مئات الشهداء في مجازر جديدة بغزة والاحتلال يكشف اعتقال 700 شمال القطاع

آثار الدمار التي خلفها القصف الإسرائيلي على حي الرمال شمال شرق غزة
آثار الدمار التي خلفها القصف الإسرائيلي على حي الرمال شمال شرق غزة (الجزيرة)

تواصل القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي على مناطق عدة من شمال وجنوب قطاع غزة اليوم الخميس مخلفا عشرات الشهداء والجرحى، وفي حين أكدت وزارة الصحة في غزة أن 350 شهيدا و900 إصابة وصلت إلى مستشفيات غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، أعلنت إسرائيل اعتقال نحو 700 فلسطيني شمال القطاع.

وشهدت المناطق الشمالية لقطاع غزة غارات جوية وقصفا مدفعيا شديدين منذ ساعات، تتركز تحديدا في بيت لاهيا وبيت حانون ومخيم جباليا وحي الشجاعية شرق مدينة غزة، وسط اشتباكات بالأسلحة الثقيلة تدور بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال.

واستشهد 21 فلسطينيا وجرح عشرات في قصف إسرائيلي لمنزل سكني في مخيم الشابورة برفح جنوبي قطاع غزة، كما استشهد 4 فلسطينيين بينهم طفل، وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في منطقة وادي السلقا وسط قطاع غزة.

وصباح اليوم تم انتشال أكثر من 15 شهيدا وعشرات الجرحى بينهم أطفال ونساء في قصف إسرائيلي لمبنيين مكونين من طابقين تملكهما عائلة صلاح في منطقة بطن السمين جنوبي مدينة خان يونس.

بدورها، أعلنت وزارة الصحة في غزة عن ارتفاع إجمالي عدد الشهداء في القطاع منذ بدء الحرب الإسرائيلية إلى 17 ألفا و177، كما وصل عدد المصابين إلى 46 ألفا .

وقال المتحدث باسم الوزارة الدكتور أشرف القدرة إن القصف الإسرائيلي منذ بدء الحرب استهدف 130 مؤسسة صحية، وتسبب في استشهاد 290 من الكوادر الصحية وتدمير 102 من سيارات الإسعاف.

وأوضح القدرة أن شمال قطاع غزة بلا غطاء صحي على الإطلاق، وأن مستشفيات القطاع فقدت قدرتها الاستيعابية تماما، لافتا إلى أن الوضع الصحي والإنساني في أماكن الإيواء كارثي، وأن النازحين يتعرضون لخطر المجاعة والأوبئة.

حصار واعتقال

وفي سياق متصل، أفاد مراسل الجزيرة بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي حاصرت مدرسة تؤوي آلاف النازحين في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، في ظل وجود شهداء وإصابات داخل المدرسة.

وقد وجه المحاصرون نداء استغاثة من داخل المدرسة، مع عجز الطواقم الطبية والإسعافات عن الوصول إليهم.

كما حصلت الجزيرة على مشاهد وشهادات خاصة لمئات العائلات التي اضطرت لمغادرة مدرستين كانت نزحت إليهما بمحيط المستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة.

ووثق الصحفي حسام شباب لصالح الجزيرة، مشاهد من مغادرة عشرات العائلات للمدرستين ووصولها إلى مخيم جباليا، بعد تعليمات من الجيش الإسرائيلي للنازحين بالمغادرة فورا.

وأفاد نازحون عقب مغادرتهم مدرستي الكويت وحلب في محيط المستشفى الإندونيسي، أن عشرات الشهداء ملقون على الأرض في داخل المدرسة ومحيطها، وأكدوا أن القناصة الإسرائيليين واصلوا استهداف النازحين داخل المدرسة بشكل مباشر.

وأكد أحد النازحين أنهم تعرضوا لإطلاق نار مباشر داخل المدرسة أثناء محاولتهم الحصول على المياه.

اعتقال المئات

من جانبها، قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، الخميس، إن إسرائيل اعتقلت إداريا نحو 700 فلسطيني في غزة منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقالت الهيئة "اعتقل الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام الشاباك، حتى اليوم، نحو 700 شخص في غزة، وتم تمديد اعتقالهم في إجراء إداري بموجب قانون المقاتلين غير الشرعيين".

ولفتت إلى أن "هذا العدد لا يشمل الفلسطينيين الذين تم اعتقالهم في غلاف قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي"، والذين لم يتم تحديد أعدادهم.

وكانت هيئة البث أشارت سابقا إلى أن الجيش الإسرائيلي أقام مركز تحقيق واعتقال لفلسطينيين تم اعتقالهم من داخل قطاع غزة.

مأساة إنسانية

إنسانيا، قال المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأدنى والأوسط فابريزيو كاربوني للجزيرة، إن الأرقام لا تعكس حجم المأساة التي يعيشها سكان غزة.

وشدد على أن ما يحدث في غزة من قصف وخراب يتجاوز طاقة أي منظمة للتعامل معه.

بدوره، قال مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إنه يجب وقف إطلاق النار في غزة فورا.

وأضاف أن وتيرة الهجوم العسكري في جنوب غزة تكرار لما كانت عليه شمالا ولا مكان آمنا، مشددا على أن للمنظمات الإنسانية الدولية رسالة واحدة وواضحة وهي أن ما يحدث في غزة يجب أن يتوقف فورا.

وفي فرنسا، قالت وزارة الخارجية الفرنسية إن باريس قلقة جدا من الوضع الإنساني في غزة وإن المدنيين يعانون وضعا هشا يجعلهم عرضة للأمراض.

المصدر : الجزيرة + وكالات