وعود بريطانية بالمساهمة في ترميم آثار العراق

أعلن المتحف البريطاني أنه سيوفد تسعة خبراء من مرمميه الأثريين إلى العراق بعد أن يصبح البلد آمنا للمساهمة في الحفاظ على إرثه الحضاري بعدما تعرضت متاحفه التي تحوي تحفا أثرية لا تقدر بمال للسلب والنهب عقب غزو الولايات المتحدة وبريطانيا للعراق.

وقالت وزيرة الثقافة البريطانية تيسا غويل للصحفيين اليوم إن حكومتها ملتزمة بالتعاون مع المتحف البريطاني لترميم الإرث الحضاري العراقي.

وأضافت "مثلما ستساهم الجهود الدولية في إعادة بناء المدارس والمستشفيات.. ستفعل الشيء نفسه مع المتاحف". وصرحت أنه على الرغم من أن توفير المياه والطعام أمر ملح فإن الحفاظ على الآثار لا يقل أهمية.

وأشارت الوزيرة البريطانية إلى أهمية منع ظهور سوق سوداء لبيع الآثار العراقية، وطالبت بإصدار إعلان ينص على العمل على إعادتها إلى العراق.

وصدر إعلان مماثل في الحرب العالمية الثانية فيما يخص قطع الفن التي كانت تباع في أوروبا التي احتلها النازيون.

واعتبر مدير المتحف البريطاني الدكتور جون كورتيس الخبير في الآثار العراقية أن سلب متاحف العراق مأساة. وأوضح أن العراق مهد الحضارة وقد كانت متاحفه مليئة بمواد في غاية الأهمية ليس بالنسبة للإرث الحضاري العراقي فحسب بل للإرث الحضاري العالمي أجمع. وأعرب عن أسفه لعدم نشر قوات أميركية في بغداد لحماية هذه المواقع.

وفي أميركا صرح الجامعي ميغواير جيبسون الأستاذ بجامعة شيكاغو أنه التقى بمسؤولي وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" منذ أشهر قبل اندلاع الحرب ومدهم بقائمة مواقع يجب أن يوفروا لها الحماية.

وأكد -وهو الخبير بالمنطقة- أنه حذر البنتاغون من السلب منذ البداية، وحصل على تطمينات بأن المواقع ستؤمن، ووصف الخسارة بأنها لا تقدر بثمن.

ومن جانبه قال وزير الخارجية الأميركي كولن باول إن الولايات المتحدة تعمل على تأمين المتحف العراقي وأنها تعرف واجباتها.

وحثت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو" الولايات المتحدة وبريطانيا لبذل المزيد لحماية الآثار العراقية. ومن المقرر أن يلتقي خبراء المنظمة مع كبار خبراء الآثار في العاصمة الفرنسية باريس بعد غد الخميس لبحث الأمر.

وقد تعرض المتحف الوطني العراقي ومتاحف أخرى في العاصمة بغداد تضم آثار حضارة ما بين النهرين للسلب والنهب والتدمير عقب اجتياح القوات الأميركية لبغداد الأسبوع الماضي.

وكان العاملون في المتحف وخبراء الآثار قد وجهوا انتقادات للقوات البريطانية والأميركية لعدم منعها عصابات السلب والنهب من الاعتداء على المتاحف ووجهوا نداء للمنظمات الدولية المعنية بالمساعدة في وقف ما يحدث للآثار.