أحمد فؤاد نجم يتحدث شعرا بما يجول بخاطر الناس

الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم

عندما يقارن شاعر العامية المصرية أحمد فؤاد نجم بين الرئيس المصري حسني مبارك, والرئيس الأسبق الراحل جمال عبد الناصر يرى الأخير نبيا مقارنة بمبارك, كما أنه يرى أن الرئيس السابق الراحل أنور السادات رجلا طيبا.
 
وبالرغم من أن نجم اعتقل لمدة 18 عاما في عهدي جمال عبد الناصر وأنور السادات, فإنه يرى أن عبد الناصر مات فقيرا ومدينا, والسادات صرف كل أمواله. ويتهم نجم النظام الحالي الموجود في السلطة منذ عام 1981 بأنه منشغل عنه وعن قصائده بنهب أموال البلد وخيراته.
 
الطريق لبيت نجم
ويعيش الشاعر البالغ من العمر 77 عاما, الذي ألهمت قصائده معظم شعارات المعارضة في منزل فوق إحدي سطوح البنيات. وعلى أحد جدران المسكن, كتب بصورة عشوائية "الشعر حصان يجوب العالم بحرية رغم قضبان السجن".
 
في هذه الشقة الضيقة يعيش نجم مع زوجته السادسة وأصغر بناته الثلاث. وشقته واحدة من عشرات الشقق التي منحتها الحكومة المصرية لمنكوبي زلزال القاهرة عام 1992. وتقع العمارة وسط شارع مليئ بالنفايات المتعفنة, وقرب سوق للباعة المتجولين.
 
ويقول نجم إن الفقر اختياره "كل عائلتي فقراء, فلم إذن يجب أن أكون مختلفا عنهم؟", ويضيف "أنا أعيش مع الناس, آكل ما يأكلون ويحيط بي نفس التلوث والنفايات".
 
وعندما ينظر نجم ذو الشعر الرمادي الكثيف, إلى عمارته التي غطاها تراب السنين بوجه حفر الزمن آثاره عليه بعناية فائقة, وعينين أنهكهما إدمان التدخين, يقول إنه لا يشعر بأي امتنان لمبارك لأنه لم يهتم به طيلة السنوات الـ25 الماضية. ويوضح أن الأماكن لم تعد تعني له شيئا لأن "البلد برمته أصبح كالسجن". 
 
أهم شعراء العامية
undefinedويعتبر أحمد فؤاد نجم من أهم شعراء العامية المصرية, لما لقصائده من تأثير على فكر الشباب المنادي بالإصلاح والقضاء على الفساد والأسلوب الدكتاتوري في الحكم ووعود الإصلاح الكاذبة, خاصة وأن معظم قصائده تركز على هذه المحاور.
 
وبالرغم من أن نجم يعتبر من أعمدة الأدب المصري المعاصر, فإنه لم ينعطف يوما عن تيار معارضة الحكومة, ويقول للمواطن المصري العادي "خضعنا لأكثر من سبعة آلاف سنة لسلطة القمع والاضطهاد, فكيف لنا أن نخرج الآن من هذا النفق المظلم".
 
ويترافق اسم أحمد فؤاد نجم مع الملحن والمطرب الملتزم الشيخ إمام, حيث تتلازم أشعار نجم مع غناء إمام لتعبر عن روح الاحتجاج الجماهيري الذي بدأ بعد نكسة يونيو/حزيران 1967. قال عنه الشاعر الفرنسي لويس أراغون "فيه قوة تسقط الأسوار". وأسماه الناقد الدكتور علي الراعي "الشاعر البندقية". وأسماه السادات "الشاعر البذيء".
 
خزان الأدب
ويعتبر نجم والدته الأمية "خزان الأدب والموروث الشعبي", وقد حبب أسلوبه اللاذع في نقد السلطة الشعب فيه. حتى أنه أجاب قاضيا قال له إن شعره يتسم بالوقاقحة بالقول "وهل هناك أوقح مما يحدث في مصر؟" فضحك القاضي.
 
ويقول صلاح عيسى الذي كتب دراسة عن مجمل أعمال أحمد فؤاد نجم, إن أهم مساهمات الأديب المصري الشعرية هي قدرته على استشعار نبض الشارع المصري والتحدث شعرا بما يجول بخاطر الناس.
المصدر : أسوشيتد برس