شاهد.. أطفال غزة يشتاقون لبيوتهم ولعبهم وضحكات أمهاتهم وأصدقائهم الذين قضوا في الحرب

يدفع الأطفال في قطاع غزة ثمنا باهظا من أرواحهم ومعنوياتهم جراء الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع منذ أكثر من شهر دون أي اعتبار لقوانين دولية أو قرارات أممية أو أخلاق حرب.

ولئن كان نحو نصف شهداء الحرب -الذين كسروا حاجز الـ10 آلاف- من الأطفال، فإن من نجوا من القتل حتى الآن يعيشون واقعا لا يمكن مطلقا أن يكون واقع من هم في مثل أعمارهم.

فقد نقلت الجزيرة شهادات صغار نجوا من الموت لكنهم يعيشون محاصرين بالقصف والانفجارات والحرائق وركام بيوتهم أو بيوت جيرانهم، دون طعام أو شراب أو أدنى شعور بالأمن.

أحد هؤلاء الاطفال قال إنه لا يستطيع النوم خلال الليل ولا يعرف ماذا يفعل، وإن يديه أصبحتا تؤلمانه من كثر الارتجاف.

وقال الطفل -من وسط أحد مخيمات النزوح- إنه كان كلما نظر من نافذة بيته وجد بيتا من بيوت الجيران قد قصف، ووصف كيف يعيش الآن بلا مياه ولا كهرباء ولا أي شيء.

وقالت طفلة أخرى وهي تذرف الدموع إنها تحلم بالعودة إلى منزلها لأن أفراد أسرتها لا يملكون غيره، وإن كل شيء فيه يمثل ذكرى. في حين قالت ثانية إنها خائفة مثل بقية الناس، وذكرت ثالثة أنها تشتاق لمدرستها وألعابها وكتبها.

وتبدو أحلام الأطفال كلها واحدة وبسيطة جدا وتمثل أبسط حقوقهم التي نصت عليها القوانين الدولية، لكنها لم تعد ممكنة في ظل المأساة التي يعيشها القطاع.

طفل آخر عبّر ببراءة عن أمله بالعودة لبيته وأصحابه وألعابه ودراسته بل ومعلمه الذي يحلم بأن يقبّله مجددا، بدلا من الحياة وسط الرمل والشوك، مضيفا أنه لا يحب الحرب لأن كل أصحابه قضوا فيها.

وعلى عكس السابقين، تقول طفلة إنها تشتاق إلى ضحكة أمها التي لم تعد تفعل شيئا إلا البكاء، مؤكدة أنها لم تعد تطيق الحرب التي تأتيهم عاما بعد عام.

وتحدث كثيرون من وسط الحطام عن حلمهم بأن يعودوا لبيوتهم وفراشهم ودراستهم، وكلها أمور حولتها إسرائيل إلى ركام.

ويمثل الأطفال 47% من سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، وقد استشهد 2324 منهم خلال الشهر الأول من الحرب.

وحتى الآن، يوجد 1300 طفل مفقود تحت الأنقاض، فضلا عن كثيرين نجوا من الموت لكنهم مصابون ويحتاجون للعلاج.

المصدر : الجزيرة