روسيا تختتم مناورات عسكرية بحضور بوتين وبمشاركة الصين والهند.. وأميركا تختبر صاروخا باليستيا عابرا للقارات

اختتمت مناورات الشرق 2022 العسكرية التي أقيمت شرقي روسيا بمشاركة أكثر من 50 ألف عسكري من 13 دولة إلى جانب روسيا، في مقدمتها الهند والصين، في وقت أعلنت فيه واشنطن أنها ستختبر صاروخا باليستيا عابرا للقارات، وقالت إنها أخطرت روسيا بهذا الأمر.

يأتي ذلك وسط ازدياد التوتر بين روسيا والغرب منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، مع دعم أوروبا وأميركا ماديا وعسكريا لكييف وفرض عقوبات غير مسبوقة على موسكو، الأمر الذي دفع سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي للقول إن الغرب "أعلن حربا شاملة وهجينة على روسيا في كل المجالات".

وأكد ريابكوف أن "خطورة لعبة واشنطن باستخدام أوكرانيا أداة ضد روسيا آخذة في الازدياد"، وفق تعبيره.

وأشرف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الثلاثاء على الجزء الأخير من مناورات عسكرية واسعة النطاق قرب الحدود مع الصين، كما عقد اجتماعا مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قبل إشرافه على المناورات، وشهدت الجولة الختامية من المناورات مشاركة المدفعية الثقيلة والدبابات وصواريخ إسكندر إلى جانب مقاتلات وطائرات مسيرة.

وشهدت المناورات -التي تحمل اسم "فوستوك (الشرق) 2022"- تدريبات مشتركة للسفن الحربية في بحر اليابان حاكت التصدي لمجموعة سفن تكتيكية لعدو مفترض، كما حلقت قاذفة إستراتيجية بعيدة المدى لساعات في إطار كشف جاهزية وحدات الدفاع الجوي المشاركة في التدريبات.

كما جرت مناورات في مواقع تدريبية في الشرق الأقصى الروسي وفي البحر قبالة ساحل روسيا الشرقي، بحسب ما أفاد به الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ووكالات إخبارية محلية.

وانطلقت تلك المناورات العسكرية في الأول من سبتمبر/أيلول الجاري بمشاركة أكثر من 50 ألف عسكري و60 سفينة حربية و140 طائرة.

ووفق بيانات روسية سابقة، شارك في المناورات كل من: أذربيجان، وأرمينيا، وبيلاروسيا، والهند، وكازاخستان، وقرغيزستان، والصين، ولاوس، ومنغوليا، ونيكاراغوا، وطاجيكستان، إلى جانب سوريا والجزائر.

ويسعى بوتين للتقرّب من دول في أفريقيا وأميركا الجنوبية وآسيا، خاصة الصين، وذلك لتعزيز شراكات بلاده في آسيا لمواجهة العقوبات الغربية، بعد أن وجدت موسكو نفسها في حالة عزلة متزايدة في ظل تفاقم التوتر بينها وبين العواصم الغربية.

صاروخ باليستي أميركي

في مقابل تلك المناورات، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أن الجيش الأميركي يعتزم اختبار صاروخ باليستي عابر للقارات غدا الأربعاء من قاعدة فاندنبيرغ في كاليفورنيا، مضيفة أنه تم إخطار روسيا مسبقا.

ووصف متحدث باسم البنتاغون الاختبار بأنه إجراء روتيني، وقال إنه يهدف إلى إظهار جاهزية قوات الصواريخ الباليستية العابرة للقارات بالجيش الأميركي.

وأجرت الولايات المتحدة الشهر الماضي اختبارا لصاروخ من طراز "مينوتمان 3" العابر للقارات، بعد إرجاء الاختبار لتجنب تصعيد التوترات مع بكين، في وقت كانت تقوم فيه الصين باستعراض للقوة قرب تايوان.

تقارب روسي صيني

وتقاربت بكين وموسكو كثيرا في السنوات الأخيرة، وعززتا تعاونهما في إطار علاقة وصفها البلدان بأنه "بلا حدود" بهدف مواجهة الهيمنة العالمية للولايات المتحدة.

ورفضت بكين إدانة التدخل الروسي في أوكرانيا، ووفرّت غطاء دبلوماسيا لها عبر التنديد بالعقوبات الغربية وتحرّك الغرب لمد كييف بالأسلحة، مما رفع منسوب التوتر بين الصين والغرب، ووصل ذلك إلى ذروته خلال زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان التي تعدّها الصين جزءا من أراضيها.

بدورها، تضامنت موسكو بشكل كامل مع بكين خلال الزيارة، واتهم بوتين واشنطن بـ"زعزعة استقرار" العالم.

وفي مؤشر على تعزيز التقارب بينهما أعلنت روسيا اليوم الثلاثاء أن الصين ستبدأ تسديد ثمن شحنات الغاز الروسي بالروبل واليوان بدلا من الدولار الأميركي.

المصدر : الجزيرة + وكالات