تاريخ الهبات الشعبية في مصر

استنفار امني فى الإسكندرية تحسبا لتجدد المظاهرات

مصر شهدت العديد من الهبات والثورات في تاريخها الحديث (الجزيرة)

أحداث 25 يناير/كانون الثاني المتوالية فصولا لم تكن الأولى من نوعها في مصر، فقد شهدت هذا القطر العربي الكبير سلسلة ثورات وهبات خرج فيها الناس بمئات الآلاف إلى الشوارع في كل المدن إما للمطالبة بزوال الاستعمار أو إنهاء الاحتلال أو بحثا عن الخبز والكرامة وإنهاء الفساد. فيما يلي أبرز هذه المحطات:

ثورة عام 1919
انطلقت شرارتها من جامعة القاهرة في 8 مارس/آذار 1919 وانتقلت إلى الأزهر, ثم انتشرت لتعم كل أرجاء مصر خلال يومين.

السبب المباشر للثورة تمثل في اعتقال سلطة الاستعمار البريطاني للزعيم سعد زغلول ونفيه إلى مالطة بسبب مطالبته بالسماح لوفد مصري بالسفر إلى باريس للمشاركة في مؤتمر الصلح الذي أعقب انتهاء الحرب العالمية الأولى الذي تحدد فيه مصير كل البلدان المستعمرة وبينها مصر.

لكن السبب الحقيقي للثورة التي شاركت فيها كل فئات الشعب كان مصدره الظلم والاستغلال الذي مارسه الاستعمار في سنوات الحرب العالمية الأربع. حيث كانت بريطانيا تصادر محاصيل الفلاحين وتجبر الشبان قسرا على الانخراط في القتال على جبهات فلسطين والعراق وبلجيكا وفرنسا فيما أسمي "فرقة العمل المصرية" إضافة إلى تدهور الأوضاع المعيشية للسكان جراء ممارسات الاستعمار.

واضطرت إنجلترا نتيجة للثورة إلي عزل الحاكم البريطاني وأفرج الإنجليز عن سعد زغلول وزملائه وعادوا من المنفى إلى مصر. وسمحت للوفد المصري برئاسة سعد زغلول بالسفر إلى مؤتمر الصلح بباريس، ليعرض عليه قضية استقلال مصر.

تظاهرات 9 و10 يونيو 1967
لم يكد الشعب المصري يستيقظ من صدمة الهزيمة التي ألقتها إسرائيل بجيوش ثلاث دول عربية هي الأردن وسوريا ومصر واحتلالها للضفة الغربية وهضبة الجولان وشبه جزيرة سيناء خلال حرب يونيو/حزيران 1967, حتى بقرار الرئيس جمال عبدالناصر يوم 9 يونيو/حزيران بالتنحي عن منصب الرئاسة سبب الهزيمة.

وبعيد انتهاء عبدالناصر من إلقاء خطاب التنحي خرج مئات ألوف المصريين إلى الشوارع في مظاهرات استمرت يومين مطالبين ناصر بالعودة عن قراره. واعتبر المراقبون الزخم الشعبي المتمثل بالمظاهرات عامل شحن حفز الجيش المصري على القتال لاستعادة الأرض المحتلة.

انتفاضة الخبز عام 1977
شهدت مصر في 18 و19 يناير/كانون الثاني 1977 انتفاضة شعبية على نظام الرئيس أنور السادات في جميع المدن الرئيسية تقريبا من الإسكندرية إلى أسوان مرورا بالقاهرة بسبب مضاعفة أسعار مواد غذائية أساسية بينها الخبز.

السبب المباشر لقيام الانتفاضة هو استيقاظ الشعب المصري في صباح 18 يناير/كانون الثاني علي قرار حكومي يقضي برفع أسعار سلع أساسية مثل الخبز والشاي والأرز والسكر واللحوم والمنسوجات وغيرها من السلع الضرورية بنسبة تصل إلى الضعف.

وفرض حظر التجوال ونزل الجيش إلى المدن للسيطرة على المظاهرات وأعمال التخريب التي استهدفت المباني الحكومية والمحلات التجارية واعتقل الآلاف من المتظاهرين من العمال والطلبة.

ورغم اضطرار الحكومة للتراجع عن قرار رفع الأسعار, واصل السادات وصف الانتفاضة في خطبه بـ"انتفاضة الحرامية" بسبب أعمال سلب استهدفت المجمعات الاستهلاكية خلال الأحداث.

المصدر : الجزيرة