان بعضهما البعض.

حين يعيش المرء تجربة عميقة مثل الحب أو الموت أو أي شيء آخر مهم في الحياة، يعلم أشياء كان يجهلها عن نفسه وعن علاقته بالآخر وعن هشاشته وتناقضاته وأيضا عن قوته وإرادته وقدرته على التحمل والصبر، ونلمس هذا في شخصية زهرة، وخاصة في شخصية كمال. لقد انتبه وهو يخالط هذه المرأة البسيطة ظاهريا إلى أمور في شخصيته ما كانت لتخطر له على بال، وأبرزها ضعفه وتردداته وهو الذي كان يتصور أنه قوي ومتماسك بحكم سنه وتجربته في الحياة وثقافته، وأنه محصن ضد الوقوع في حب امرأة من طبقة زهرة.

والرواية هي أيضا احتفاء بشكل ما بهؤلاء الناس "البسطاء" الذين نعيش بينهم دون أن نلتفت إليهم، حياتهم أثرى وأعمق مما يخيل إلينا، وعندما نعرف كيف نصغي إليهم نتعلم الكثير منهم. إنهم على احتكاك دائم وحار وتراجيدي بالواقع.

الاشتياق إلى الجارة - الحبيب السالمي
في روايته "الاشتياق إلى الجارة" الصادرة هذا العام، يناقش الحبيب السالمي أوضاع المهاجرين العرب في الغرب (الجزيرة)
  • منذ العنوان وحتى النهاية لا نكاد نعثر حتى على سطر واحد في رواية "الاشتياق إلى الجارة" لإشارات أيديولوجية أو سياسية مباشرة، فما قصدية هذا التغييب المتعمد للبعد الأيديولوجي المباشر في هذه الرواية وسائر أعمالك عموما؟

الأيديولوجيا بكل أشكالها تقتل الأدب، يمكنك أن تقول أشياء كثيرة جدا عن حياة الناس وعن المجتمعات التي تكتب عنها دون اللجوء إلى أي أيديولوجيا. في روايتي "نساء البساتين" التي رأى فيها الكثير من النقاد تنبأ بالثورة التونسية، اكتفيت بوصف حياة أسرة تونسية بسيطة تعيش في حي متوسط في العاصمة.

من خلال حياة هذه الأسرة اليومية وهي تتدبر معيشها، ترى كل ما يحدث في تونس في زمن بن علي: الظلم والفقر والعنف والقمع البوليسي وانهيار القيم فضلا عن الانتهازية والفساد. أي كل ما أدى إلى انهيار النظام السابق واندلاع شرارة الثورة.  دور الكاتب ليس أن يلقي خطبا وإنما أن يصغي جيدا إلى واقعه ليعرف كيف يلتقط أهم ما فيه.

  • تحتفل الثورة التونسية قريبا بـ10 سنوات على قيامها. كيف يقيّم الحبيب السالمي هذه الثورة ومراحل تطورها؟ وهل أثرت أحداثها المتسارعة وتقلباتها في تطور التجربة الفنية الروائية لديك؟ هل حاولت أن تستبطن الثورة التونسية في عمل روائي إبداعي؟

كنت ولا أزال أعتقد أن ما حدث في تونس هو ثورة بأتم معنى الكلمة، شعب أعزل يتحدى بكل شجاعة نظاما استبداديا متخلفا وينجح في الإطاحة به. هناك شيء أساسي جدا في حياة الشعوب والأفراد أنجزته الثورة، وهو الديمقراطية. لا أحد ينكر أن هناك الآن في تونس ديمقراطية، وهي تتمثل أساسا في وجود أحزاب من كل الألوان وبرلمان منتخب وحرية صحافة؛ هذا مكسب كبير جدا، ولا بد أن نتوقف عنده. الدول الديمقراطية تُعدّ على أصابع اليد الواحدة.

لكن المشكلة هي أن البعض يعتقد أنه بمجرد أن تحدث الثورة سيصبح كل شيء رائعا، وخاصة أن وضع المواطن التونسي المادي سيتحسن بسرعة. لم يحدث هذا أبدا في التاريخ، كل الثورات أعقبتها أزمات سياسية وتدهور في الاقتصاد واهتزازات اجتماعية وحتى مجاعات، وهذا ما تعيشه الثورة الآن في تونس.

لا أحد ينكر أن الوضع سيئ جدا، ولكن هذا كان متوقعا. الناس لا يقرؤون التاريخ. ثمن الحرية والديمقراطية غال جدا، ونتائج الثورة الاجتماعية والاقتصادية لا تظهر إلا بعد سنوات طويلة، وعندما تبرز نخبة سياسية جديدة تربت على قيم الحرية والمساواة والديمقراطية، وتختلف تماما عن النخبة الحالية التي فوجئت بالثورة وتنتمي إلى النخبة السياسية القديمة.

وعلى أي حال، فإن الازدهار الاقتصادي لا علاقة له مباشرة بالديمقراطية والثورة. في عهدي بينوشيه في تشيلي وفرانكو في إسبانيا، كان الاقتصاد في وضع جيد. يجب برأيي أن لا نربط بين الثورة وتحسن الوضع الاقتصادي. هدف الثورة هو بالأساس الحرية والديمقراطية.

أعتقد أنَّ من التسرع والخفة أن نحكم على أحداث تاريخية معقدة ونادرة واستثنائية في حياة الشعوب مثل الثورات. يخيل إليّ أحيانا وأنا أتأمل الثورات السابقة أن الثورات خلقت لكي تفشل، وأن مجرد قيامها هو نجاحها.

أما بخصوص الشق الثاني من سؤالك، فلا أظن أن الثورة أثرت على تطور تجربتي الروائية، وإلى حد الآن لم أكتب عنها، وإن كانت قد ظهرت بشكل محتشم كخلفية للأحداث في رواية " بكارة"، لكن من المحتمل جدا أن تكون حاضرة بقوة في أعمالي الروائية القادمة.

  •  كل رواية هي نوع من السيرة الذاتية، مثلما يؤكد النقاد، فهل صحيح أن رواية "الاشتياق إلى الجارة" فيها الكثير من ملامح وأفكار وحيرة وأسئلة وسيرة الحبيب السالمي، الإنسان والمبدع؟ أين يبدأ الذاتي وأين ينتهي الموضوعي وأين يتقاطعان في كتاباتك الروائية، وفي الإبداع بصفة عامة؟

الذاتي والموضوعي يتداخلان في أغلب أعمالي، من الصعب جدا ألا يترك الكاتب ذاته حتى في النصوص التي تبدو بعيدة جدا عن حياته. خذ مثلا رواية "عشاق بية"، إنها تصف عالم 4 شيوخ يعيشون على حافة الحياة، ومع ذلك فإن الكثير فيها مني رغم أني لست شيخا، وعندما كتبتها كنت في نهاية الـ40 من عمري. لكن هذا لا يعني بتاتا أني أكتب سيرة ذاتية مقنعة، أو أني أمثل هذه الشخصية أو تلك في رواياتي.

في "روائح ماري كلير" أقارب علاقة حب بين شاب تونسي مغترب وفرنسية، والكثير من القراء العرب أو الأوروبيين الذين التقيتهم بعد أن تُرجمت الرواية يعتقدون أن شخصية محفوظ الشاب التونسي هو أنا، وأن الفرنسية ماري كلير هي زوجتي.

صحيح أن هناك شيئا مني في هذا الشاب وأن الفرنسية تشبه قليلا زوجتي، لكن هناك فرقا شاسعا جدا بيني وبين محفوظ وبين ماري كلير وزوجتي. الشخصيتان هما في معظم ملامحهما من نسج الخيال، وحتى القليل جدا مما هو واقعي فيهما ليس مأخوذا مني فقط، وإنما من عرب كثيرين آخرين.

  • صدرت منذ أسابيع الترجمة الفرنسية لروايتك "بكارة"، كما ترجمت منذ فترة "نساء البساتين" وعدد من رواياتك الأخرى إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية، فأي آفاق جديدة تفتحها الترجمة بالنسبة للكاتب، وخاصة الكاتب العربي؟

الترجمة تفتح آفاقا كبيرة للكاتب لأنها تساعد نصه على أن يرتحل إلى لغة جديدة ليقرأه قراء جدد ينتمون إلى ثقافة مختلفة عن ثقافته. طبعا أتحدث هنا عن الترجمات الحقيقية أي تلك التي ينجزها مترجمون أكفاء وتصدر عن دور نشر أجنبية مهمة.

وحركة ترجمة الأدب العربي إلى اللغات الأجنبية قد شهدت تطورا ما في العقود الثلاثة الأخيرة، والوضع في فرنسا أفضل بقليل على ما أظن من البلدان الأوروبية الأخرى، لكن ترجمة الأدب العربي إلى اللغات الأجنبية لا تزال محدودة جدا.

روائح ماري كلير - الحبيب السالمي
يصوّر الحبيب السالمي في روايته "روائح ماري كلير" علاقة غرامية بين مهاجر تونسي وامرأة باريسية (الجزيرة)
  • ترجمة الأدب اليوم هل هي قشة الحوار الأخير التي تتعلق بها الشعوب والثقافات في هذا الكون القائم على الحروب والصراعات؟ 

أنا من الكتاب الذين يؤمنون بأهمية الترجمة، وبأن الجزء المهم من الحوار بين الشعوب يمرّ عبر الأدب والفنون عموما، لسبب بسيط وهو أن لا شيء يعبّر عن خصوصية شعب ما مثل الأدب والفنون، بل أرى أن الأدب -وخاصة الرواية- يتفوق في هذا المجال حتى على السينما والمسرح.

الآن إن أردت أن تعرف روسيا القرن الـ19 مثلا في أدق تفاصيلها، فلا مفر من أن تقرأ تولستوي ودوستويفسكي وتشيخوف. وعلى أي حال، الحروب والصراعات التي أشرت إليها في سؤالك لم توقف أبدا عملية الترجمة، بل بالعكس -في بعض الأحيان- ساعدت على تنشيطها وتطويرها.

  • بين الجانب الترفيهي والجانب التوعوي وجانب تحقيق الذات الساردة والمبدعة، كيف يعيش الحبيب السالمي الأدب وكيف يعرفه؟

منذ أن اكتشفت الكتابة أخذت الأدب على محمل الجد، لذا فأنا لا أؤمن بأن للأدب جانبا ترفيهيا وآخر توعويا. الأدب يكتب لذاته لا لغاية أخرى خارجة عنه.

وهو لا يحتاج إلى ما يأتي من خارجه ليمنحه شرعية ما، لكن هذا لا يعني أن قراءة الأدب لا توفر متعة للقارئ. والمتعة -كما أفهمها- هي مجموعة من الأحاسيس القوية، هي متعة ذهنية تثري العقل وليست مجرد تسلية سطحية عابرة. الكاتب الحقيقي ليس مهرجا، وهو لا يكتب ليسلي القارئ.

المصدر : الجزيرة