محللون: التلويح الأميركي بالعقوبات لن يؤثر لأن البرهان وحميدتي لا يستمعان إلا لصوت الرصاص

رأى محللون سياسيون وخبراء تحدثوا لبرنامج "سيناريوهات" أن تدخل الإدارة الأميركية على خط الأزمة السودانية، وتلويحها بخيار العقوبات لن يؤثر على طرفي الصراع، لأن الكلمة ستكون للميدان وللرصاص.

وقلل الكاتب والمحلل السياسي السوداني ضياء الدين بلال من أهمية الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن السودان، وقال إن التهديد بالعقوبات طريقة أميركية تستهدف الدول أكثر من الحاكمين.

ورأى أن طرفي الصراع، رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، لا يستمعان إلا لصوت الرصاص، والكلمة ستكون للميدان والرصاص.

ودخل الرئيس الأميركي جو بايدن على خط الأزمة السودانية بدعوته إلى وقف دائم لإطلاق النار، وأصدر أمرا تنفيذيا بفرض عقوبات على من سماهم المسؤولين عن تهديد السلام وتقويض الانتقال الديمقراطي في السودان.

وأضاف بلال -في حديثه لحلقة (2023/5/4) من برنامج "سيناريوهات"- أنه من الخطأ اختزال الصراع الجاري في البرهان وحميدتي، مشيرا إلى أن المؤسسة العسكرية في الجيش هي التي تتحكم في الأوضاع، وأن البرهان اضطر لدخول الحرب بضغوط منها. وقال إن البرهان الذي سمح لحميدتي بالتوغل داخل الجيش والتدخل في تفاصيل تخصه، لا يريد القضاء عليه بل إضعافه، وأن أي محاولة للفصل بينهما ستنتهي بالقضاء عليهما.

وذهب الكاتب والمحلل السياسي السوداني محمد تورشين في الاتجاه نفسه بقوله إن التلويح الأميركي بالعقوبات سيجعل طرفي النزاع أكثر مرونة في تعاملهما مع الأزمة، لكنهما سيمضيان قدما في مسألة الحسم العسكري مهما كلفهما ذلك.

ورأى أن واشنطن تتدخل في الأزمة السودانية لتحقيق مصالحها الجيوإستراتيجية، وأن تدخلها قد يدفع أحد طرفي الصراع (من المحتمل أن تكون قوات الدعم السريع) للارتماء في الحضن الروسي، لكنه نوّه إلى أن واشنطن ربما تناور بورقة العقوبات ولن تفعلّها بشكل جدي.

مبادرات متعددة

وبشأن المبادرات التي طرحت لحل الصراع ووافقت عليها الأطراف المتصارعة بشكل مبدئي، ركز نور محمود شيخ، المتحدث باسم الرئيس التنفيذي للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) على المبادرة التي طرحتها منظمته، مؤكدا أن الطرفين المتحاربين أبديا اهتمامهما بوضع حد للنزاع في السودان، وقال إن القتال ليس حلا وأي تظلمات يجب أن تطرح على طاولة المفاوضات.

وأضاف محمود شيخ في حديثه لبرنامج "سيناريوهات"، أن منظمة إيغاد مستمرة في الضغط على الطرفين، وأن جميع الأطراف رحبت بها ومقتنعة بها.

أما بشأن المبادرة السعودية الأميركية، فأوضح السفير الأميركي السابق لدى السودان تيموثي مايكل كارني أنها ستدعم جهود إيغاد، مشيرا إلى أن المنطقة يتعين عليها ممارسة الضغوط على طرفي الصراع للوصول إلى حل.

وقال إن البرهان وحميدتي اللذين أظهرا عدم كفاءتهما للحكم، يجب أن يجلسا للتفاوض ويدرجا معهما المكون المدني، ولا طريقة أخرى لهما سوى بدء المحادثات التي تفضي لوقف إطلاق النار، ثم تأتي بقية المراحل حتى تحقيق الحكم المدني في السودان.

وبينما رأى أن حظوظ المباردة السعودية الأميركية أفضل خاصة وأن الرياض لم تظهر انحيازها لأي طرف في السودان، قال الكاتب تورشين إن القضية مرتبطة بالأدوات وبالتفاصيل، متسائلا عن ما إذا كانت واشنطن والرياض تملكان هذه الأدوات لإقناع الطرفين المتحاربين بالجلوس إلى طاولة واحدة بشكل مباشر.

في حين أعرب الكاتب بلال عن اعتقاده بأن تأثير إيغاد ضعيف على الطرفين البرهان وحميدتي، وأن الجيش السوداني لن يقبل بالتفاوض ما لم يتمكن من إخلاء قوات الدعم السريع من المناطق الإستراتيجية وإخراجها من الخرطوم، وقال إن قوات الدعم هي الأقرب لقبول وقف إطلاق النار.

المصدر : الجزيرة