أوكرانيا ترد على روسيا بشأن غزو ترانسنيستريا ورئيس البرازيل يكشف عن تحرك جديد لإنهاء الحرب

Ukrainian servicemen take part in military exercises in Kiev region
الحرب في أوكرانيا دخلت عامها الثاني دون حسم أو أفق لحل عبر المفاوضات (رويترز)

أعلنت أوكرانيا موقفها من اتهامات روسية لها بالتخطيط لغزو منطقة انفصالية، في حين أكد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا عزمه جمع مجموعة من الدول بهدف حل النزاع الذي دخل أمس الجمعة عامه الثاني.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس "نحن نحترم سيادة مولدوفا"، منتقدا اتهام موسكو كييف بالسعي لغزو منطقة ترانسنيستريا الانفصالية بأنه "لا أساس له من الصحة".

وجاءت تصريحاته بعد يوم من اتهام روسيا كييف بالتخطيط لغزو المنطقة المتاخمة لأوكرانيا والواقعة على شريط حدودي طويل وضيق بين أوكرانيا ومولدوفا.

وفي بيان صدر أمس الجمعة، حذرت وزارة الخارجية الروسية أيضا الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) الأخرى من اتخاذ "خطوات محفوفة بالمخاطر".

موقف مولدوفا

في المقابل، رفضت مولدوفا مرارا ما تصفها بـ"مزاعم موسكو التي لا أساس لها". وقالت وزارة الدفاع المولدوفية أمس الجمعة إنه لا توجد "تهديدات للأمن العسكري" في ترانسنيستريا.

ومع ذلك، حذر أخيرا القادة السياسيون في مولدوفا، وعلى رأسهم الرئيسة المؤيدة لأوروبا مايا ساندو، من محاولات انقلاب محتملة في مولدوفا من قبل روسيا.

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الروسية إن الجيش الروسي سيدافع عن الروس في المنطقة، وعن "قوة حفظ السلام" الروسية المكونة من 1500 عنصر، ومستودع كوباسنا للذخيرة وقوة الحراسة التابعة له.

وأضافت الوزارة أن "أي عمل يهدد أمنهم سيعدّ هجوما على الاتحاد الروسي وفقا للقانون الدولي".

وترانسنيستريا منطقة صغيرة أعلنت انفصالها عن مولدوفا في التسعينيات إثر حرب قصيرة، وتقع على الحدود الغربية لأوكرانيا وشكّلت في الأسابيع الأخيرة محور توتّر متزايد.

الجزائر تعيد فتح سفارتها

وفي شأن متصل، أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قرار إعادة فتح سفارة بلده في أوكرانيا بعد عام من إغلاقها بسبب الحرب الدائرة هناك.

وقال تبون في مقابلة مع وسائل إعلام محلية بثها التلفزيون الرسمي، "اتخذنا قرارا بالتنسيق مع وزارة الخارجية بإعادة فتح سفارة الجزائر بأوكرانيا هذا الأسبوع"، مضيفا "ستصدر وزارة الخارجية بلاغًا حول تفاصيل القرار".

وفي مطلع مارس/آذار 2022 أعلنت سفارة الجزائر في العاصمة الأوكرانية كييف مثل كثيرٍ من السفارات تعليق عملها وإجلاء موظفيها بسبب الوضع الأمني.

حزمة عقوبات عاشرة

في غضون ذلك، فرض الاتحاد الأوروبي مساء أمس الجمعة حزمة عاشرة من العقوبات على موسكو وعلى شركات إيرانية متهمة بتزويدها بطائرات مسيّرة، حسب ما أعلنت الرئاسة السويدية للتكتل.

وأقرّت هذه الحزمة الجديدة من العقوبات بعدما رفعت بولندا في نهاية المساء تحفّظاتها عليها، إذ إن وارسو سعت لأن تكون العقوبات أكثر شدة بكثير لكن مسعاها باء بالفشل.

وخلال زيارته كييف لتسليمها أول دفعة من دبابات "ليوبارد-2" الألمانية، وصف رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي هذه الحزمة الجديدة من العقوبات بأنها "رخوة للغاية وضعيفة للغاية".

وحسب مصادر دبلوماسية، فإن هذه الحزمة العاشرة من العقوبات تفرض خصوصا قيودًا جديدة على صادرات أوروبية إلى روسيا بقيمة 11 مليار يورو، وتجمّد أصول 3 بنوك روسية والعديد من الكيانات، بما في ذلك شركات إيرانية متهمة بتزويد موسكو بطائرات مسيّرة.

US President Joe Biden Visits Warsaw
بايدن استبعد أن تقوم بلاده بتزويد أوكرانيا في الوقت الراهن بطائرات حربية من طراز "إف-16" (غيتي)

وتأتي التصريحات الأوروبية بالتزامن مع إعلان حزمة جديدة من العقوبات الأميركية، إذ أعلنت وزارة الخزانة الأميركية أمس الجمعة فرض عقوبات جديدة على روسيا، استهدفت تحديدا بنوكا وشركات وأفرادا في قطاعات المعادن والمناجم والمعدات العسكرية وأشباه الموصلات.

كما تضمنت العقوبات ملاحقة أكثر من 30 شخصية وشركة من سويسرا وألمانيا ودول أخرى لمساعدتها موسكو في تمويل حربها على أوكرانيا.

تصريحات بايدن

من جانب آخر، استبعد الرئيس الأميركي جو بايدن أن تزود بلاده أوكرانيا في الوقت الراهن بطائرات حربية من طراز "إف-16" (F-16)، مشيرا في الوقت ذاته إلى عدم وجود أدلة على تزويد الصين روسيا بالأسلحة، وهو اتهام كررته واشنطن لبكين في الأسابيع الماضية.

وفي مقابلة أجرتها معه قناة "إيه بي سي نيوز" (ABC NEWS) الأميركية أمس الجمعة، قال بايدن إن الولايات المتحدة تزود أوكرانيا بما تحتاجه من دبابات ودفاعات جوية، وإنها ليست بحاجة إلى طائرات "إف-16" حاليا.

وشدد على أنه "في الوقت الراهن" يرفض تلبية مطلب نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بتزويد كييف بمقاتلات "إف-16".

وفيما يتعلق بالوثيقة التي قدمتها بكين لتسوية النزاع في أوكرانيا، قال بايدن إنه لا يرى في هذه الخطة أي شيء "يمكن أن يفيد أي طرف آخر غير روسيا"، مضيفا أن "بوتين يصفق لها، فكيف يمكن أن تكون جيدة؟".

ومع مرور عام على الحرب في أوكرانيا، دعت الحكومة الصينية في وثيقة نشرت أمس الجمعة كلا من موسكو وكييف إلى إجراء محادثات سلام، وعبّرت عن رفضها اللجوء إلى السلاح النووي.

وفي حين رحبت روسيا بتلك الوثيقة، أبدت كل من واشنطن وبرلين وكييف تحفظات عليها.

لولا دا سيلفا أكد عزمه جمع مجموعة من الدول من أجل إطلاق مفاوضات سلام بين روسيا وأوكرانيا (غيتي)

وساطة برازيلية

وفي سياق متصل، أكد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا عزمه جمع مجموعة من الدول من أجل إطلاق مفاوضات سلام بين روسيا وأوكرانيا.

وقال الرئيس دا سيلفا (77 عاما) عبر تويتر "من الملح أن تتحمل مجموعة من الدول غير الضالعة في النزاع مسؤولية إعادة السلام".

وسبق أن أثار دا سيلفا فكرة "مجموعة السلام" بعد اجتماع مع المستشار الألماني أولاف شولتز يوم 30 يناير/كانون الثاني الماضي في العاصمة برازيليا.

من جهته، أكد ميخائيل غالوزين نائب وزير الخارجية الروسي أول أمس الخميس أن موسكو تدرس هذا الاقتراح.

وقال غالوزين في مقابلة مع وكالة "تاس" الروسية للأنباء، "لاحظنا تصريحات الرئيس البرازيلي بشأن الوساطة المحتملة لإيجاد سبل لتجنب التصعيد في أوكرانيا".

المصدر : وكالات