أوباما يغادر العراق والمالكي يريد انسحابا أميركيا في 2010
يغادر المرشح الديمقراطي للبيت الأبيض باراك أوباما العراق بعد أن اطلع على الوضع هناك وأجرى مباحثات مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي أعرب له عن تأييده انسحاب القوات الأميركية بحلول العام 2010.
ويزور أوباما اليوم الأردن حيث يلتقي الملك عبد الله الثاني ويبحث معه الأوضاع في الشرق الأوسط خاصة الأزمة العراقية والصراع العرابي الإسرائيلي.
وتأتي هذه الزيارة في إطار جولة واسعة قادته يومي السبت والأحد إلى أفغانستان قبل أن يزور الكويت مساء الأحد ويصل إلى بغداد أمس الاثنين. وتشمل جولة أوباما عددا من الدول الأوروبية بينها فرنسا وألمانيا وبريطانيا.
وفي العراق سعى أوباما إلى تسليط الضوء على إستراتيجية بلاده في بلاد الرافدين ومستويات القوات، وذلك في إطار شرح توجهاته الكبرى في خضم السباق نحو البيت الأبيض.
وتثير مواقف أوباما بشأن العراق جدلا في الأوساط السياسية والعسكرية في واشنطن خاصة تعهده بسحب القوات من العراق خلال 16 شهرا في حال وصوله إلى سدة الرئاسة.
وأفاد بيان صادر عن مكتب أوباما في مجلس الشيوخ بأن المالكي أيد انسحابا للقوات الأميركية من العراق بحلول العام 2010. وجاء في ذلك البيان أن المالكي يرى أنه حان الوقت للبدء بإعادة تنظيم القوات الأميركية في العراق من حيث عددها ومهماتها.
وأضاف البيان الذي يحمل أيضا توقيع عضوي مجلس الشيوخ الديمقراطيين جاك ريد وشاك هاغل أن "العراقيين يريدون (..) موعدا واضحا لإعادة انتشار القوات الأميركية" ويرفضون وجودا إلى ما لا نهاية للقوات الأميركية".
وأوضح أوباما وزميلاه أن العراقيين مع سعيهم إلى رحيل الجيش الأميركي، "يريدون شراكة بعيدة المدى مع الولايات المتحدة لإرساء تقدم اقتصادي واجتماعي، إضافة إلى استقرار دائم".
وأكد أوباما أنه أجرى "مناقشات بناءة للغاية" مع المالكي ورحب بـ"التقدم الأمني الذي حققته الحكومة" في حربها مع الجماعات المسلحة في العراق.
وكانت الحكومة العراقية قد نفت أن يكون المالكي قد أيد في حديث صحفي لمجلة ألمانية خطة أوباما بوجوب مغادرة القوات الأميركية البلاد خلال 16 شهرا. وقالت إن تصريحات المالكي للمجلة "ترجمت بشكل خاطئ وأسيء فهمها".
اتفاقية مشتركة
في السياق قال البيت الأبيض إن الاتفاقية الأمنية التي تبحثها الولايات المتحدة الأميركية والعراق ومن شأنها تنظيم العلاقات بين البلدين على المدى البعيد، لن يتم إنجازها قبل نهاية الشهر الحالي.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو إن إنجاز الاتفاقية الأمنية مع العراق قد يحتاج أياما إضافية بعد الموعد الذي سبق أن تحدد، وهو 31 يوليو/ تموز الجاري.
وكشفت واشنطن أن الاتفاقية لا تتضمن موعدا محددا لانسحاب القوات الأميركية من العراق، وأكدت بيرينو في المقابل أنه سيتحدد "تاريخ منشود" لكي يتسلم العراقيون المهام الأمنية دون أن يكون بالضرورة موعدا لإعادة الجنود الأميركيين إلى بلدهم.
وتتفاوض حكومتا واشنطن وبغداد حاليا على "شراكة إستراتيجية" طويلة الأمد، من أهم عناصرها شروط الوجود الأميركي العسكري بعد 31 ديسمبر/ كانون الأول في العراق، بعد انتهاء مدة تفويض الأمم المتحدة للقوات الأميركية.
ومن جهته صرح المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ بأن الحكومة لديها رؤية لسحب جميع القوات الأجنبية من العراق بحلول نهاية العام 2010 "إذا سمح الوضع الأمني بذلك".
وبدوره قال نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي إنه أبلغ أوباما بأنه رغم موافقته من حيث المبدأ على جدول زمني، يتعين أن تكون القوات العراقية جاهزة.
وتساءل الهاشمي في حديث للصحافيين عن الفراغ الأمني الذي سينتج عن سحب القوات، وتساءل عما سيحدث بشأن تحديث القوات المسلحة العراقية ودعا لبحث هذه الجوانب.