الهدنة الروسية في أوكرانيا.. مؤشر على إنهاء الحرب أم ترتيب للصفوف؟

أكد وزير الخارجية الأوكراني السابق قسطنطين هريشينكو أن إعلان روسيا الهدنة من جانب واحد يعود إلى المشاكل التي تواجهها في ساحة الحرب، وأنها تعمل خلال هذا الوقت على إعادة ترتيب صفوفها.

وأضاف هريشينكو في حديثه لحلقة (2023/1/6) من برنامج "ما وراء الخبر" أن رفض كييف الهدنة التي أعلنتها موسكو هو بسبب عدم جدية الأخيرة ورفضها العديد من الهدن التي طالبت بها أوكرانيا في وقت سابق.

وأشار إلى أن موسكو قصفت كييف في رأس السنة الميلادية، وذلك دليل واضح على عدم صدق حديثها في ما يتعلق بالشق الديني من هذه الهدنة.

وكانت موسكو قد أعلنت عن هدنة بمناسبة عيد الميلاد لمدة 36 ساعة تبدأ منتصف نهار اليوم الجمعة.

وقد رفضت كييف الهدنة، فيما أكدت واشنطن وأنقرة أن الحرب تمر بمرحلة حرجة وأنها مرشحة للتصعيد في الفترة المقبلة.

في المقابل، يرى الباحث في العلاقات الدولية ستانيسلاف ميتراخوفيتش أن إعلان موسكو الهدنة جاء ردا على جهود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في محاولة لاحتواء الموقف منذ بداية الحرب، مستبعدا في الوقت ذاته الجانب الديني الذي أُعلن عنه في هذه الهدنة.

وأضاف أن إعلان الهدنة لا يعني نهاية الحرب وإنما إثبات من روسيا أنها استجابت للدعوات التي ارتفعت بضرورة السماح للوساطات من أجل التوصل إلى حل ووقف الحرب في أوكرانيا.

بدوره، اعتبر الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري أن الهدنة التي أعلنتها موسكو تحمل العديد من الرسائل، منها ديني وموجه للداخل في روسيا وأوكرانيا، ومنها ما هو رد على حديث الرئيس التركي بضرورة وقف الحرب ولو من طرف واحد، وإشارة روسية للغرب بقبولها مسار التفاوض، خصوصا بعد دخول الصواريخ الغربية التي زُودت بها كييف ساحة المعركة.

وأضاف الدويري أن الحرب ستنتهي بنقطة وسطية لن تستطيع فيها روسيا الحسم العسكري الكامل، في المقابل لن تستطيع أيضا أوكرانيا حسم المعركة بشكل كامل وتحرير الأراضي التي احتلتها روسيا، غير مستبعد أن تتوقف الحرب بنهاية هذا العام.

المصدر : الجزيرة