في الذكرى 21 لافتتاح معتقل غوانتانامو.. مطالبات ىإغلاقه وتذكير بمآسيه وانتهاكاته

Guantanamo Bay protest outside U.S. Capitol in Washington
محتجون يتظاهرون أمام مبنى الكونغرس الأميركي قبل 3 أيام للمطالبة بإغلاق معتقل غوانتانامو (رويترز)

شهدت المنصات العالمية أمس تفاعلا واسعا في الذكرى الـ21 لافتتاح معتقل غوانتانامو، إذ عبّر نشطاء ومعتقلون سابقون وحقوقيون عن آرائهم في السجن الأشهر عالميا، مطالبين بإغلاقه بعد أن شهد على تعذيب المئات، كما شاركت كثير من الحركات الحقوقية في التذكير بما شهده المعتقل من جرائم.

وافتتح معتقل غوانتانامو في عهد الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن عام 2002 في سياق الحرب على "الإرهاب" بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، وتحوّل المكان من قاعدة عسكرية إلى معتقل وميدان للمحاكم العسكرية الاستثنائية ومسرح لألوان التعذيب وفنون الرعب، وواكبت ذلك حملات ودعوات للمطالبة بإغلاقه.

أميركا افتتحت معتقل غوانتانامو في 2002 (الأوروبية)

سجن مستهجن

وقد قال عنه الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما إنه سجن "يستهجنه العالم ويستغله الإرهابيون في التجنيد ويستنزف الموارد الأميركية"، في حين قالت ألمانيا إن عار المعتقل يطال سمعتها.

وفي ذكرى افتتاحه، أصدرت منظمة العفو الدولية بيانا، نشرته على موقعها الرسمي، نددت فيه بما فعلته أميركا في غوانتانامو، وحبسها المئات دون تهم أو محاكمة، ووصفت ما حدث بأنه عار لا يمحى من تاريخ أميركا.

كما طالبت المنظمة الرئيس الأميركي جو بايدن بإغلاق السجن والإفراج عن السجناء المتبقين.

وشارك عدد من المعتقلين السابقين في إبراز المعاناة التي يعيشها السجناء، ووثقوا ما تعرضوا له خلال سنواتهم هناك، مطالبين بالإفراج عما تبقى وإغلاق المعتقل نهائيا.

وفي هذا السياق، طالب المُعتقل البريطاني السابق معظم بيك الرئيس الأميركي بايدن بإغلاق المعتقل، الذي سيعاني نزلاؤه عاما جديدا من الانتهاكات، والذي سيبقى من أبرز الرموز الشاهدة على ظلم الولايات المتحدة، على حد تعبيره.

 

 

جروح ومطالبات

ونكأت شهادات المعتقلين السابقين جروحهم القديمة، حيث مثّل استحضارهم ما عانوه خلال فترة الاعتقال عبئا مضاعفا، زاد ثقله بقاء معتقلين آخرين داخل السجن الأميركي سيئ السمعة.

وكتب المعتقل اليمني السابق منصور الصيفي "كان عمري 19 عاما عندما أُرسلت إلى هناك، تائها وخائفا ومرتبكا، تعرضت للتعذيب، ولم أكن أتخيل قط قضاء 9 سنوات في الحبس الانفرادي دون تمثيل قانوني أو محاكمة لمدة 15 عاما".

وأضاف "أكمل غوانتانامو 21 عاما، ولا يزال 35 رجلا يقبعون هناك، ولسنوات حاول السجناء والنشطاء والمحامون والصحفيون والمنظمات غير الحكومية كتابة الفصل الأخير من هذا الأمر، فصل ينتهي بالعدالة والمساءلة والمصالحة، حان الوقت لإغلاق غوانتانامو".

ونشر المعتقل الموريتاني السابق محمدو ولد صلاحي صورة لسيارته وعليها آثار الزمن، معلقًا عليها "هكذا ستبدو سيارتك عندما توقفها أمام مركز الشرطة للاستجواب وتختفي لأكثر من 15 عاما، 21 عاما من الظلم، 21 عاما أكثر من كافية".

كما شارك الآلاف عبر المنصات التواصلية في التنديد بسجل أميركا الحقوقي، وتفاعل كثيرون عبر وسمي "#Guantanamo" و"#closegitmo" مطالبين بالإفراج الفوري عن السجناء ومحاسبة أميركا على سنوات من الظلم والتعذيب هناك.

تذكير بالمآسي

ونظم عدد من النشطاء تحركا إلكترونيا، أول أمس الأربعاء، للتذكير بمآسي غوانتانامو والمطالبة بإغلاقه، شارك فييه الآلاف بتغريداتهم وأعمالهم الفنية التي وثقت الجريمة، كما شارك نشطاء في وقفة احتجاجية أمام السفارة الأميركية في المكسيك.

وكانت أميركا قد افتتحت معتقل غوانتانامو في 2002، وشهد منذ ذلك اليوم نقل المئات إلى هناك أغلبهم من المسلمين تحت دعوى الحرب على "الإرهاب"، وما زال مفتوحًا حتى الآن، ولم يخرج كل السجناء، على الرغم من عدم توجيه تهم حقيقية لأغلبية من ذهبوا هناك.

يشار إلى أنه في 11 يناير/كانون الثاني 2002 وصل أول المعتقلين من باكستان وأفغانستان إلى غوانتانامو، وتجنبا للانتقادات الحقوقية ولكي تقطع الطريق أمام منح أي حقوق لهؤلاء، زعمت إدارة الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش أن "معتقل غوانتانامو خارج الأراضي الأميركية، ولهذا فهو غير خاضع لدستور البلاد".

وقد ضم سجن غوانتانامو ما مجموعه 780 معتقلا منذ افتتاحه، ولاحقا ومع تصاعد موجة الانتقاد، قامت وزارة الدفاع الأميركية بعمليات ترحيل متفرقة للمعتقلين حول العالم.