علماء آثار يتهمون الأميركيين بالسماح بنهب الآثار

undefined

اتهم مستشار وزير الثقافة العراقي السابق مؤيد سعيد الدمرجي اليوم القوات الأميركية بالسماح للصوص بنهب متحف بغداد, ودعا الولايات المتحدة والأمم المتحدة إلى إنقاذ الثروة الأثرية في البلاد.

وقال الدمرجي إن "الدبابات الأميركية كانت تقف أمام الباب الرئيسي للمتحف الوطني العراقي عندما دخل اللصوص إلى المتحف من باب آخر على مسافة قصيرة منها ولم يتحرك الأميركيون".

وأضاف الدمرجي وهو أستاذ علم الآثار في جامعة بغداد "توجهنا إلى الجنود وطلبنا منهم المساعدة فقالوا لنا إنهم لم يتلقوا الأمر بالتدخل"، موضحا أن اللصوص دخلوا كل القاعات دون استثناء وحتى إلى المستودعات تحت الأرض ودمروا كل ما كان حجمه كبيرا جدا ولا يمكن حمله.

ودعا الدمرجي منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) إلى إنقاذ ثروة العراق الأثرية ومتاحفه، مؤكدا أن هذا واجبهم استنادا إلى معاهدة لاهاي وحماية الآثار أثناء النزاعات.

وأعلن رئيس قسم الآثار في العراق جابر خليل إبراهيم أن الضباط الأميركيين الذين زارهم في مقرهم العام بفندق فلسطين في وسط بغداد وعدوه بحماية الآثار، وقال "لقد مضى على ذلك ثلاثة أيام ولم يحصل شيء، وعدوا بإرسال دبابات وقوات ولا نزال ننتظر".

كما اتهم علماء آثار بريطانيون القوات الأميركية والبريطانية بإهمال حماية المتاحف والمواقع الأثرية مقابل حرصها على تأمين حقول النفط وأبدوا أسفهم الشديد لضياع آثار عراقية لا تقدر بثمن.

ويصف هؤلاء الخبراء ما حدث بأنه مأساة, ويعربون عن الأسى لانتهاء مثل هذه الثروات التي تعتبر ملكا للبشرية عبر مسالك تهريب الآثار في منازل أثرياء من جامعي التحف أو متاحف مشكوك في نزاهتها.

ويقول ألكس هنت الباحث والأمين على الآثار في مجلس الآثار البريطانية في يورك شمالي بريطانيا "إن حماية وزارة النفط وإهمال حماية متحف الآثار في بغداد يعكس موقف التحالف من التراث الثقافي".

ويضيف جيريمي بلاك المتخصص في الآثار العراقية في جامعة أوكسفورد "لقد تم تنبيههم إلى ذلك وكان من الممكن تفادي ما حدث", مشيرا إلى استقبال مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية علماء آثار أميركيين جاؤوا لتنبيه المسؤولين العسكريين من احتمال تعرض المواقع الأثرية للنهب وحددوا نحو خمسة آلاف موقع أثري تحتاج إلى الحماية.

ويشير علماء الآثار إلى اتفاقية لاهاي لعام 1953 والتي تلزم الأطراف المتحاربة بحماية الإرث الثقافي في موقع النزاع, وينددون بكون الولايات المتحدة وبريطانيا بين قلة من الدول التي لم توقع تلك الاتفاقية.

ونشر عدد من علماء الآثار المعروفين مقالا في صحيفة غارديان البريطانية شجبوا فيه موقف المتفرج الذي وقفته القوات الأميركية والبريطانية من أعمال النهب التي استهدفت الآثار والأعمال الفنية لا سيما في مدينة الموصل والبصرة وبغداد.

وعبر علماء الآثار عن استيائهم إزاء الضغوط التي مورست في الولايات المتحدة بهدف تخفيف القوانين الهادفة إلى حماية الإرث الثقافي العراقي والتي تحظر بيع أعمال فنية في الخارج بحجة أن هذه القطع ستكون في مأمن في الولايات المتحدة, الأمر الذي قال عنه ألكس هنت "إنها الإمبريالية الثقافية بعينها".

وكان متحف بغداد يضم أكثر من 200 ألف قطعة أثرية من منطقة ما بين النهرين مهد الحضارات السومرية والأكدية والبابلية والآشورية والتي قدمت للإنسانية الكتابة والحساب.

وبدوره وصف المتحف البريطاني اليوم الثلاثاء نهب الآثار العراقية بأنه كارثي معلنا عزمه إرسال علماء آثار وأمناء لمساعدة المسؤولين العراقيين على حماية الآثار وتسجيلها وحفظها.

وقال مدير المتحف البريطاني نيل ماكغريغور "نأمل أن تتحرك الحكومة البريطانية والأسرة الدولية بسرعة لاتخاذ التدابير اللازمة لمنع وقوع مزيد من الأضرار والعثور على القطع المسروقة والحفاظ على ما يمكن ترميمه".

المصدر : الفرنسية