حركة المقاومة الإسلامية حماس

-
حركة المقاومة الإسلامية المعروفة اختصارا باسم "حماس" أعلن عن تأسيسها الشيخ أحمد ياسين مع عدد من كوادر وكبار قادة جماعة الإخوان المسلمين العاملين في الساحة الفلسطينية.
 
أصدرت حماس بيانها الأول عام 1987 إبان الإنتفاضة الفلسطينية التي اندلعت في الفترة من 1987 وحتى 1994، لكن وجود التيار الإسلامي في فلسطين له مسميات أخرى ترجع إلى ما قبل عام 1948 حيث تعتبر حماس نفسها امتدادا لجماعة الإخوان المسلمين التي تأسست في مصر عام 1928. وقبل إعلان الحركة عن نفسها عام 1987 كانت تعمل على الساحة الفلسطينية تحت اسم "المرابطون على أرض الإسراء" و"حركة الكفاح الإسلامي".
 
غير أن الحركة انتظرت حتى العام 1992 ليبزغ نجمها ويسمع بها العالم، وذلك عندما أبعدت إسرائيل نحو 400 من قادة حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى جنوب لبنان، غير أن المبعدين الذين رابطوا في مرج الزهور بجنوب لبنان أرغموا إسرائيل على السماح لهم بالعودة بعد عام من الضغط على إسرائيل.
 
وبفضل نظامها الاجتماعي والصحي والتعليمي ونشاطها العسكري ضد القوات الإسرائيلية تحولت حماس إلى منافس قوي لحركة التحرير الفلسطيني (فتح) التي سيطرت على منظمة التحرير الفلسطينية والقرار السياسي الفلسطيني عقودا من الزمن.
 
التوجهات الفكرية والسياسية
لا تؤمن حماس بأي حق لليهود في فلسطين، وتعمل على طردهم منها، ولا تمانع في القبول مؤقتا وعلى سبيل الهدنة بحدود 1967، ولكن دون الاعتراف لليهود الوافدين بأي حق لهم في فلسطين التاريخية.
 
وتعتبر صراعها مع الاحتلال الإسرائيلي "صراع وجود وليس صراع حدود". وتنظر إلى إسرائيل على أنها جزء من مشروع "استعماري غربي صهيوني" يهدف إلى تهجير الفلسطينيين من ديارهم وتمزيق وحدة العالم العربي. وتعتقد بأن الجهاد بأنواعه وأشكاله المختلفة هو السبيل لتحرير التراب الفلسطيني، وتردد بأن مفاوضات السلام مع الإسرائيليين هي مضيعة للوقت ووسيلة للتفريط في الحقوق.
 
وتعتقد حماس أن مسيرة التسوية بين العرب وإسرائيل التي انطلقت رسميا في مؤتمر مدريد عام 1991 أقيمت على أسس خاطئة، وتعتبر اتفاق إعلان المبادئ بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل والذي وقع عام 1993 ومن قبله خطابات الاعتراف المتبادل ثم تغيير ميثاق المنظمة وحذف الجمل والعبارات الداعية إلى القضاء على دولة إسرائيل تفريطا بحق العرب والمسلمين في أرض فلسطين التاريخية.
 
وتنشط حماس في التوعية الدينية والسياسية وتقديم الخدمات الصحية والاجتماعية، وتتوزع قياداتها السياسية ما بين
فلسطين والخارج.
 
العمل العسكري في فكر حماس
يمثل العمل العسكري لدى حركة حماس توجها إستراتيجيا كما تقول لمواجهة "المشروع الصهيوني في ظل غياب المشروع التحرري العربي والإسلامي الشامل"، وتؤمن بأن هذا العمل وسيلة للإبقاء على جذوة الصراع مشتعلة حتى تحقق أغراضها وللحيلولة دون التمدد "الصهيوني التوسعي في العالمين العربي والإسلامي". وتعتبر حماس أنها ليست على خلاف مع اليهود لأنهم مخالفون لها في العقيدة ولكنها على خلاف معهم لأنهم يحتلون فلسطين.
 
وقامت حماس بالعديد من العمليات العسكرية عن طريق جناحها العسكري المسمى "كتائب عز الدين القسَّام" وأثارت عملياتها الفدائية جدلاً دولياً انعكس على الداخل الفلسطيني. وتقوم حماس بدور أساسي في انتفاضة الأقصى التي بدأت في سبتمبر/ أيلول 2000 ولا تزال مستمرة حتى الآن، كما كانت المحرك الرئيسي للانتفاضة الأولى في عام 1987.
 
الموقف من سلطة الحكم الذاتي
ترى حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن إسرائيل وافقت على "سلطة الحكم الذاتي" والمجيء بها إلى فلسطين وتدعيمها بأكثر من 40 ألفا من رجال الشرطة والأمن لتفرض على السلطة مجموعة من الالتزامات، أهمها ضرب المقاومة "والاختباء خلف ستار الحكم الذاتي". وعلى الرغم من أن العلاقة بين الطرفين غالباً ما تنتكس وتقوم السلطة الفلسطينية أحياناً بحملات اعتقال في صفوف نشطاء الحركة وحتى قادتها، فإن الحوار بينهما قلما ينقطع، وظلت حماس مصرة على أنها لن تدخل في صدام مع السلطة مهما كلفها الأمر.
 
القائمة الأميركية للإرهاب
وضعت الولايات المتحدة الأميركية حماس على قائمتها للإرهاب واعتبرت نشاطها العسكري ضد الاحتلال الإسرائيلي عملا إرهابياً. ومن ثم أعطت بهذه القائمة الضوء الأخضر لرئيس الحكومة الإسرائيلي أرييل شارون للتخلص منها بوسائله الخاصة التي منها الاغتيال والتصفية الجسدية المباشرة لقادتها وكوادرها.
 
وقد استشهد عدد كبير من كبار قادة الحركة على رأسهم الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي والشيخ صلاح شحادة والدكتور إبراهيم المقادمة والشيخ جمال منصور والشيخ جمال سليم وآخرون في حملة قادها شارون لتصفية قادة المقاومة والقضاء على الحركة.
المصدر : الجزيرة